جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
15-02-13 11:21
ليس هناك أشد من الفتنة يا «عقرب الرمل»، وما كلامك للشارع الصامت برغبته، إلاّ تحريضاً على إشعال الاحتقان مرّة أخرى، وأبارك لمن تنبّأ بفشل الحوار، مادامت الأصوات التي على شاكلتك تؤجّج وتتدخّل بصورة سلبية!
لعلمكِ فقط... لم يكن الشارع الصامت صامتاً في يوم من الأيام، بل كان دائماً يطالب بحقوقه، ووقف وقفة المناضل وقدّم الشهداء إبان الستينيات والسبعينيات، والتاريخ شهد على ذلك، وأتمنى أن تتفقّهي في شارعكِ قبل التفوّه بترّهات تناسبكِ. فهذا الشارع حقّق الدستور بالتوافق بين الشعب والحكم، وأنجز ذلك المجلس الوطني الحقيقي المحاسب لأعمال الحكومة، والذي أثبت قوّته في حفظ حقوق الناس وخصوصاً حقّهم في أملاك الدولة والنفط.
تحريضكِ اليوم لا فائدة منه، وللأسف فإنّ فشل رؤساء الفاتح في عدم المطالبة بحقوق المواطنين الشرعية أفقده المصداقية، وأرجع الشارع الصامت إلى ما كان عليه!
أنتِ تتكلّمين عمّن قبض الثمن؟ أنتِ أوّل من يعلم من قبض الثمن خلال الأحداث! لماذا تستصغرين عقول أصحاب الشارع الصامت؟ أوتظنّين أنّهم «تيس بلالو» نريدكم اليوم للاحتشاد فيحتشدون من غير مطالب، وإنّما لمعارضة المعارضة، ولزيادة دخلكِ أنت وبقية الجوقة؟
تكلّمتِ عن جمعية الوفاق، وأنا أوّل المعترضين على أجندات هذه الجمعية، ولكنّها أثبتت أنّها لشارعها وفيّة، ولم تستعرض أكثر من مفوّضٍ واحدٍ للمشاركة في الحوار، أوتعلمين ما معنى ذلك؟ اتّفاق المعارضة واختلاف الموالاة!
وما تحدّثكِ عن الحكومة التي تمثّل الشعب، فإنّ بيني وبينك وبين الشعب «أتمنى» أن نلاقيه بالاستفتاء على مرئيات الحوار، فهذا هو الفيصل الذي سيلجمكِ بمعيّة المنافقين من حولكِ ومعارضيكِ.
إنّ الشعب هو مصدر السلطات جميعاً، وهو الذي سيحافظ على حقوقه وحقوق الأجيال القادمة، وليس من خلال كلماتكِ الخبيثة في جر الشارع الصامت إلى الفتنة وليس إلى الحقوق.
«نفسي» يوم واحد تخرجين لنا بمطالب الشارع الصامت، وأن تقفي بجانبهم وهم الذين يعانون شقاء الحياة ومرّها، فلا أنتِ تدفعين عنهم معاناتهم المادية ولا الاجتماعية ولا السياسية، فلقد قبضتِ الثمن كما يعرف الشارع الصامت نفسه، وعليك أن تثبتي عكس ذلك لهذا الشارع، الذي عرف الحقيقة ولا تستطيعين أنتِ وغيركِ إخفاءها، وما الأمانة إلا في إثبات عكس ما أقول!
ما هذا الضعف الواضح للرأي العام، من خلال تحريضكِ على الفتنة مرّةً أخرى؟ وما وراء تجييش المشاعر التي عرفت الحق من الباطل؟ ولماذا هذا الخوف من هذه المعارضة التي تمثّل أقلّية وليست لديها السلطة المطلقة؟ ولماذا الخوف أيضاً من التصويت على ما يُطرح في هذا الحوار على الشعب؟ هل هناك أجوبة جزاكِ الله خيراً!
ليس من المهم أن تكون الحكومة منتخبة، ولكن المهم أن يكون المجلس الوطني سيّد قراراته، ولديه القدرة على حل الحكومة، وعلى محاربة المفسدين داخل قبّة المجلس، وليس تقريراً لديوان الرقابة المالية الذي يتبعه بملاحظات وتوصيات، بل نطالب بمجلس شديد البأس كالمجلس الوطني السبعيني، الذي كان لديه الحق في التشريع وليس في «الرغبة» لحل الحكومة، وليس «التمنّي» في حلّها إن أخطأت. وأن نشهد ذلك المجلس الذي يضع اللائحة الداخلية لا أن تُفرَض عليه.
أما جملتكِ «الفلتة» بأنّ الجمعيات المعارضة «تقص على جمهورها»! أعتقد أنّكِ «قلبتي» الجملة، فالجملة يجب أن تكون «لقد قصيّنا على جمهورنا وقبضنا الثمن والحين بنقص عليهم مرّة ثانية بكلمات تدغدغ المشاعر، لا تُشبع ولا تسمن من جوع إلاّ...»!
كفاكِ استهزاءً بالشارع الصامت، فهو ليس إمّعة تقودينه كيفما تريدين، بل إنّه واعٍ اليوم أكثر من السنتين الماضيتين، ونضج في تجاوز تحريضكِ المقيت وطرحك المستهلك الذي ليس فيه أي جديد.
وجمعة مباركة للجميع... للجميع... سواء كان الشارع صامتاً أم مطالباً!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|