جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
08-02-13 10:07
بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة... وأهلي وإن جاروا عليَّ كرامُ
كم شخص عانى الأمرّين منذ بداية أحداث 14 فبراير؟ وكم نفرٌ فقد الأصحاب والأحباب خلال الأحداث؟ وكم عائلة تمزّقت أواصرها بسبب اختلاف الرأي والاتّجاه؟ وكم عدد الصرخات والمناجاة والآلام التي جثت على قلوب أهل البحرين؟ وكم عدد الصادقين الذين لم تهزمهم التيّارات المطأفنة المزروعة العفنة؟ وكم عدد المنافقين الذين سخّروا أنفسهم واستفادوا من الموقف المأساوي الذي نعيشه؟!
بلادي وإن جرتِ عليَّ عزيزة وغالية ولا أقبل بمساومةٍ سواكِ، بلادي وإن كنتُ تعرّضت لإساءة منكِ فستكونين الأولى في حياتي. بلادي وإن تمّ تضليلكِ عن مدى حبّي وعشقي لكِ فأنتِ أجمل البلدان في قلبي، وأغلى الأوطان في ذهني، وصورتك تبقى شامخة عظيمة بتاريخ أجدادي.
لَمن المؤلم أن نجد اليوم من يعوّل على الحوار بطريقة معاكسة، وإننا نرفع الأيادي تضرّعاً إلى الله حتى نكمله بمعاييره المقبولة لدى الجميع، فنحن خاسرون الآن، ولكننا سننجح عندما نُنجح الحوار، فلقد بدأه ولي عهدنا الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وننتظر استكماله على يد القوى السياسية جميعاً.
شبعنا من النفاق ومن التمصلح ومن ضرب مكوّن المجتمع، وبلعنا الكلمات الدانية التي قيلت في حقه، كلمات هابطة بمستوى من قالها، كالفئة الضالة والصفويين والرافضة وغيرها، ناهيك عن الترّهات التي قيلت كالخونة والمجوس وأذناب إيران، وآن لنا الآن جميعاً استنفار القوى من أجل البحرين، وطني ووطنكم ووطن الآباء والأجداد.
نريد من البعض ترك فئة المتمصلحين على حدة، والخائنين لبلدهم على حدة أخرى، ومعشر المنافقين والمحرّضين والمخرّبين والمسيئين والمعذّبين لأهل بلدهم، لأنّهم لن يخدموا الوطن بل سيسعون إلى زيادة الفوضى وانتشار الأحقاد والابتعاد عن المصالحة من دون جدوى، هذه المصالحة التي انتظرناها لمدّة سنتين وما زلنا، فهي المفتاح الرئيسي لجعل وطني أفضل ممّا هو عليه، فهو اليوم مريض سقيم يدمي والجميع يتآكله، ولا أحد يشعر بمأساة ما بعد «عدم» التصالح والتوافق والمصالحة والعياذ بالله.
يوم الأحد بعد غدٍ ليس ببعيد، ولكن البعيد هو التقارب الذي كنّا نسعى إليه فيما بيننا، فليحاول كل مواطن شريف إغلاق فمه عن الثرثرة والإشاعات والتعصّب، والاستماع جيداً للمحاور التي يجب أن نتفق عليها، حتى نخرج بنتيجة ترضي الجميع، فإذا لم نبدأ الحوار بالاستماع لبعضنا البعض، فإنّ الحوار فاشلٌ لا محالة.
أرجوكم ارفعوا الأيادي في هذه الجمعة وادعوا للبحرين: يا قدير يا لطيف احفظ بلادي البحرين، اللهم من أراد بالبحرين سوءاً فرد كيده في نحره، اللهم أبعد المتمصلحين والمنافقين والخائنين للأمانة عن درب الحوار الوطني. اللهم إننا فقراء وأنت القوي القادر، فارجع لنا الأمن والأمان والاستقرار والازدهار والارتقاء، اللهم آمين. وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|