جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-03-15 02:45
صدق الإعلامي علي نجم، ذلك الشاب اليوتيوبي الذي يناقش هموم الناس ومشكلاتهم الاجتماعية بشكل بسيط وسلس، عندما تكلّم عن الكرامة وعن إعطاء النّاس الكثير، وفي المقابل بعض النّاس يستغلّون هذا العطاء في التشهير والقذف والإهانة!
للأسف هناك أناس «نعطيهم ويه أكثر من اللازم وهم ما يستاهلون»، وقد تجدهم في العمل أو في جلسة مع الأصحاب أو حتى داخل البيوت، والمحك الرئيسي لإيقاف هؤلاء لا يتأتّى بالسكوت عنهم، بل يتأتّى بقول الحق والرد عليهم، فهم ليسوا بأحسن من الآخرين.
وقد تكون العلاقة قديمة وقويّة ليس لأنها متكافئة، بل لأنّ أحدهم سكت عن حقّه في الرد، والآخر استغلّ الموقف في الضغط و«التعيير» والتجريح، وهذه العلاقة ليست صحيّة، فأحدهم يشعر بالظلم والمهانة، والآخر يشعر بالقوّة والاستبداد، وهيهات أن تتساوى علاقتهم بعلاقة الاخوة والأحباب.
ليس هؤلاء فقط، فهناك أحبّة يعانون الأمرّين من أحبابهم، إذ الأحبة يقدّمون الكلام الطيّب وحسن الخلق، وفي الجانب الآخر لا يتلقوّن إلا الكلام السيئ والبذيء والانتقاد المتواصل، وقد يتعدّى الأمر إلى إهمالهم والتصغير من شأنهم، وتتضرّر العلاقة عبر الزمن، وقد تؤدّي في بعض الأحيان لانفجار المظلوم على الظالم، فهو مهما يعطي يجد الآخر بأنّ عطاءه واجب، ويشح عليه بالكلمة الطيّبة ولكأنّها ثقيلة على نفسه.
هل فعلاً هناك أناس لا يستحقّون الحب والاحترام والعلاقة الطيبة؟ وهل البعد عنهم راحة أم مواجهتهم وإيقافهم عند حدّهم هو الراحة؟ وكيف نبعد عنهم وهم قد يكونون أصدقاء عمر أو اخوة في منزل أو زوجاً في عمر يمضي؟
مهما كانت العلاقة فإنّ الشخص هو الذي يفرض احترامه على الآخرين، وهو الذي يعلّمهم عبر الزمن ما يمكن قبوله وما لا يمكن، وإن كان طيّباً فإنه سيصبر لفترة ما، ولكن هذا الصبر له حد وستنقلب العلاقة رأساً على عقب!
هو الموقف الأوّل الذي يجب ألاّ ننساه، عندما يقدّر الإنسان الموقف إذا كان صحيحاً أو خاطئاً، إذا كان يجب أن يرد على إهانة أو «يبلعها»، ومن ثمّ يترتب الباقي، فمن يهن يسهل الهوان عليه، ومن يتقبّل الظلم سيصعب عليه الرد والصد في المواقف الخاطئة.
لا نقول للطيبين تشاجروا أو تناحروا، ولكن نقول لهم لا تقبلوا الإهانات باسم الحب والصداقة والاخوّة، ولا ترضوا على أنفسكم موقفاً كبيراً وتبلعوه، بل ناقشوا وجاهدوا، لأنّ الكرامة تُنتزع انتزاعاً في بعض الأحيان.
بعض النّاس تشهد لهم أخلاقهم ولا يحتاجون إلى محامٍ عنهم، ولكن بعض الناس سلبيون عند المواقف، فلا يستطيعون الرد ولو بكلمة بسيطة قد تجرح مشاعرهم، فيبدأ الصراع النفسي في تجنّب المشكلات، فتكبر شيئاً فشيئاً!
دائماً تذكّروا «أنا عطيتك ويه أكثر من اللازم وانت ما تستاهل»، «ما تستاهل» كمّ المشاعر التي دفقتها عليك، و«ما تستاهل» كمّ الحب الذي أنفقته على العلاقة، و«ما تستاهل» الطيب ولا الأخلاق التي حملتها لهذا الشخص، وفي النهاية لا يصح إلاّ الصحيح، إمّا بإيقاف هؤلاء أو البعد عنهم، لأنّ البعد عنهم راحة ومسرّة، فاختر الشخص الذي يزيدك حبّاً وأملاً، لا الشخص الذي يضيف إلى حياتك همّاً وألماً، فالدنيا قصيرة، وأنت لا تحتاج إلى هؤلاء بل هم الذين يحتاجون إليك في كل لحظة من لحظات عمرهم. وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|