جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
01-12-16 03:17
من المؤسف أنّ البعض لا يجد في المجتمع السعودي إلاّ النظرة الدونية، ويؤسفنا أكثر عندما يتكلّم أحدهم عن الشباب السعودي بتواضع كبير، والوصف السائد أنّهم مجموعة من البدو لا تعرف عن التحضّر شيئا.
اسمحوا لنا... المجتمع السعودي مجتمع واعٍ ومثقّف الى أبعد الحدود، ولا نبالغ عندما نقول بأنّه مجتمع ناضج، ولا يمكن لأحد أن يبني الصورة المغايرة من مجموعة أفراد، بل يجب أن تكون الصورة متكاملة عنهم.
يكفينا أن نتكلّم عن جزئية بسيطة جدّاً لهذا المجتمع، فحرّية النقد في السعودية أكبر من بعض دول المنطقة، فمن خلال حرّية النّقد أسقط المجتمع السعودي وزراء ووضعوا وزراء وأبقوا على وزراء.
إذًا لماذا هذا الوصف، ولماذا هذه النظرة الدونية؟ السبب هو تصرّفات الأفراد وليس الجماعة، فنحن انخرطنا في هذا المجتمع، ووجدنا بأنّ السعودي مثقّف جدّا، ويحمل على عاتقه المسئولية، سواء الفردية أو الجماعية، ويعمل أيّ شيء ولا يستصغر العمل، فتجد بعض حملة شهادة البكالوريس والماجستير يعملون في الأعمال البسيطة، لأنّهم لم يجدوا عملاً يناسب شهاداتهم، وعليه قرّروا عدم الجلوس في البيت والبكاء على الحال، بل تصرّفوا ولم يعقهم شيء.
برامج يتم عرضها في قناة mbc، سواء برنامج الثامنة للأخ الفاضل داوود الشريان، أو برنامج من الصفر، أو أي برنامج يحكي قصص النجاح وينتقد المجتمع انتقادًا إيجابياً مثمراً.
فعن طريق البرامج وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، يقوم المواطن السعودي بإيصال صوته الى حكومته، وهي لم تتقاعس من أجل إيجاد الحلول، بل نجدها تتفاعل مع الرأي العام، فلكل زمان طريقة للتعامل مع الشعوب، ووعي الحكومة والشعب السعودي يجعلهما في انسجام.
نعم لا يمكننا أن نقول بأنّ الديمقراطية في أوجها في السعودية، بطبيعة الحال نحن نرجع إلى العادات والتقاليد وطبيعة الحياة هناك، ولكن يكفينا بأنّ التغيير بدأ في السعودية مع حرّية النقد المتوافّرة لديهم.
أيضا لا أحد ينكر اهتمام السعودية بالتعليم، فأرسلت البعثات تلو البعثات خارج المملكة والى مناطق متقدّمة جدّا، مثل أوروبا وأميركا، وبذلت جهدها من أجل المواطن السعودي وتنميته على أحسن صورة، ولم تنظر الى الفئة أو الطائفة، ولو نظرنا الى حجم البعثات التي قامت بها المملكة في الـ 15 سنة الماضية، فإنّنا سنجد العدد الهائل في البعثات، والمبلغ الكبير الذي تمّ صرفه على أبناء الوطن.
خطت السعودية خطوات كبيرة رائدة، وتعثّرت في بعضها، ولكن أليس هذا هو حال الدنيا؟ ننجح ونفشل ونتعلّم، ببساطة جدّا هذه هي كيمياء الحياة، ومن منّا كامل والكمال لله وحده؟
يجب ألاّ تتوقّف حرّية النقد السعودية، فهي بادرة خير من أجل نمو المجتمع، على جميع الأصعدة، وهي ما تجعل المجتمع في حراك دائم، وكذلك هي توصل هموم الشعب للقادة، وهذا في حد ذاته مهم من أجل التنفّس والشعور بالمواطنة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|