جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
17-03-13 10:25
وددتُ لو أستطيع كتابة الموضوع بسخرية ولكن الموقف الذي حصل بالأمس لا يحتمل السخرية، ووددتُ التحدّث عن موضوع آخر كنتُ قد وعدتُ إحدى الأخوات بالكتابة عنه، ولكنّ توقّف قلمي عن أي موضوع، فموضوع الوطن ليس به مجال للسخرية ولا للضحك!
فلقد صرّح السيد أحمد جمعة - المتحدّث الرسمي باسم ائتلاف الفاتح - بأنّ الحوار سيمضي ولا مجال للرجوع، ونحن معه قلباً وقالباً، ولكن كلمته عن الـ 100 عام لم تكن في محلّها مرّة أخرى، لأنّ الوضع يستدعي منّا عدم التأخير أبداً، ولو ساعة واحدة، بل نقول «ولو لحظة واحدة»، وهو مستعد مع جماعته للبقاء 100 عام (والله حرام).
ما حصل بالأمس وما يحصل هذه الأيام من مشكلات داخل البحرين من قبل الجميع، يجعل القلب يدمي حزناً ويعصر الفؤاد ألماً، فليس هناك حل سريع إلا الدخول والمضي في مرئيات تُرفع إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، حتى تهدأ الأوضاع وتنتهي الأزمات الموجودة في الساحة.
إننا نسير في اتجاه مظلم، ولا نجد منفذاً محتملاً من أجل الوطن، وما هذه الكلمات البرّاقة «كالريموت كنترول» و «100 عام» إلاّ كلمات في غير محلّها، تدل على الخلو من الحنكة السياسية التي نحن أحوج ما نحتاجها هذه الأيام.
إنّ الجميع يعوّل على الحكومة من جانب وعلى المعارضة من جانب آخر، ولكننا نعوّل على الجميع بحماية البحرين من الاحتراق، إذ لن ينفعنا الندم إن وقع المحظور، ولن نستفيد أنملة واحدة إن لم نعجّل في أمور مصيرية تعالج الوضع السياسي المحتقن.
لا يا أحمد جمعة... نقولها لك ولغيرك: لن ننتظر 100 عام حتى تُحل الأزمة، فوطني ووطنك اليوم في نار لن تهدأ، الله العالم متى تنتهي، ونحن نترقّب نتيجة المرئيات بفارغ الصبر، فالوضع المؤجّج من قبل الأطراف المتضادة أنهكنا جميعاً، وما نريد إلاّ الخلاص والمضي قدماً!
من يتمنّى رؤية الكر والفر يومياً؟ مَن منا يريد أن يحترق موطنه يومياً وفي كل لحظة ويصمت أو حتى يستطيع الانتظار 100 عام؟ من ذا الذي يسعى إلى خراب البحرين؟ هل هناك من يُجيب على هذه الأسئلة؟ للأسف، متى ما حاولنا توعية البعض، هاجم شخوصنا واكتفى، وابتعد عن التمعّن في الرسالة أو الالتفات إليها، وما الرسالة التي نطرحها إلاّ حبّاً لوطننا الغالي وحرصاً عليه من الدمار.
وأرجوكم لا تقولوا بأنّ البحرين لن تدمّر، لأنّنا نرى ما يحدث أمامنا من خلال أولئك الذين لا يتّخذون الحلول المصيرية توجّهاً لهم، ولا يقرأون في قصص الأوّلين فيعتبرون، ولنتذكّر بأنّ الدنيا دول وعبر، فلنأخذ بنصيحة الناصح الحريص على وطنه، لا ذاك الذي «يتمسخر» ويهزأ منه ومن أهل وطنه!
وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|