جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
30-11-12 06:11
كتب - خالد أبوأحمد:
لآل الشروقي في البحرين كثير من الأفذاذ الذين أصبحوا علامات بارزة يُشار إليها بالبنان، وفي الحلقة الماضية طُفنا في سياحة شعرية وأدبية طويلة مع الشاعر عبدالله بن خميس الشروقي، واليوم كذلك نأخذكم جميعاً عبر صحيفة “الوطن” لكي نبُحر في عالم الإنسان البحريني المعجزة الربانية السردال والقائد البحري المشهور سالم بن خميس الدويس الشامسي (الشروقي)، وهو أشهر من وطأت قدماه بحر الخليج العربي، وأكفأ النواخذة وأقدمهم وأكثرهم خبرة ودراية بأماكن هيرات اللؤلؤ وأكثر نواخذة الخليج العربي معرفة بأعماق البحر، بل معرفة أدق بأسرار الطقس والتحولات الجوية أثناء رحلات صيد اللؤلؤ. وقد أثبت زملاؤه في تلك الرحلات البحرية أنه صاحب معجزة ربانية غير مسبوقة في حاسة اللمس والشم والسمع وتحديد أماكن الهيرات وفي الظلام الحالك وذلك باستخدام النجوم والحسابات الفلكية. وليس هذا فحسب بل إن الله سبحانه وتعالى قد أعطاءه من العلم اللدني ما يعجز المرء عن تفسيره، والسردال الضرير سالم بن جمعة ضربت شهرته الآفاق لخبرته الطويلة في هذا المجال وللقصص الأسطورية التي تُحكى عنه. اشتهر السردال بامتلاكه عدداً من سُفن الغوص تعمل جميعها في المغاصات ببحر الخليج العربي، كانت تبحر بقيادته وهو من يُحدد لها (الركبة) أي ابتداء الغوص و(القفال) أي انتهاء رحلة الغوص، وكما هو معلوم للجميع أن البّحارة في رحلات اللؤلؤ في وسط المياه تمر بهم كثير من المواقف الصعبة ويتعرضون للكثير من الأخطار بعضها يرتبط بتغيير الأجواء والمطر والرياح الشديدة، وانكسار السفينة وأحيانها فقدانها للهدف وضياعها وسط الأمواج القوية العالية، فإن أعماق البحار تحمل كثيراً من المخاطر التي يتعرض لها البحارة، ولذلك يعتبر البحار الماهر ثروة غالية لا تقدر بثمن تماماً مثل السردال سالم الشروقي. مولده ونسبه ولد السردال سالم بن جمعة في منطقة الحمرية الموجودة على ساحل عُمان العام 1835 وتوفي العام 1930، ويقول حفيد السردال سالم عبدالله بن سعد، الذي عاصر السردال سالم بن جمعة لمدة عشر سنوات حتى وفاته: “إن جدي سالم يرجع نسبه إلى الدويس الشامسي حيث أخبره أبناء عمومته من الدويس بعد وفاته أنهم قد زاروه في منزله ومكثوا معه سبعة أيام وكان ذلك العام 1956. وتم هذا اللقاء بين الوجيه عبدالله بن سعد بن سالم وأبناء عمومته الدويس وقد أكدوا بأن النوخذة السردال سالم ابن عم لهم، وكان ذلك بحضور أحمد بن سالم بن مبارك الشروقي وهم يوسف الدويس الشامسي، جمعة الدويس الشامسي، وكذلك أخبرنا عبدالله بن سالم بن إبراهيم الدويس الشامسي بأن آل الشروقي الموجودين في منطقة الحِد في البحرين هم أبناء عمومة لزم”، وهو موجود حالياً في منطقة الجميرة (دبي) في دولة الإمارات العربية المتحدة. (الشروقي) كما جاء في المعجم العماني صفحة 919 من (ش ر ق) وزن الفعولي نسبة إلى (شروق) وهو طلوع الشمس وشروق وزن فعول وهو مبالغة من أقصى الشرق، ويرجع نسبهم إلى بني شامس من عشيرة العوابد الموجودين حالياً في منطقة الحمرية ودبي وأصلهم من العين والبريمي على الحدود مع سلطنة عُمان، وقد ذكر ذلك الشيخ عبدالله بن خلفان الدويس الشامسي. وصول السردال إلى البحرين عين البريطانيين كلويد كأول مقيم سياسي بريطاني في الخليج العربي العام 1822. وكانت أم التعليمات الصادرة إليه هي الحفاظ على أمن الخليج العربي والقضاء على أعمال المقاومة العربية، وفي العام التالي مباشرة قامت بريطانيا بتعيين وكيلين سياسيين في الساحل العُماني وكان الوكيل السياسي مسؤولاً عن جميع الغرامات المختلفة التي يفرضونها على الشيوخ عقاباً على إحداث الاضطرابات التي تقوم في المنطقة. وفي العام 1836 تقريباً، عندما خرج العتوب آل البنعلي في طريقهم لمساعدة سلطان مسقط لتحرير الزنجبار ومرورهم على الساحل العُماني، كان حينها يسود هذا