جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-03-15 01:42
بعضهم فرِح بخروج مي بنت محمّد آل خليفة من وزارة الثقافة، وآخرون استبقوا الأحداث وصرّحوا بأنّ الثقافة ستكون تحت مظلّة وزارة الاعلام، وأحدهم هلهل ورحّب بإلغاء وزارة الثقافة، وسواءً أُسندت مهام الثقافة إليها أم لم تُسند، فالثقافة ومي بنت محمّد على علاقة وطيدة لا يستطيع فصلها أحد، ولنا في مراكزها الثقافية والمتنوّعة الأسوة الحسنة، فيكفينا التجوّل في برامج المراكز على مدار السنة، حتى نعلم بأنّ الثقافة بأيدٍ أمينة.
هذه السيدة كانت ومازالت محل خلاف بين مؤيد بشدّة ومعارض بشدّة، فهي مازالت حديث الساعة عند المؤيدين والمعارضين والوسطيين، وهذا في حد ذاته دليل على قمّة النجاح، فإنجازاتها هي إشعاع وصل إلى أقطار العالم، حتى شاهدنا الدول العربية والأجنبية تقتدي بتجربة الوزيرة في إحياء التراث والثقافة من خلال هذه المراكز.
أوتعلمون أنّ هذه المراكز أحيت ما مات خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات؟ فمنذ بداية التعصّب الفكري إبان هذه الحقبة، انشغل المجتمع البحريني بأفكار متطرّفة جديدة على أهل البحرين، ولم يكن هناك وقت ولا مكان للثقافة والتراث، بل كانت من البدع التي أوصى بعضهم بطمسها ومحاربتها، وحتّى المدارس لم تسلم من هذا الفكر، إذ توقّفت الموسيقى والشعارات الوطنية والمسرحيات البنّاءة، وحلّت محلّها الأناشيد الدينية والدعوة إلى الجهاد ومحاربة الفكر الحر.
ونسأل مَن للثقافة غير مي آل خليفة؟ وهل فعلاً أُقصيت عن الثقافة كما يبثّه البعض؟ ومتى يعرف المجتمع البحريني مصير الثقافة بعد إلغاء الوزارة؟ فهل ستكون هيئة وطنية مستقلّة؟ لأنّ الثقافة لا تقل أهمّية عن مختلف وزارات الدولة وخصوصاً التنموية! فتنمية الفكر هو من أخطر وأصعب الأمور التنموية، ويكفينا هذا التضليل الذي عشناه لسنوات طويلة، والذي لا نتمنى أن يمتد خبثه إلى أبنائنا.
إن أصبحت الثقافة هيئة، فإننا نعوّل عليها الدور الكبير في التربية والتعليم، وذلك أنّ عشرات الآلاف من الطلبة يحتاجون إلى فكر وسطي تنويري، يبعدهم عن التطرّف والتعصّب، وإرجاع المدارس إلى سابق عهدها، خصوصاً إرجاع عهدها في فترة الستّينيات والسبعينيات، إذ كان الطالب يتخرّج وفي جعبته حصيلة معرفية وثقافية وسياسية واجتماعية، فما أن يخرج إلى المجتمع، حتى يستشف المجتمع مدى استفادة الطالب من هذه الحصيلة.
هذا الطالب في تلك الفترة لم يتأثّر بالفكر المتطرّف، وإنّما تأثّر بـ “بلاد العربِ أوطاني”، وكانت الدولة تغرس فينا العروبة والدين وحب الوطن للجميع، وأمّا اليوم فإننا نحفّظ أبناءنا في كتب المواطنة أنا بحريني، حتى لا ينسى اسم وطنه ومنطقته!
أهذا ما نريد لأبنائنا حقّاً من زرع للثقافة؟ أم نريد زرع الثقافة الحقّة التي تنيرهم من دون تحفيظنا لهم “أنا بحريني”، فـ “أنا بحريني” تولد بولادتي وبتنشئتي، وبحرص هيئة الثقافة إن خرجت للنور مع وزارة التربية والتعليم بإعادة صياغة ثقافة الطالب، التي لا تحتوي إلاّ على معانٍ سامية لا ينساها أبد الدهر، كما لم ننسَ نحن في يوم من الأيام ذلك الغرس الثقافي الذي نهلنا منه، وكان تأثيره المعرفي والنفسي زرعاً وتنميةً لنا. وكيف لا يكون زرعاً وتنمية وقد شارك فيه الجميع بمختلف الطوائف؟ فبنينا هذه الدولة في تلك الفترة الذهبية، وكانت الثقافة هي الركيزة الأولى للبناء.
مي آل خليفة سواء كنتِ وزيرة للثقافة أم لا فمراكزكِ وبرامجكِ تشهد عليك طوال العام، ومهما انتشرت المسمّيات والشائعات في شأن الثقافة، ومهما كان مسمّاها، هيئة أم مجلساً، فإنّنا نعلم بأنّكِ والثقافة في تزاوج أبدي لا غنى عنه. وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|