«شوي شوي على الأموات يا وزارة العدل»، دعوهم يرتاحون في قبورهم، فهي آخر مكان يرتاح فيه المواطن البحريني «أخيراً» بعد شقاء العمر، وحتّى هذا القبر أصبح في هذه الأيام الانتخابية المشحونة لا يرتاح، من كثرة الرسائل التي تصل إليه من قِبَلكم للتصويت في الانتخابات!
وما نقول إلاّ «طالت وشمّخت»، فحتّى الأموات ما يسلمون من الرسائل، والله يستر أن لايتم استدعاؤهم بسبب مخالفة قوانين الانتخابات.
فنحن نستغرب من هذا التخبّط في وزارة كان يجب أن تكون مثل الميزان الدقيق الذي لا يختل بين الأحياء ولا يخلط الأموات بالأحياء، ولكن اختلّت الموازين واختلط الحابل بالنابل، حتى أصبحنا نوزّع الرسائل على الأموات! لربّما نحتاج الأموات في يوم من الايام لإنقاذنا من المد الصفوي الآثم «على قولة بعض النّاس»!
ماذا نقول عن هذه الرسائل التي وصلت الى المقابر، والبحريني المسكين أصبح يبتسم على رغم هموم دنياه، بسبب رسائلكم العجيبة، فهو لا يعلم المغزى من هذه الرسائل، فصوت المتوفّى محسوم وهو عند ربه، وخروجه من القبر ليصوّت يحتاج إلى معجزة إحياء الموتى، ولكن الأموات لو خيروا قد يرفضون العودة إلى حياتهم الأولى لكي ينتظروا وحدة سكنية، فعلى الأقل أرضهم رحمتهم بعد الموت، فخلوهم الله يخليكم.
يوم أمس غرّدت الصحافية نزيهة سعيد بالتالي: «جاءتنا اليوم رسالة من وزير العدل للمرحوم والدي تدعوه للتصويت للانتخابات... بس هو الله يرحمه غيّر عنوانه لمقبرة النعيم»، فردّ عليها وزير العدل قائلاً: «تغمّده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنّاته.. معذرة».
لقد وصلت رسالة الاعتذار لعائلة واحدة، وهناك عوائل الأموات والمسجونين والمسحوبة جنسيتهم ينتظرون الاعتذار، وحتى ذلك الحين فعليهم استعارة الاعتذار من نزيهة سعيد بصورة مؤقتة.