جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-03-15 03:26
يقول الشاعر العظيم راكان بن حثلين العجمي:
يا ما حلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلسن ما فيه نفس ثقيلة
هذا ولـد عـم وهذا ولد خال
وهذا رفيق ما لقينا مثيله
يا ليت رجال يبدل برجال
ويا ليت في بدلا الرجاجيل حيله
فعلاً... ما أحلى فنجان القهوة مع «سيحة البال»، عندما تكون في مجلس تدخله نفوس نظيفة راقية طاهرة، لا نميمة فيها ولا خبث ولا تمصلح، تجدها تأتيك بالنوايا الحسنة والوحدة بين الفرقاء وطلب الصداقة التي ليس من ورائها حاجة.
وصْفُ بن حثلين في البيت الثاني يحتاجه أهل البحرين، ولد عم وخال ورفيق من دون حواجز ومن دون شروط، ولكنّ الحال هذه الأيام هو التفرقة التي تسود بين مكوّنات المجتمع، فتجعلهم يتقرّبون من بعض في شروط صعبة، وإن كان هناك نوع من العلاقة، فإن العلاقة تكون لمصلحة أو لحاجة!
ألا نستطيع التقرّب من الآخرين من دون حاجة ولا مصلحة؟ هل هناك صداقة حقيقية تجلب راحة البال، في ظل الظروف التي نعيشها والطأفنة التي نشاهدها؟ أين ذهبت طيبة أهل البحرين في التسامح والتعايش وعدم الحكم على النّاس لمذهبهم فقط؟
إنّ تصفية النّفوس لا تتأتّى من دون وجود نيّة حقيقية بتعديل الوضع، ولا يمكن أن يقنعنا أحدٌ بأنّ ما حدث في البحرين قد أوجد شرخاً لا علاج له، فكلّ شيء له علاج حتى العلاقات التي دُمّرت من قبل شرذمة استفادت من وضع الوطن.
«يا ما حلا الفنجال مع سيحة البال» نحتاجها أكثر من السابق، فالهموم زادت والمشكلات تعقّدت، والأمل ما زال موجوداً في المجتمع الذي نعتمد عليه من أجل المصالحة والإصلاح، تلك المصالحة التي ستعيدنا أخوةً وأبناء عم ورفقاء عمر من دون تدخّل أحد.
أوتعلمون بأنّكم عندما تشربون القهوة مع أمّكم أو أبيكم أو إخوتكم في الصباح الباكر، فإنّكم تبدأون يومكم بطمأنينة وروح طيّبة، لأنّ المجلس الوحيد الذي ليس به نفوس ثقيلة هو مجلس الوالدين، فأنتم تلقون الهموم بعيداً عن هذين الاثنين، حتى تنتهوا من المجلس فتبدأ الحياة بثقلها عليكم، وما أكثر ثقل الحياة هذه الأيام، وإن ابتعدتم عن النفوس الثقيلة تلاحقكم في كل مكان، اما تطلب أو تطلب أو تطلب، فلا شيء بالنسبة لها من دون مقابل!
إلى ذلك المسئول رفيع المستوى الذي أخبرتنا القصص عنه بأنّه كان يمشي لأمّه كل يوم لمدّة 50 عاماً تقريباً، يشرب معها القهوة في فنجان جميل قبل موتها، ويلقي همومه بعيداً عن أولئك المتمصلحين المنافقين والفاسدين، نقول له بأنّ الدنيا مازالت بخير، وأن هناك نفوساً خفيفة تريد الخير للبحرين، وهي نفوس طيّبة ولها عقول نيّرة تبصرُ بها، بل هي ماضية في الحب والعطاء من دون مقابل، فقط لأنّ حب الوطن أغلى وأثمن من أي مقابل! هل وصلت الرسالة؟ وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|