جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
14-11-14 10:44
إلى الشعب السعودي الأصيل، إلى الحكومة السعودية التي تعاملت مع مجزرة الإحساء بحكمة وثبات، إلى أهالي الشهداء في الإحساء والقصيم وعنزة، نقول لهم: عظّم الله أجوركم، وعسى أن يكون مثواهم الفردوس الأعلى، كما نشكركم على ما قمتم به من ضبط للنّفس وتعامل حكيم مع ما حدث.
السعودية نقول لكم اليوم: لقد قتلتم نار الفتنة التي كادت أن تبدأ! ولم نتوقّع يوماً بأنّ معقل السلف سيتعامل مع منفّذي العملية الإرهابية في الإحساء بهذه الطريقة وهذه السرعة، وكنّا قد قلنا في مقال سابق بعنوان «السعودية.. الفتنة أشد من القتل»، (6 نوفمبر 2014)، بأنّ الفتنة يصنعها أولئك المرتزقة الذين لا دين لهم ولا مذهب ولا مبدأ، وأنّ الجميع استنكر على هؤلاء قيامهم بقتل النفس التي حرّم الله قتلها!
وقد أثار عجبنا وإعجابنا المجتمع السعودي بجميع أطيافه، إذ كنّا نتوقّع العكس، كنّا نتوقّع تجاهل المسئولين لمقتل أهل الإحساء لأنّهم من الطائفة الشيعية، وكنّا نتوقّع الشماتة والضحك على أحزان الناس ومصيبتهم، لكن ما حدث كان العكس، إذ استنفر المجتمع بأكمله ضد ما حدث واستنكر على الإرهابيين هذا العمل الشنيع، كما وجدنا الحكومة السعودية، في سابقة يشهد لها التاريخ، تسرع وتهرع من أجل القبض على مرتكبي هذه الجريمة، ولم يهدأ لها بال حتى قبضت عليهم وزجّتهم في السجون، لتتم محاكمتهم ومحاسبتهم على ما قاموا به.
أوتعلمون ما يشيب له الرأس، عندما نجد في مملكة البحرين عملاً مغايراً من قبل المجتمع لما وجدناه في المجتمع السعودي، فنحن لم ننشأ في معقل السلف كما نشأ الاخوة السعوديون، ولم نتربّ على الجفاف ولا على معاملة النّاس على أساس أصولهم، ولكن ما نشاهده كلّ يوم من تجريح ومن قذف للفئة الأخرى، مدعاة للقلق على مستقبل وأمن الوطن.
فها هو أحد المترشّحين لمجلس النوّاب قذف شيعة البحرين بأنّ لا أصل لهم، وأسهب في الحديث عنهم وطعن في نسبهم، ولم نجد أحداً يحرّك ساكناً، مع أنّ كلامه من باب الفتنة، والسؤال: هل الطائفة الشيعية جميعها بمعارضيها ومواليها في البحرين باتت من المغضوب عليهم، حتّى يطعن أحدهم في أصولهم من دون رادع؟ لماذا هذه الأحقاد ونشر هذه الكراهية بيننا؟
للأسف ليس حديث هذا المترشّح هو ما يثبت كلامنا فقط، فلو توجّهتم إلى مؤسسات حكومية وغير حكومية، لوجدتم الطائفية على مصراعيها، ولو تلفّتم يمنة ويسرة لوجدتم الضحك على أحزان الناس وآهاتهم كشرب الماء، ويكفينا مثالاً تشدّق موتور آخر على شبكات التواصل الاجتماعي بالطائفة الشيعية دون ردع، هذا الموتور أسهب في القذف والسب من دون حياء، وها هو اليوم يرشّح نفسه في إحدى الدوائر، أيُعقل أن نكون هكذا في التقسيم والطائفية؟ وجارتنا المملكة العربية السعودية تقتلها في وقتها! لقد اختلّ الميزان!
نعم... اختلّ الميزان عندما غابت العدالة لردع هؤلاء، فالطعن في النسب والأصل والاستهزاء بعقيدة النّاس ومذهبهم، لهو بابٌ عظيمٌ مهولٌ للفتنة، ويا خوفنا من الأيّام القادمة إن لم تصنع الدولة شيئاً لإيقافهم، فلقد تطاول من تطاول، وقلّ أدبه من قلّ أدبه، من دون تأديبه حتى يكون عبرة!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|