جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
29-05-13 07:33
|
نفهم جيداً ما قاله السفير الأمريكي في المنامة خلال الحوار المنشور في (الوطن) أمس بشأن صعوبة التفرقة بين التظاهر السلمي والتظاهر غير السلمي، ولكننا نفهم أيضاً أن الفرق بين التظاهر السلمي والتظاهر المتجاوز للقانون فرق شاسع وكبير جداً ويمكن لمن لا يعرف القانون التفرقة بينهما. إذا كان السفير يتحدث عن مشاركاته عندما كان شاباً في المسيرات والمظاهرات السياسية فهو أمر طبيعي ويحدث في أي مجتمع ديمقراطي، وكذلك الحال في مجتمع البحرين الذي أتاح لنا المشاركة في مئات المظاهرات والمسيرات السياسية منذ بدء التحول الديمقراطي عام 2001. ولكن عندما تتعلق المسألة بحق المواطن في التظاهر والتعبير عن رأيه فهو حق مكفول في كافة الدساتير الديمقراطية ومن بينها طبعاً الدستور الأمريكي والدستور البحريني أيضاً. وكفالة الدستور لهذا الحق لا تعني تماماً أن هذا الحق مطلق وغير منظم ولا توجد له ضوابط وأنظمة لممارسته، لأن الفكرة من وراء ذلك هو ضرورة أن تصون الدولة حقوق كافة المواطنين، فعندما يعتزم أحد المواطنين ممارسة حقه في التظاهر والتعبير عن رأيه يجب ألا يكون هذا الحق متعارضاً مع حقوق المواطنين الآخرين، فحرية ممارسة الحق تنتهي عندما تصل إلى المساس بحريات الآخرين، وهي قاعدة سياسية موجودة في الفكر السياسي منذ مئات السنين. ما يحدث في البحرين من الإفراط في ممارسة حق التظاهر والتعبير عن الرأي مبالغ فيه، لأنه مسّ حريات الآخرين، ولذلك نرى تذمراً من شريحة واسعة من المواطنين بسبب تأثرهم من الإفراط في ممارسة هذا الحق. الفرق كبير هنا بين التظاهر السلمي والتظاهر غير السلمي الذي تجاوز القانون، فلا يعني عندما تقرر مجموعة التظاهر، وتقوم بالإجراءات الرسمية للحصول على الموافقة بالتظاهر ويُرفض طلبها، وتُصر على التظاهر أن ما ستقوم به تظاهر سلمي، قد يكون سلمياً إذا لم يتزامن مع أعمال عنف، ولكنه في النهاية تظاهر متجاوز للقانون لأنها لم تحصل على الموافقة الرسمية من الجهات المختصة الموكل إليها مسؤولية تنظيم حقوق المواطنين في التظاهر والتعبير عن الرأي. هذه الممارسات وقواعد ممارسة الحقوق الدستورية والحريات العامة تعلمتها البحرين من مختلف الديمقراطيات في العالم عندما قررت تكوين تجربتها الخاصة في التحول الديمقراطي، وتمت الاستفادة من الديمقراطية الأمريكية لبنائها. ولذلك لا معنى أن يأتي السفير الأمريكي ويعلّم البحرينيين عدم وجود فرق بين التظاهر السلمي والتظاهر المتجاوز للقانون، فالبحرينيون ليسوا بحاجة لمثل هذا التعليم.
|
خدمات المحتوى
|
يوسف البنخليل
تقييم
|
|
|
الرئيسية
الصور
المقالات
البطاقات
الملفات
الجوال
الأخبار
الفيديو
الصوتيات
0 | 
0 | 
1431
