جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-03-15 11:54
على رغم الفيديو الساخر الذي تحدّث فيه الكوميديان منصور (صنقيمة)، بأنّ كرسي البرلمان «صوته يطلع أكثر» من النائبة السابقة سميّة الجودر، فإننا نود تعريف الناس أولاً من هي سمية الجودر، وخصوصاً أنّها غادرت قبّة البرلمان بسبب فتوى من قبل بعض المتأسلمين لاختيار «القوي الأمين».
الجودر عُرفت منذ سنوات عديدة وليس إبان البرلمان السابق في مجال مرضى الأيدز، إذ ترأّست اللجنة الوطنية لمكافحة متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الأيدز)، وأيضاً قامت بإدارة البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض التناسلية والأيدز، ولها باع طويل في هذا المجال، ومن أوائل من قلّصوا نسبة مرضى الأيدز في مملكة البحرين، ولها بصمات قبل دخولها قبّة البرلمان في العديد من المجالات الاجتماعية والسياسية والأسرية بجانب هذا المرض. والحديث ليس مدحاً فيها، ولكن شكراً على جهدها الدؤوب لسنين وسنين من أجل الوطن، وحرصاً على قول كلمة حق حتى لا تضيع وسط زحمة الانتخابات.
ولكن كما يقال في المثل الشعبي (يوم طاح اليمل كثرت سجاجينه)، فتارة ينتشر فيديو عن سماع صوت كرسيها في البرلمان أكثر من صوتها، وتارةً أخرى فتوى داخل دائرتها باختيار القوي الأمين، وتوجيه واضح للناس من قبل رجالات التعصّب إلى من يريدونه داخل البرلمان، ولو رجعنا إلى مضبطات الجلسات، لوجدنا ما قامت به سمية الجودر من مداخلات ومن اعتراضات، وكما قلنا سابقاً، الخلل ليس في الشخوص، ولكن في قوانين المجلس ذاتها وفي لائحته الداخلية.
لا يجوز في العرف الديني توجيه الناس لاختيار أحدهم، فهم أحرار يختارون من يشاءون، ولا يجوز تلميع صورة القوي الأمين فقط لأنّه من تلك الكتلة، ومن ذاك المكان، بل كان الأجدى عدم الخلط، وترك الناس في شأنهم يختارون من يظنّونه الأنسب.
وهذا ليس بغريب هذه الأيام، لأنّ الحال في البحرين أن نمشي بالمقلوب، فقط بسبب ثقة البعض العمياء في المؤسسة الدينية المتعصّبة بشكل عام، وفي كاريزما الصالح الأمين، وما أكثر الصالحين الأمناء عندنا، فهؤلاء ما أن يعتلوا المناصب حتى يذهب عنهم الصلاح وتفر منهم الأمانة، والشهادة فيهم مجروحة من كثر الفساد الذي وجدناه في جعبتهم من قبل، ولا نحتاج إلى نظّارات لنعلم عن مدى فسادهم، لأنّ أوّل الفساد هو عدم قول الحق، والتغاضي عن السرّاق وترك أموال النفط (على قولة المعاودة)، وعدم إرجاع أملاك الدولة بسبب شيم العرب... فهل نزيد؟
السبت المقبل ستشهد البحرين انتخابات الجولة الثانية، وعليه ننتظر بفارغ الصبر وعي الناس الذين سيصوّتون لذاك الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، لا ذاك الذي يدفن رأسه كالنعامة عند المواجهات وعند المواقف، فهؤلاء قلّة لا نراهم في الشارع الصامت للأسف الشديد، هذا الشارع الذي وقف في الستّينيات والسبعينيات حرّاً مطالباً بحقوقه في وحدة وطنية استفاد منها القاصي والداني.
إلى من بيده الأمر، نحب البحرين ونعشق ترابها ولا نرضى عليها حتى آخر يوم في حياتنا، وما نطمح في كل لحظة إلا للحصول على مجلس قوي كامل الصلاحيات، كمجلس 73، مجلس يحاسب ويراقب ويشرّع، ولا يخاف من نظرة ذاك الوزير، ولا حتى يخشى استجواب ابتسامة الوزير، عندها فقط سنعلم بأنّ المجلس القادم هو المجلس المنتظر الذي يُرجع الحقوق إلى نصابها الصحيح، ويعمل على خير المواطن البسيط قبل المواطن الـ VIP.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|