جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
19-10-12 02:10
النشاط الحقوقي الذي يمارس بغرض رفع المظالم وإظهار الحقائق بخصوص ممارسات الدولة تجاه المواطن هو عامل حيوي جداً ونافع جداً لخلق العلاقة المثلى بين مواطن سعيد يتمتع بحقوقه دون منة أو مذلة، ودولة تتمتع بالاستقرار والسمعة الدولية التي تعود بالخير على الدولة والمواطن أيضاً في نهاية الأمر. الحقوقي شخصية محايدة تنظر للتجاوز بحق الإنسان بغض النظر عمن يكون، لا يمكن للحقوقي أن يميز الناس عنصرياً وطائفياً أو أن يصنفهم ليجزئ المجتمع أو يتلقى إملاءات وإيعاز من دول ومنظمات لتغيير نظام الحكم أو أن يحرض على العنف.
أما الحقوقي الذي لديه غرض أبعد من ذلك، سواء منصب أو مادة أو أجندة فئوية تجعله متعصباً لجماعة ومتهجماً على أخرى داخل وطن واحد، فلا هو حقوقي ولا نشاطه بريء، لأن الحقوق ليست لفئة دون أخرى ولا لشعب دون آخر، وليس هناك في الحق أهل البيت -كما يقول المسؤول الإيراني- ولا شعب الله المختار، إنها فكرة عالمية معني بها كل إنسان بغض النظر عن لونه ودينه وعرقه، عندما تؤمن بالحق في البحرين يجب أن تؤمن به في سوريا وإيران والأحواز العربية بنفس الدرجة.
لا يمكن بأي حال أن نقف عند إسطوانة الحقوق دون العروج على عدد لا محدود من المواقف التي جعلت معظم الحقوقيين في البحرين حقوقيين لطائفتهم فقط، فهم يعبرون عن موقف وأجندة وصوت طائفة، يكفي أنهم يعتبرون الشعب طائفة واحدة ويزدرون بل وينكرون الأخرى ويدرجونها تحت مسمى الأتباع أو الموالين أو البلطجية. منذ أيام وجدت أحدهم على “قناة العالم” لايزال يكرر نفس الأكاذيب عن الموقف الذي يراه بين المعارضة من جانب والحكومة ومن يتبعها من جانب. ونسي أنه هو التابع والخادم والمتمصلح من التبعية، ويكفي للتدليل على ذلك القناة نفسها التي تستضيفه، ومن يسميهم أتباع الحكومة وعبيدها هم مكون رئيس يمثل على الأقل نصف الشعب، مكون له رأي في مستقبل بلده ولا يمكن إغفاله أو إنكار وجوده.
النشاط الحقوقي عندنا في أغلبه ليس للمواطن، بدليل أنهم يعملون منذ عقود هنا وفي الخارج، ويعلم الله ما ينفق عليهم من أموال وتذاكر وإقامة؟ وماذا نالهم من تودد وترضيات وهبات، وماذا تغير بالنسبة للمواطن؟ هل استفاد من عدة محاولات للانقلاب وإثارة الفوضى والحروب الأهلية؟ يقولون إن الهدف ليس الخبز بل الكرامة؛ هل زاد منسوب الكرامة حين تواجه الناس مع الشرطة فأوقفوا وحوكموا وسجنوا وحين خربوا بيوتهم وقراهم؟ إذاً لا كرامة ولا خبز؛ لكن من يتشدقون بالكرامة ويجعلون من المواطن الدرع ورأس الحربة أرصدتهم متخمة ويحيون في رفاهية معقولة جداً، سيارات لا بأس بها أبداً.. فلل بحدائق كبيرة.. أبناؤهم يتعلمون في جامعات محترمة.. وبعضهم تنازل وتعطّف وقبِل بتقلد مناصب جيدة في الدولة لا ينالها كثير من المخلصين المكافحين.
متى يعي الناس أن الحق لا يسيَّس؛ الحق للسني والشيعي والبوذي حتى، فإن تم تقسيمه ومذهبته يسيء للممارسة الحقوقية ويضر حالة التجانس المجتمعي ويتحول لمصلحة خاصة لا حق عاماً، وهذا ما حصل حين وجد طرف نفسه مهمشاً والآخر يطالب لنفسه ووفقاً لأهداف فئوية ووفقاً لتوجهات سياسية تعتبر ذروة الخلاف، صار الحقوقي ينظر ويفتي في السياسة ويسقط الحكم ويحرض على قتاله وإيقاع الخسائر في صفوف العدو، رجال الأمن، اختلطت السياسة بالحقوق بالعنف لحد ابتُذِلَ فيه الحق واختُلِفَ فيه، في حين ان السياسة هي مساحة الاختلاف أما الحق فيجب أن يكون مبدأ لا خلاف فيه. في نهاية المطاف كل الأطراف مستفيدة من هذا الوضع إلا المواطن كالعادة.
|
خدمات المحتوى
|
اماني العبسي
تقييم
|
|
|