صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 21 نوفمبر 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

04-03-15 01:36

جلجلَ عملاق الإذاعة حسن كمال بصوته الأخّاذ، في أمسية شعرية رائعة يوم أمس الأوّل الإثنين (8 ديسمبر/ كانون الأول 2014) في بيت الشعر بالمنامة، أقضّ مضجعها أخبارٌ فاجعة عن انفجار قنبلة محلّية الصنع أودت بحياة أحد رجال الأمن، وقد ختم حسن كمال الأمسية بقصيدة «وطني أيا روضَ الخليج النادي، يا طيره الغرِدَ الطروبَ الشادي، يا فخره وبه الحصونُ منيعة، يا عزه رغماً عن الحساد».

«وطني الحزين» يا حسن كمال روض الخليج النادي، قد ثقبته عين الحسّاد بلا منازع، فنحن لم نعلم بعد من تلوّثت يده بهذه الجريمة النكراء في حق الوطن وأهله. وجلّ ما وصلنا تغريدة وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، التي قال فيها: «رجل أمن آخر يسقط شهيداً في البحرين... قتلته قنبلة من صنع حزب الله الإرهابي».

إنّ طيره الغرِدَ الشادي اليوم ينزف من توالي الأحداث، لتصيبه في مخدع يدمي الأفئدة عليه وعلى حاله، هذا الطير الذي كان يبسط جناحيه في الأفق، ويرقص فوق أرض البحرين الطاهرة من دون خوف ولا حزن ولا ألم.

والحصون أصبحت غير منيعة داخل معقلها، وما خوفنا إلَّا من ازدياد الضربات في غفلة لا نتوقعها، وخاصة أننا نشهد ظلاماً يحومُ فوقنا، فبين معارض وموالٍ، يصرّح الجميع بشجب العنف والتبرّؤ ممّن قام بفعلته في ليلة سوداء زاد سوادها.

إنّ عزّ الوطن ليس بالشعارات ولا بالتصريحات، كما رأيناه على أرض الواقع من قبل بعض المتمصلحين المطأفنين الساعين للدمار من أجل مصالحهم ومآربهم الشخصية، ولكن عزّ الوطن ينبثق من أبنائه، هذا الوطن الذي عاش فيه الأجداد والآباء، وبنوا بصحّتهم وعقولهم وأجسادهم بنياناً كانوا يظنّون أنّه مرصوص.

عندما نسمع شعركَ يا أيّها الإذاعي الفذ بصوت الأخ أحمد الجميري في الزمن القديم، كنا نرفع رؤوسنا فخراً لأمّنا البحرين، واليوم نسمعها ونبكي على حالها الذي لا يسرّنا جميعاً، فبين القتل وبين الإرهاب، نعيشُ أسوأ مرحلة من مراحل البحرين، ولا ندري الى متى سيبقى الحال على ما هو عليه.

بالطبع نحن لا نعلم بعد من الذي نفذ هذه العملية الإرهابية، سواء كان حزب الله أو «داعش» أو أي جهة أخرى، وبالطبع كلّنا نعلم بأنّ من نفذها هو كاره حاقد مفرّق ومخرّب للأوطانِ، وهو ذاته من ينخر في عظم الوحدة الوطنية، ويفرّق بين إخوان تعاهدوا على حب الوطن والذود عنه.

وطني يا حسن كمال هو وطن المجد ووطن الشموخ لكل بحريني ترعرع عليه، وهو نفسه اليوم نفديه في النوائبِ والأحزانِ، وطنٌ لا نرضى ببديله أبداً، ونريد الموتَ على ثراه بلا خلافٍ ولا عبث.

أسيبقى منهج السلمية في يد المعارضة؟ وهل سيتغيّر شيء في القريب العاجل؟ وهل نحن في أمس الحاجة إلى وضع النقاط على الحروف بتعجيل المصالحة الوطنية؟ أم أنها الأقدار شئنا أم أبينا، وسيستمر الحال على ما هو عليه؟

نقرأ في التاريخ القديم والحديث، ونعلم بأنّ لا شيء يبقى أزلياً خالداً، ومهما ظنّ البعض بأنّ المصالحة ما هي إلَّا ورق على حبر، فإنها هي المدخل إلى تعديل الأوضاع في البحرين، وهي سنة الحياة من أجل الاستمرار والبقاء.

تساءلت في أغنيتك ماذا تُهدي الوطن في عيده؟ ونقول لك بأننا جميعاً نُهدي الوطن أرواحنا التي هي أعز ما نملك، ولا نرضى على الوطن هذه الحوادث التي خرجت من لدن إرهابيين لا دين لهم ولا طائفة، وما نقول إلَّا ليحفظ الله أهل البحرين وقيادتها من كل شيطان جائر، يتلذذ بالخراب والقتل وضربنا ببعضنا البعض من أجل إشباع رغباته المريضة التي سترجع عليه في يوم ما.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 982



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
6.01/10 (18 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى