جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-03-15 01:51
عيدك عيدي يا وطني، وفرحك فرحي في كل مكان وبقعة وشبر على أرضك، ولكن! ولكن الفرحة لم تكتمل بعد، والعيد ناقصٌ هذه الأيّام لا محالة، فأزمتنا لم تنتهِ والمصالحة لم تظهر إلى النور، وتعديل الوضع لم يكتمل نصابه، فلا ندري كيف نفرح ونسعد بالعيد الوطني المجيد، ونحن في شقاء مرير مع الأزمات!
ليس تشاؤماً وإنّما وضع النقاط على الحروف، فالمواطن في «صمود» دائم على أرض الخلود، سواء من خلال الأزمة السياسية او الاقتصادية أو الاجتماعية، ولا ندري متى تنفرج هذه الأزمات حتّى تصلنا السعادة من دون خوف ولا رهبة من الأيام القادمة.
كلّ محافظة وكلّ مؤسسة حكومية أو شبه حكومية أو خاصة، لبست اللون الأحمر والأبيض، سواء يعاني أو لا يعاني البحريني في الداخل من الأزمة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، فالجميع يحاول إبراز مظاهر الولاء والاحتفال بالعيد الوطني، وأصبح لبس اللون الأحمر والأبيض هو الهم الوحيد في العيد الوطني المجيد!
أهذا هو الولاء الذي نطمح له فقط؟ وهل نحن نحتاج إلى لبس الأحمر والأبيض كدليل على الاحتفال بالعيد الوطني؟ ولمَ لا نستطيع الاحتفال في ظل مصالحة حقيقية وحوار وطني بنّاء؟ حتى لا تنقص الفرحة شيئاً، فها نحن مقبلون على السنة الرابعة من 14 فبراير، وإلى الآن يتجاهل البعض وجود أزمة أو ملف عالق لابد له من الخروج إلى النور.
من حقّنا المطالبة والمطالبة والمطالبة بانفراج الأزمة، ومن يخاف على البحرين وهي أمّه، لابد له من التطرّق إلى الحلول والإجراءات التي ينبغي السعي لها من أجل المصالحة، ويكفينا ما أهدرنا من سنوات من دون حوار عاجل وحقيقي، يبنى على طاولة مستديرة، يخطّ بها الجميع المستقبل المشرق.
ولكننا لا نستطيع بالطبع، ففئة المتمصلحين والراقصين على الجراح والفاسدين يحولون بيننا وبين المصالحة بسبب استفادتهم من الوضع القائم، ونعلم علم اليقين بأنّ المصالحة ستؤثّر في كل بيت وكل فرد وكل مسئول، وكل من وضع البحرين نصب عينيه، على نحو كبير وإيجابي، من دون هؤلاء المغرضين.
وطني الغالي البحرين يعاني الكثير من الآهات، والجميع يتفرّج على ما يحدث من دون التدخّل، ونحن جميعاً نمد يدنا للقيادة وللمعارضة أيضاً من أجل الإصلاح والمصالحة، لأنّنا نخلص لهذا الوطن، ولا نريد التعثّر أكثر ممّا تعثّرنا.
43 عاماً من الاحتفال بهذا العيد، وهي نفسها سنوات مرّت سريعاً من دون أن نلاحظ، وفي ظلّها عشنا سنوات رخاء وسنوات عزّ، وسنوات خوف وألم، ومازالت سنوات الخوف والألم جاثمة، ولو لدينا النفوذ والقدرة، لقمنا بصناعة تاريخ البحرين بلا نفاق ولا رياء، فنحن لا نريد التمصلح كغيرنا، بل نريد أن يعم الخير على الجميع في ظل دولة القانون والمؤسسات، وتحت راية قائدنا حمد.
هاهي كلماتنا الصادقة نزفّها إلى القيادة والشعب الأصيل، كلمات في حب الوطن وفي أمل الإسراع بالمصالحة والحوار، وكلمات نصيغها بمعاني نريد ممّن بيده الأمر أخذها والحرص على تطبيقها، فالفرحتان ستولدان في يوم ما، ويا ليتنا نشهدهما سريعاً جداً قبل فوات الأوان. وما نقول إلاّ عيدكَ عيدنا يا وطني!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|