جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
25-08-12 07:18
بعدما تذوقت الولايات المتحدة الاميركية مرارة قهر الاستعمار البريطاني لها، وجربت كابوس الاذلال، ثم طعم الحرية التي نالها الشعب الاميركي عندما أصبح هو سيد الموقوف والرأي والتصرف يمارس كامل صلاحيته على مقدراته من ثروات، وسياسة وسيادة على أمنة الداخلي والخارجي، وتحقق له من خلال مشروعة الديمقراطي، كامل النهضة العلمية والصحية والصناعية الشاملة، وامتلاكه القوة العسكرية التي جعلته في مصاف الدول الكبرى. أراد بعد هذا النجاح الكبير ان يطرح مشروعه الديمقراطي مشروعا بديلا للمشروعات السياسية الاخرى وبالذات ليكون منافسا للاشتراكية التي كانت تكتسح دول العالم انذاك. كما وأراد مهندسوا هذه السياسة ان يبرهنوا للعالم اجمع ويثبتوا بالدليل المعاش بالولايات المتحدة الاميركية ان مشروعهم هو المشروع الانسب للانسانية لما يجسده من مثل عليا في مجال العدل والمساواة والحقوق بجميع التلاوين من حرية تعبير الى حق ممارسة جميع الأعمال المشروعة واحترام الآخرين.
لهذا الغرض اطلقت الولايات المتحدة الاميركية جميع فضائياتها واعلامها المقروء والمسموع واساتذتها وسفرائها في جميع بلدان العالم للترويج لمشروعها بأبراز محاسنه في مقابل مساوئ الاشتراكية ولقد تحقق للولايات المتحدة الاميركية ما ارادت بعد ان تشربت افكار شعوب العالم كافة بهذه الاديولوجية الجديدة التي تحفظ للانسان كرامته وتوفر له الحياة السعيدة ما ادى ذلك في نهاية المطاف الى الانهيار الدراماتيكي للاشتراكية وتصدع الانماط السياسة الاخرى.
تذوق الشعب الاميركي نشوة الانتصار فأخذتهم العزة بالاثم، فطالبوا جميع دول العالم بالتزام مبادئ الحكم الديمقراطي وفلسفته والا واجهوا احتمالات التغير بالقوة من دون اعتبار لانماط العادات والتقاليد السائدة في أية منطقة وبذلك تجسد الانتقال الفكري لمهندسي السياسة الاميركية بوعي او من دون وعي منهم من ديمقراطية العمل الى دكتاتورية الاملاءات التي سجلت أول أصابة لها بهذه العدوى في جمهورية العراق إذ مارس الساسة الاميركان جميع اشكال الضغط والابتزاز والتهديد ضدها وضد باقي الدول وتجاهلوا هيئة الامم ومجلس الأمن ونفذوا املاءاتهم وشنوا أعمال الحرب على العراق حتى سقط النظام العربي القائم هناك ونصبوا محله بشكل قسري ودكتاتوري حاكما اجنبيا من مواطني الولايات المتحدة الاميركية صهيوني الأفكار.
وبهذا العمل انتقلت الولايات المتحدة من أجواء الديمقراطية الى اجواء بداية التكوين الامبراطوري إذ تناسوا الديمقراطية ولونوا أعمالهم المشينه بألف لون في سبيل تجربة المشيخة وارساء أسس الامبراطورية الاميركية على انقاض الامبراطورية العربية ليعيدوا كتابة قصص ألف ليلة وليلة وهارون الرشيد من خلال الحاكم الاميركي الشيخ جاي غارنر الذي يحكم العراق حاليا، الآمر الناهي وولي امر المسلمين هناك بموافقة الحكام ورفض الشعوب العربية له.
فهل ياترى تكون هذه بداية أم نهاية الحقبة الاميركية بعد ان دخلوا في المسلك الامبراطوري المظلم؟
علي محمد جبر المسلم
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 239 - السبت 03 مايو 2003م الموافق 01 ربيع الاول 1424هـ
|
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
|