جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-03-15 01:59
أعجبنا عنوانٌ جميلٌ كُتِبَ في إحدى الصحف المحلّية «لا تفرقة ولا تمييز»، وأخذنا نفكّر ونبحث عن أصول هذا العنوان في المعجم البحريني، لأنّ التفرقة والتمييز واضحان وضوح الشمس في مؤسساتنا الحكومية، ولا يحتاجان إلى تقارير لملاحظتهما.
لقد وجدنا أهل الخبرة والكفاءة «محلّك سر»، وأهل «الواسطات» و «الواصلين» في الصدارة دوماً، وما أن يفتح الموظّف فمه ويطالب بحقوقه، حتى تسلّط عليه الدنيا بما فيها، ويتم تهميشه وركنه في ذاك الركن المعروف للمنفيين.
لا تفرقة ولا تمييز، أتعتقدون ذلك؟ وهناك من يحصل على البعثات تلو البعثات كشرب الماء، فيدرس البكالوريوس بعثة، ومن ثمّ الماجستير بعثة، وبعد ذلك ماجستير آخر بعثة، ومن ثمّ دكتوراه وأستاذية في الدكتوراه بعثة، وبعضهم يشقى من أجل دراسة وليس بعثة.
عن أي مساواة نتكلّم، عندما ينتظر المواطن عقدين من الزمان من أجل درجة أو حافز أو مكافأة، وهو على مستوى عظيم من العلم والمعرفة والخبرة في شئون عمله، في حين نجد البعض يتقدّم المركز «باردة امبرّدة».
أوَمِن العدالة ركن الكفاءات والمبدعين والمتميّزين، وإبدالهم بأولئك المتمصلحين القشور، الذين قفزوا بين ليلة وضحاها من مجرّد موظّفين عاديين، الى مديرين ورؤساء أقسام؟ لا يجوز التحدّث عن التفرقة وهناك شريحة واسعة من المجتمع البحريني تعاني الأمرّين من الواسطة وعدم التدرّج الوظيفي وعدم العدالة في العطاء.
في السابق كان المعيار الشهادة الجامعية والخبرة وهي الركيزة الرئيسية للعمل، قوائم وركائز لإعطاء الدرجات والمناصب، وأما اليوم فنحن في زمن نسأل صاحبه تعرف من؟ وتتكلّم باسم من؟ ومن الذي يرشّحك؟ أها... ذاك الرجل ذو المكانة الرفيعة وجد أنّك «تستاهل» المنصب من دون مقدّمات.
إن كنّا نريد مزيداً من التقدّم في شأن البلاد، لابد لنا من الرجوع إلى الملفّات، والنظر إلى من فعلاً «يستاهل»، ووضع الموظّف المناسب في المكان المناسب، لا ركنه وإبعاده لأنّه لا يعجب المسئول وليس لديه واسطة قويّة تؤثر في متخذي القرار.
بحثنا بين أطياف المجتمع البحريني، فوجدنا الجامعيين في البيوت، ووجدنا من يحملون الشهادات العليا في مكانهم لا يتحرّكون، وأيضاًَ فوجئنا بمن يمتلك الواسطات والمعارف في أماكن حسّاسة في الدولة، فقط لأنّهم أبناء فلان ويعرفون فلاناً ووصّى عليهم ذاك الفلان.
أهذا هو تقدير المسئولين في الدولة لمن يخلص ويعطي من غير مقابل؟ أهي الحظوظ التي تلعب دورها ولكأنّنا في لعبة الأفعى والسلّم، من لديه واسطة لديه سلّم ومن لديه أفعى يتراجع إلى الوراء؟
لا نعتقد بأننا سنتقدّم مادمنا نقدّم الواسطة على المعايير التي كانت جليلة من أجل الحصول على المنصب، ويا لقهر الموظّف عندما يستشعر الظلم بوضع أحد الجاهلين الضعفاء فوقه، وما نتذكّر إلَّا شعر المتنبي:
والهمّ يخترم الجسيم نحافة، ويُشيب ناصية الفتي ويهرمُ
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|