جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-03-15 01:20
قرأنا في الصحف المحلّية يوم السبت (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، حكم المحكمة المصرية بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في إعادة محاكمته بقضية تتصل بقتل متظاهرين إبان انتفاضة شعبية أزاحته من السلطة العام 2011، بعد 30 عاماً من الاستبداد والاستفراد بحكم مصر هو وعائلته، وما لم ننسه أبداً قبل وبعد المحاكمة هو «طابور فرن العيش»!
أوتعلمون ماذا يدل «طابور فرن العيش» في جمهورية مصر الحبيبة؟ يدل على حجم المعاناة والمأساة التي طفح بها ملف الفساد والهدم والإفقار لشعب مصر العظيم، هذا الشعب الذي ذكره الله في القرآن الكريم، فأهل مصر عانوا الأمرّين في عهد مبارك، مهما حاول البعض تلميع صورته، ولم تنتهِ قصّتهم مع خلعه، بل اشتدّت في حكم الاخوان المسلمين، ومن بعدها تحوّل الحكم إلى حكم العسكر، ويتفاجأ الشعب المصري بعد كل هذه المعاناة باستمرار العهد السابق، وكما ينطبق على ثورة أهل مصر: «كأنّك يا بو زيد ما غزيت»!
إلى متى يُعاني الشعب المصري الذل والفقر والهوان؟ والمصيبة هذه المرّة باسم العسكر! ويا ليت العسكر كما في سنغافورة، في التعمير وبناء الدولة الحديثة، حيث صُنعت هذه الدولة تحت حكم العسكر من لا شيء، ولكن الرفاهية عمّت جميع الأجناس، ولم يستفرد الحاكم بالثروة له ولعائلته، بل كان صارماً حتّى على نفسه وعائلته.
«الحكم العادل» جملة مفيدة في وسط زحام محاكمة مبارك وابنيه ووزير داخليته، والسؤال الذي يطرحه الجميع: كيف للقضاء العادل الذي حكم على مبارك وابنيه بـ 26 عاماً، هو نفسه - القضاء - الذي برّأ ساحة الجميع من قتل المواطنين؟ وأيضاً يتساءل الجميع: من قتلَ من؟ ومن سرقَ من؟ ومن عذّب من؟
سيحتار الكثيرون في تفسير ما يحدث في مصر الشقيقة، لأنّها مقدّمات للمجهول المظلم الذي يخشاه الجميع، جميع العقلاء طبعاً، فمن الممكن لهذا الشعب أن يصبر ويبلع قهره وآهاته، ولكن لابد أن يأتي ذلك اليوم الأسود الذي سيحرق الأخضر واليابس.
ندعو الله تعالى أن يحفظ مصر وجيشها وشعبها، من كل ظالم مستبد يتربّص لتدميرها، أو حرقها، حتى ولو ادّعى الوطنية والإخلاص، فالفاسد يبقى فاسداً مهما لبس من الثياب النظيفة ما لبس، ومهما حاول إخفاء مآربه والتستر على الفساد، فلابد من ظهور الحقيقة يوماً ما.
رحمكَ الله يا «أبا خالد»، رحمكَ الله ألف مرّة يا من رأستَ مصر، وكنتَ لا تنظر إلى مصر فقط، بل إلى الأمّة العربية جمعاء بما فيها بلادي، وقد رحلت ولا تملك من الأرصدة إلاّ الجنيهات المعدودة، ومن الأملاك سكناً واحداً لزوجتك وعائلتك، وكان همّك الشعب المصري العظيم، فأنتّ يا جمال عبدالناصر كنتَ ومازلتَ رمزاً لم يستطع أحدٌ الوصول إليه.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|