أيّها المواطن البحريني البسيط، يا من تشقى والنعيم لغيرك، نقول لك: «بصوتك تقدر» تغيير وضعك، و«بصوتك تقدر» تعديل الحال، و«بصوتك تقدر» أن تجعله ثميناً غالياً وليس رخيصاً سهلاً. فالنوّاب السابقون تلاعبوا بصوتك واستفادوا منه، ولم يعطوك حقّك، فلا تكن أضحوكة لهم كما كنتَ طوال 12 عاماً!
للأسف بعض النوّاب السابقين استغلّوك بالدين، وبعضهم بالمال، والبعض الآخر استغلّ شريحة كبرى بالعاطفة، واستفادوا وكبروا، وأنت أيها المواطن قابع لا تتحرّك لا يمين ولا يسار، والسبب هو أنّهم عندما دخلوا البرلمان كانت أجنداتهم واضحة في تعديل وضعهم وليس وضعك، فأنتّ في آخر القائمة بدل أن تكون في أوّلها... أوتعلم لماذا؟
لأنّهم استرخصوا صوتك عندما استرخصت حقّك، فأصبحت رخيصاً غير مهم، فمن أنتَ في النهاية بالنسبة لهم؟ أنت مجرّد موظّف أو عامل أو مواطن لا حول لكَ ولا قوّة، أمّا هم فلقد تنعّموا بالخيرات والعطايا والتقاعد، وأصبحوا صوتاً عليك وليس لك، وأخذوا يدافعون عن الحكومة ويستميتون في الدفاع أكثر من استماتة الحكومة بأجهزتها، والجميع شهد عليهم مواقفهم في السكوت على الفساد ومساندة كل إجراء يسحب الحقوق.
نوّاب ذهبوا ونوّاب قادمون، فهل سيستطيعون تحريك ساكن، وهل سيقدمون وزيراً إلى الاستجواب، أم انه لا تعديل قانون ولا مراقبة حكومة، ومجرد صراخ في الفراغ.
إننا نريد التصويت والانتخاب لنوّاب يدافعون عن حقوقنا ويرجعونها، نوّاب لا تأخذهم ما يسمى بـ «شيم العرب»، ولا الاستتار في محاسبة الفاسدين والمفسدين والمتمصلحين، هؤلاء النوّاب عليهم ارجاع أملاك الدولة وأموال النفط (على قولة المعاودة)، ويحاسبون السرّاق والمرتشين في أكبر قضيّة فساد شهدتها البحرين، حينها سيكون صوتنا قيّماً ومهماً وله فائدة مرجوّة، لا صوتاً ضائعاً لا قيمة له ولا حول ولا قوّة.
إن كنتَ على يقين بأنّ المجلس القادم سيكون أفضل من سابقيه، وسيستطيع حفظ حقوقك كاملة، وحقوق وطنك كاملاً، فعليك أن تعمل من أجل ذلك، وإن كنت في شكّ من المجلس فأمرك الى الله.
لا تنسى يا مواطن معايير الإسكان ولا البعثات ولا الرواتب، ولا همومك التي تبلعها يوماً عن يوم، والمجلس النيابي غائب عنك، وبعيد جداً عنك، وصدق من قال: يشقى بنوها. «بصوتك تقدر...»، ودمتم بخير للجميع.