جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
24-08-12 11:57
بعد انهيار الدولة العثمانية واصابة المملكة المتحدة البريطانية بأمراض التخما من كثرة نهمها ونهبها للثروات الاسلامية وانسحابها من شرقي السويس، وجدت الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الفتية قياسا بعمر الدول الأخرى آن ذاك، مرتعا خصبا في جميع انحاء البلاد العربية والاسلامية، وفراغا سياسيا استطاعت الترويج لاستغلاله ترويجا جيدا ادخل الرعب في فكر القيادات السياسية التي جردتها الدول الاستعمارية السابقة من كل مقومات الدفاع أو حتى من مقومات العيش اعتمادا على نفسها، إذ تم الفصل بعناية بين الأسر الحاكمة والشعوب الى قوميات الى حد هز الثقة بين الطرفين الاساسيين فلا الحاكم كان يأمن لشعبه ولا الشعب منح ولاءه للحاكم.
لذلك اتجه كل طرف للبحث عن من يوفر له الحماية. فالحكام خوفا على املاكهم اتجهوا نحو الدول الرأس مالية وتجنبوا تباعا لذلك الشيوعية التي كانت تنادي بتقاسم الثروة.
أما الشعوب فاختلفوا في توجهاتهم فمنهم من وجد في الرأس مالية الحياة المنشودة بشرط تطبيق الديمقراطية، ومنهم من رأى في الشيوعية الملاذ لحكم الشعب لنفسه وتقاسم الثروات وتحقيق العدل والمساواة.
احتدم الخلاف وتعمق الشرخ بين الحاكم والمحكوم، فتسربت المياه الاسنة التي اغرقت كلا الطرفين في مستنقع يصعب الخروج منه. فمعظم الحكام رهنوا بقاءهم على رأس السلطة من خلال تقديم بوفيه من التسهيلات العسكرية التي كانت تنشدها القوى الخارجية مقابل حماية الانظمة من أي تدخل خارجي أو خطر داخلي. وعبر هذه البوابة وجدت قوى الشر المتربصة بعالمنا العربي والاسلامي ظالتها المنشودة في التوسع خارج حدودها لتبني أوكارها في جسد الأمة وسط ترحيب حكومي رسمي بها من دون قيد او شرط، فاعتبرتها دعوة مفتوحة لاقامة مواقعها العسكرية اينما وكيفما شاءت، فشرعت في رصد المواقع المهمة لها، وسخنت الاجواء بين الحاكم والمحكوم لضمان استمرار بقائها واحكام سيطرتها على المنطقة لتأمين تدفق النفط من دون أي عراقيل.
فكما هي عادة أي دخيل من المستعمرين لا يوجد حد للاستنزاف والنهب بل تطلع لمزيد من الهيمنة. وعليه ارتأت الولايات المتحدة الاميركية ان كلف وجودها العسكري تحت مظلة حماية المنطقة لا لزوم لتحمله طالما كانت المنطقة تزخر بالثروات النفطية الكبيرة. لذلك عمدت على تفويض الأمن والاستقرار بين الدول والحاكم والمحكوم، واثارت النعرات لاستنزاف هذه الخيرات أولا ولتغطية نفقات وجودها ثانيا ومن ثم السيطرة وتعيين حاكما عليها ثالثا وهكذا ينتهي كل شيء في يد السحرة الى ان يأتي موسى ليقلب السحر على الساحر
علي محمد جبر المسلم
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 260 - السبت 24 مايو 2003م الموافق 22 ربيع الاول 1424هـ
|
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
|