جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-03-15 03:31
هل العملية التي تمّت في وسط فرنسا من قبل مسلمين متطرّفين هي عملية استشهادية أم عملية انتحارية؟ وهل تجوز مثل هذه العمليات شرعاً؟ وكيف يتم التغرير بالشباب وغسل أدمغتهم باسم الدين؟ وهل يُرضي أحداً هذا الإرهاب؟ والأهم من ذلك كلّه... هل ديننا هو دين إرهاب أم تسامح؟
لو نظرنا حولنا فإنّنا لن نجد التسامح بيننا ولا بين شعوب العالم، ولو التفتنا حولنا لما وجدنا دين السلام في الإسلام هذه الأيام، بل سنجد دين التزمّت والتعصّب والإرهاب، ولا نعرف كيف تمّ ذلك، وأي وسيلة استُخدِمت من أجل تحريض الشباب للقيام بهذه العمليات الإرهابية.
نتذكّر الثمانينيات بمرّها وآهاتها، عندما تم تحفيز أبنائنا على الجهاد في أفغانستان، فكانت الوسيلة هي المنابر والمحاضرات وحلقات الذكر، وكان الشباب يهرعون إلى الجهاد من دون علم أهلهم، ويقاتلون في صفوف الأفغان والعرب الأفغان والمليشيات، ومن ثمّ تبدأ القصّة!
قصّة البيعة للعمليات الاستشهادية/ الانتحارية، والولاء لأمير المؤمنين القائم على شئونهم، فيرجعون إلى أوطانهم كالآلات بانتظار يوم الوعد بالجنّة، إذ أنّ مفاتيح غسل العقول لا تتم إلاّ عن طريق استهواء عواطفهم في أكثر بقعة حسّاسة في قلوبهم، وهي الطريق إلى الجنّة، فيتواصلون مع الشاب الموعود بالجنّة، ويسلّمون عليه سلاماً أخيراً ليس بعده سلام، لأّنه سيُطيع أمير المؤمنين، وسيذهب لتفجير مجمّع أو مقهى أو أي مكان يُؤمر به، والوعد أنّه ينتظر الأحبة في الجنّة!
أيّ جنّة هذه التي يتكلّمون عنها؟ والله سبحانه وتعالى قال: «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرضِ هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً» (الفرقان، الآية 63). أي سلام هذا في تفجير الإنسان لنفسه باسم الدين، أو قتل النفس التي حرّم الله قتلها باسم الدين، أو التحريض على قتل النفس أيضاً باسم الدين؟ أي دين هذا الذي يقبل الإرهاب وسفك الدماء يا إخوتي الكرام؟
صحيفة «شارلي إيبدو» استفزّت المجتمع المسلم بصورها الكارتونية المستهزئة بنبيّنا محمد (ص)، وكان العالم يُعرِض عن رؤية تلك الصور، ولكن ما قام به هؤلاء الشباب جعل الصور تنتشر في بقاع المعمورة بعد أن كانت مرفوضةً من قبل المجتمعات! فما الذي صنعه هؤلاء الشباب غير الدمار؟
إلى الذين ينتظرون الجنّة بفارغ الصبر نسألهم، عندما تقتلون أحدهم يجب عليكم التساؤل ما النفع أو الضرر بعد هذا القتل؟ هل انتقمتم لنبيّكم أو دينكم أم أنّكم أشهرتم أحدهم؟ وهل أرضيتم الرب عزّ وجلّ بما قمتم به أم أنّ النفس البشرية تستبيح المحرّمات باسم الدين؟ كفانا تشويهاً للدين باسم العمليات الاستشهادية، لأنّها لا تشبع مذهباً ولا ديناً ولا إنسانية، بل هي قمّة البربرية!
نصيحة للدّولة –أية دولة- لا تتردّدوا في القضاء على ظاهرة الإسلام المتطرّف في الداخل، لأنّ التطرّف والتكفير لا دين له، والتكفير في حد ذاته يحتاج إلى دراسات كثيرة ومكثّفة عن كيفية التخلّص منه، حتى تنظف الشعوب من براثن استغلال الأديان من أجل مصالح أخرى!
التطرّف والتكفير لا دين له، لأنّ دين رسول الأمة الأعظم محمّد ابن عبدالله (ص) هو دين سلام ولا أحد يشكّك به، وما الرحمة إلاّ في الاختلاف والتنوّع، ولا أحد يعلم إن كان سيدخل الجنّة أم أنه هاوٍ في قعر الجحيم!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|