جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
29-05-13 07:18
هذا السؤال لم أجد إجابة له حتى الآن، بعد أن بحثت في المواقع الرسمية الأمريكية عن أية تصريحات معلنة قبل زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل مايكل بوسنر المنامة نهاية الأسبوع الماضي. أيضاً استفسرت من بعض الدبلوماسيين البحرينيين حول هذه الزيارة، وما إذا كانت قد تمت بدعوة بحرينية رسمية، ولم أجد أية تأكيدات أيضاً. أخرج من حالة البحث هذه إلى نتيجة أن زيارة المسؤول الأمريكي للمنامة لم تكن زيارة قائمة على دعوة رسمية من حكومة البحرين، وإنما جاءت بطلب من واشنطن نفسها. وهو ما يدفعنا إلى طرح تساؤل عن السبب الذي يدفع المنامة للموافقة على الطلب الأمريكي لمثل هذه الزيارة الرسمية، طبعاً الأعراف الدبلوماسية تقتضي الموافقة على مثل هذه الزيارات، ولكن الأعراف الدبلوماسية والاعتبارات السياسية تستدعي كذلك طلب تأجيل الزيارة لمعرفة طبيعة أجندتها، ولاختيار التوقيت الأنسب. فالزيارة الأخيرة تمت بالتزامن مع نطق القضاء في قضية ما يسمى بالكادر الطبي الذي تورط في أحداث فبراير من العام الماضي. وما أن أصدر القضاء حكمه إلا وأعلن المسؤول الأمريكي بوسنر موقف حكومة بلاده من المنامة وليس من واشنطن. الزيارات المتكررة لبوسنر لافتة، وتستحق الانتباه ومزيداً من التحليل، فزياراته لا تتم إلا بالتزامن مع أحداث مهمة تشهدها البحرين. إذ نفهم جيداً الدور المهم الذي يقوم به في هندسة مشروع الشرق الأوسط الجديد، وإعادة هيكلة القوى السياسية في الخليج العربي بالتعاون مع مسؤول أمريكي آخر رفيع المستوى. وما يميّز بوسنر أنه المسؤول الأول في الخارجية الأمريكية عن شؤون مؤسسات المجتمع المدني التي لم تتضرر البحرين فحسب من أنشطتها، وإنما العديد من البلدان العربية، وكان آخرها بعض دول مجلس التعاون الخليجي مثل الإمارات التي قامت بطرد هذه المؤسسات إثر ما قامت به القاهرة بعد الثورة. من المسائل اللافتة في الدور الذي يقوم به بوسنر أنه مدعوم بشكل كبير ـ رغم كونه مسؤولاً رسمياً في الإدارة الأمريكية ـ من منظمة العفو الدولية (الأمنيستي)، وهي المنظمة التي لم تنفك تصدر التقارير الحقوقية حول البحرين -كغيرها من دول العالم- منذ تسعينات القرن العشرين وحتى الآن، وهي تقارير بلاشك منحازة وتقوم على نظرة أحادية. إضافةً إلى إسهاماته في بناء نظام العدالة الدولية وتفعيل دور المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما يذكرنا ببعض مطالبات شخصيات المعارضة الراديكالية في فبراير ومارس 2011 عندما طالبوا بإحالة بعض المسؤولين البحرينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية لأسباب يعرفها الجميع. لا نعلم حتى الآن من الذي دعا بوسنر إلى زيارة المنامة وطلب منه المكوث فيها نحو أربعة أيام؛ هل السفير الأمريكي؟ هل الحكومة؟ هل الوفاق؟ أم هو شخصياً حاول فرض نفسه على أجندة السياسة المحلية؟
|
خدمات المحتوى
|
يوسف البنخليل
تقييم
|
|
|