جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
16-11-14 08:57
يا ليتنا نحظى بإفلاطون هذا الزمان، فإفلاطون الزمن السابق كتب عن المدينة الفاضلة في كتابه الشهير الجمهورية، قبل 400 سنة من الميلاد، ووصف المدينة الفاضلة وصفاً دقيقاً، تلك التي تقوم على العدالة والمساواة ويحكمها الفلاسفة، فهو قد ظنّ بأنّ الفلاسفة سيقيمون المسئولية الاجتماعية، وسيحرصون على الشراكة المجتمعية، حينها سيسود الجميع رضا وراحة واستقراراً.
للأسف هذا كان حلم إفلاطون الذي لم ولن يتحقّق، وهناك أسباب كثيرة لعدم وصولنا إلى يومنا هذا للمدينة الفاضلة التي تكلّم عنها إفلاطون ووضع جهده فيها، وأوّل الأسباب هم أولئك الانتهازيون والوصوليون، الذين يعلمون بأنّ هذه الصفات فيهم، ويحاولون إخفاءها ولكن دون جدوى، لأنّ رائحتهم النتنة تفوح في كل مكان!
نعم هناك الانتهازي والوصولي والمطأفن والمتمصلح، هل هناك مصطلحات أخرى تفيدوننا بها؟! هم جميعاً ضد المدينة الفاضلة، وضد العدالة المجتمعية، ويحرصون كل الحرص على زيادة الفجوة بين أطياف المجتمع، ويخرسهم الدرهم والدينار، ولا يجدون ملاذاً سوى الخنوع لمن يدفع أكثر، ويبيعون جلدهم من أجل مصالحهم، هل نزيد؟!
هم يعرفون أنفسهم جيّداً، وما أن تبدأ مصالحات أو معاهدات، حتّى يكونوا في الصدارة، والسبب هو دسّ السم في العسل، ومن ثمّ التفرقة بين الإخوان والأحباب، فتجد شغلهم الشاغل ليس الإصلاح والمساواة والعدالة، ولكن شغلهم الشاغل هو التخريب والدمار لأوطانهم وشعوبهم، ولا نحتاج إلى أمثلة، فالأمثلة كثيرة لا نستطيع عدّها في هذا المقال!
لقد أثبت أولئك في سنوات عديدة أنّ برامجهم وشعاراتهم ما هي إلاّ أوهام لكي يلعبوا على عقول البسطاء، فالأجندات الحقيقية التي في جعبتهم هي الوصول إلى السلطة، ومن بعد ذلك التشعّب في مؤسّسات الدولة وتوابعها، أي دولة!
وعندما يستشعرون الخطر يغيّرون جلدتهم في أقل من ثوانٍ معدودات، فالمصلحة هي فوق الجميع، مصلحتهم طبعاً وليس مصلحة المواطن المسكين «الشاقي» (الكادح)، وبالتّالي تجدهم يورّثون المناصب لأهلهم وأنسابهم وأحبابهم، ويُركنون ذوو الخبرات والشهادات، بل في بعض الأحيان يدمّرونهم، بحيث لا يجد ذلك المبدع مكاناً له في وطنه، فيبحث عن لقمة العيش في مكان آخر.
وما أن يحاول أحد المصلحين فتح فمه أو الإشارة إلى مكرهم، حتّى سنّوا سنونهم عليه، وبدأوا في محاربته، ومطالبته بالإثباتات الموجودة أصلاً في دنيا الواقع، ولكن من هو ذاك الذي يريد محاربتهم، فهم مثل الطوفان، يحطّمون ويكسّرون ويخرّبون، بلا أخلاق ولا قيم ولا رقي!
لا نريد المدينة الفاضلة، ولكننا بالطبع نريد رؤية المدينة العادلة، التي تستقطب الحكماء والفلاسفة والعلماء والمفكّرين، تلك المدينة التي إن وجدنا أهلها بهذا الرقي، لن نجد ذاك الذي يسب أو يشتم أو يساعد عناصر إرهابية، ومن ثمّ يتباهى بين النّاس بأنّه فوق الجميع.
في هذه المدينة لا أحد فوق أحد، فالجميع سواسية، والجميع يعمل من أجل مدينته، والكل يحاول إعطاء مدينته أفضل ما عنده، حتى ترقى هذه المدينة أكثر وأكثر، ولا نريدها كاملة فالكمال لله، ولكن على الأقل فيها تحمّل للمسئولية، وقدرٌ من الوعي بأنّ الديمومة لن تكون لأحد، فيعملون للجميع وباسم الجميع!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|