صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 29 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

29-05-13 07:24

عندما نقرأ الكتابات التي يقدمها صانعو الرأي في البحرين هذه الأيام، نتذكر جيداً أطروحات الباحث الأمريكي الشهير كرين برينتن الذي قدم خلاصة إبداعاته في كتابه القيّم (تشريح الثورة) التي حلّل وقارن فيها أربع ثورات رئيسة شهدها العالم، وهي الثورة الأمريكية، والفرنسية، والإنجليزية والروسية. قد نتفق مع برينتن، وقد لا نتفق معه، وذلك ليس مهماً، ولا يقلل تماماً من أهمية ما قدمه الباحث الأمريكي لمن يحاول أن يفهم الثورات، أو يفهم كيفية اندلاعها، أو يحاول فهم تداعياتها لاحقاً. كتابات قادة الرأي في البحرين الآن تحمل مزيجاً منوعاً من التحريض والإثارة والإحباط والاستياء، وهي تمثل بمفهوم برينتن (ظاهرة انتقال ولاء المفكرين) بمعنى تحول قادة الرأي من أصحاب رأي داعم للدولة، إلى أصحاب رأي مناهض للدولة، وهو ما يمكن ملاحظته في السواد الأعظم من كتّاب الرأي اليوم الذين تحولوا بشكل تدريجي إلى كتّاب ينشرون الاستياء والإحباط حتى صار الرأي العام مشوشاً، ولا يعرف كيف يتصرف، ولا يعرف كيف يتعامل مع الدولة، ومن مظاهر ذلك (مناداته بتطبيق القانون، وعندما يطبق القانون يزداد استياؤه لأن القانون لم يعجبه). نخشى اليوم كثيراً من تفشّي الإحباط والاستياء لأن تكون مقدمات لثورة أو موجة احتجاج أو حركة لا عنف مستقبلية من مكونات المجتمع لم نعتد منها ذلك خلال الربع قرن الأخيرة. قد تتم العملية بشكل تلقائي وعفوي للغاية دون أن يكون هناك تخطيط لها، ودون أن تكون مقصودة تماماً، ولكن ليس مطلوباً من قادة الرأي الانسياق وراء الأحداث والشائعات وآراء الأفراد وانطباعاتهم المختلفة تجاه جميع القضايا، بل المطلوب العكس وهو أن يقود قادة الرأي الجمهور بمختلف فئاته. اليوم نرى تحوّل هذا الاستياء من الآراء إلى الأفعال، فجولة سريعة في ساحات البسيتين، أو الحد أو حتى الرفاع، سنرى الشعارات مكتوبة على الجدران، ومكتوبة على اللوحات الإعلانية تنتقد وتزيد من استياء الأفراد استياءً. السؤال الذي يطرح عند هذه النقطة؛ من هو صاحب المصلحة في تزايد الاستياء والإحباط بين الجماهير؟ أطراف كثيرة من مصلحتها ذلك، ولن أتحدث هنا عن مصالح القوى الخارجية التي لم تتوقف تدخلاتها، بل سأتحدث عن القوى السياسية الداخلية التي أعلن البعض فيها عزلته السياسية وبدأ بالعمل من خلال الاجتماعات السرية، وبدأ يتغلغل في أوساط الجماعات السُنية لتعظيم حالة الإحباط، كما هو الحال بالنسبة للخلية التي تتخذ من جزر أمواج مقراً لها والتي تمكنت ببراعة من توظيف مستشارين شباب لأحد النواب الجدد، وكان لهؤلاء المستشارين دور بارز في أحداث جامعة البحرين، ولهم دور في تسييس العمل الطلابي هناك لصالح تيارات المعارضة الراديكالية. أيضاً لابد من الاعتراف بأن هناك شخصيات تراجعت وبدأت العمل من الخلف لأن دورها لم يحن بعد، وسيأتي دورها قريباً عندما يزداد الاستياء والإحباط ليس ضد الدولة هذه المرّة، وإنما ضد الحكومة التي لم تتوقف انتقاداتهم لها، ويرون الحاجة لتغييرها دون تغيير النظام السياسي للدولة. حينها ستقتنص الفرصة وتظهر أجندتها بشكل مكشوف سواء من داخل أو خارج البحرين.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1317



خدمات المحتوى


يوسف البنخليل
يوسف البنخليل

تقييم
5.01/10 (19 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى