جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-03-15 03:12
وسألتُ نفسي ماذا أتمنّى ونتمنّى جميعاً في 2015؟ وأخذتُ أفكّر مليّاً في هذا السؤال، خصوصاً أنّ البحرين تمر بمرحلة ما قبل المصالحة الوطنية. إنّنا نتمنّى الكثير والكثير، ونطلب من الله الكثير والكثير أيضاً، وقد يتحقّق جزء كبير أو صغير من التمنّيات، وقد لا يتحقّق شيء أبداً، ولكن يكفينا بأنّنا سعدنا في آخر ساعات 2014 بالتمنّي لما هو خير لنا جميعاً.
على الصعيد الشخصي، تمنّيتُ أمنيات لا أستطيع كتابتها، وأمنيات أستطيع كتابتها، فمن تلك الأمنيات أن يحفظ الله حلوة اللبن سنةً أخرى، وأن يثبّتها ويعينها في كبرها وعجزها، فلقد كانت هذه الرائعة قويّةً في يوم ما وتدفعني وتدفع أخوتي إلى الأمام كلّ يوم، وهي ما زالت في سنّها الطاعن تحاول كتابة اسمها.
أيضاً تمنّيت الصحّة لعائلتي، وأن يوفّق الله بناتي في دراستهنّ وطاعتهنّ لي، كما تمنّيت أن يساعدني الله في دراستي الجديدة التي كنت أحلم بها يوماً، وها أنذا أُحقّق الحلم وحدي من دون مساعدة أحد. أليس رائعاً أنّ سنة 2014 كانت نفس الأحلام وأن تتحقّق كلّها، ومن ثمّ نحلم بالجديد حتى نهدف إلى تحقيقها.
لم أنس في تمنّياتي بالعام الجديد «فاتي»، هذه الأفريقية التي شقت وكافحت من أجل لقمة العيش في بيتي، وهي أختٌ لم تلدها أمّي، وكانت ومازالت ناصحةً لي وفرحةً لفرحي وحزينةً لحزني، فكيف لا أتمنّى لها الخير وهي التي تتمنّى الخير لي ولعائلتي دائماً طوال 20 عاماً؟
وفي أوّل يومين من العام 2015، مسحت بعض النّاس من حياتي، مسحتُ أولئك المنافقين والكذّابين وتوابعهم، وأيضاً مسحتُ من لم يقدّر حبي وصداقتي واهتمامي، فهم كانوا كالجراثيم التي تمرضني وتستفيد مني، ولم تكن قط تهتم بالصداقة ولا الأخوّة ولا المحبّة ولا العشرة، فأصبحتُ في أحسن حال من دونهم. وغريب أمرنا نحن البشر، نهتم ونعطي ونحب، وما نلقى إلاّ الجفاء والكره والطعن في بعض الأحيان ممّن نظنّهم أهلاً لنا!
على المستوى الوطني أحلم ببحرين الخير والإصلاح والتسامح والمصالحة، ومازلتُ أؤمن بأنّ الإصلاح والمصالحة هما مفاتيح الحل لأزمة طالت 4 سنوات، كما أتمنّى وأدعو في أوّل أيام هذه السنّة إبعاد المتمصلحين والمطأفنين والطفيليات العفنة من نخر وطني، وأن يبدأ الأخيار بالعمل من أجل الوصول إلى الهدف السامي الجامع، وهو خير بلادي.
لا تستغربوا إن كان هناك من يحلم ويتمنّى بعدم انفراج أزمات البحرين، فهذا الخائن يقتات على الأزمات، ولا يستطيع تنظيف قلبه وتطهيره من مرض الكراهية والحقد والتمصلح. إنّه مرض يا أخوتي، إن تفشّى في القلوب دمّرها، وإن بسط سيطرته عليها ملأها اسوداداً، وأنّى لأحد مساعدته، فهذا المرض كالإدمان لا يفارق صاحبه إلاّ بجرعات كبيرة من التوبة ومن الطهارة من أجل الاهتمام بالوطن والمواطنين لا في النفس البشرية فقط.
في 2015 نريد للآفات الابتعاد عن طعن الوطن والرقص على جراحه، ونريد سلماً أهلياً بيننا، وتعايشاً عشناه سنين عديدة، ونحن نرى بزوغ هذا السلم والتعايش ليس بعيداً عنا، وبالصبر والكلمة الطيّبة والعمل المتفاني للوطن سنبلغ هذا التمنّي، وسنة سعيدة لمن لم يتفكّر في أمسه ولم يتمنّى لمستقبله ولم يعش حاضره، وسعيدة أيضاً لكل من تمنّى وحلم وفكّر في وطنه وعاش حاضره واستفاد من زلاّت أمسه واستقبل المستقبل بإشراقة نضرة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|