الساحل البحري القواسم والشوامس بعد سيطرتهم على هذا البحر، تقابل قادة البنعلي مع الشوامس وتم قيام حلف بينهما وسمي (حلف العويس) حيث إن العويس من العوابد من قبيلة البوشامس، والعوابد هم العويس والدويس والعبدان والهواشل وغيرهم، مع العلم أن العويس هم أبناء عم للدويس الشامسي، وتم هذا اللقاء مع أبناء جمعة الشروقي والراشد البنعلي (1850-1854)، وتم بناء بيت آل الشروقي في البحرين واستقرت الأُسرة حتى الآن. نشُوء آصرة المودة في الحد يعرف الجميع بأن مدينة الحد تضم بين دفتيها عدداً كبيراً من الأُسر البحرينية وتجمع بينها أواصر المحبة والألفة والتعاون والتكاتف وقد تجاوزوا بالعلاقات الجميلة هذه إلى آفاق رحبة حيث تصاهروا ببعضهم بعضاً، وأصبحت العلاقات بينهم أكبر من مساحة المنطقة نفسها، والذين يقطنون منطقة الحد أو لهم فيها أقارب أو أصحاب يعرفون جيداً هذا العمق الإنساني الجميل. تقع مدينة الحد في الطرف الجنوبي الشرقي لجزيرة المحرق، الواقعة شمال شرق مملكة البحرين، وهى في الأصل عبارة عن شريط مستطيل من الرمل ممتد من الشمال إلى الجنوب في البحر لا يتعدى طوله الكيلومتر، أما عرضه فلا يتجاوز 200 أو 300 متر وهو يمتد حتى يصل رأسه الجنوبي إلى 100 متر تقريباً، وفي وقت سابق من الآن كان هناك جُزر صغيرة تقع بالقرب من مدينة الحد منها جزيرتا أم الشجر والعزل، حيث تم دفن جزيرة أم الشجر ودمجها مع مدينة الحد لزيادة الرقعة العمرانية فيها. سبب التسمية (الحد) في اللغة العربية يطلق على اللسان الممتد من الرمال في البحر، ويطلقه أهل البحر في الخليج على كل شريط رملي يظهر في عرض البحر ويمنع السفن من اجتيازه حتى في ساعات المد، والحد بلغة أهل الخليج العربي هي الأرض التي يغطيها ماء البحر بشكل طفيف عند المد (السقي)، وينحسر الماء عن هذه الأرض عند الجزر (الثبر) لتكون جزءاً واضحاً من اليابسة، ويوجد في الخليج العربي أكثر من 100 مسمى بالحد مثل (حد الذيب) و(حد الجمل). يقول المعمر النوخذة إبراهيم بن أرحمة الراشد البنعلي (عليه رحمة الله) وهو من الرواة المشهورين في منطقة الحد فريج البنعلي “تم التعرف بين الطرفين في وسط الخليج العُماني وأبدى أبناء محمد الدويس وهم جمعة وخميس باصطحابهم ومُجاورتهم في منطقة الحد بالبحرين، وأما خميس فذهب إلى قطر ثم إلى دارين، وأما أبناء جمعة فمكثوا في منطقة الحد فريج الراشد البنعلي، وكما هو معروف لدى الجميع بأن منازل البنعلي والشروقي متجاورون في البحرين وقطر ودارين حتى هذا الزمن من التاريخ وذلك نسبة لقوة أواصر العلاقة التي تربط بينهم منذ قديم الزمان من مودة وأخوة وصداقة ومحبة، ومع مرور الزمن توطدت هذه العلاقة بشكل أكثر فأكثر، وعند وصول أبناء جمعة بن محمد الشروقي وهم النوخذة السردال سالم والنوخذة سنان والنوخذة خميس وإبراهيم إلى منطقة الحد تم بناء منزل كبير بجانب جامع الحد الجنوبي من جهة الجنوب، كما تم بناء مجلسين لهم من دورين أحدهما في الأسفل مخصص للضيوف والزوار، والثاني علوي، أما السردال النوخذة سالم وابنه النوخذة سعد قد بنيا منزلاً وعمارة قرب البحر مقابل ميدف (مرفأ) السفن التابع للشروقي كما قاما ببناء مجلس من دورين، أرضي وعلوي، وأمام باب المجلس عين هيا البنعلي التي حفرت في صرف وأرض الشروقي، وكان لهما معارف كثيرة بين العوائل الموجودة في المنطقة وهم البنعلي والبوفلاسة والسادة والسودان والخوالد وغيرهم من أهل الحد الكرام. الحد المدينة الثانية في جزيرة المحرق ويحفها البحر من ثلاثة جوانب وتقع جنوب قرية قلالي وهي تقع شرق المحرق مائلة إلى الجنوب، وكانت تكثر فيها العيون والآبار والعيون الطبيعية الحلوة، وفي ذلك الوقت كان عدد سكانها 12 ألف نسمة، ويوجد فيها 13 مسجداً وجامع واحد فقط، وهذا الجامع الوحيد الموجود في منطقة الحد حيث منزل النوخذة خميس الشروقي المحاذي للمسجد من الناحية الجنوبية الشرقية، والنوخذة سنان الشروقي منزله يحاذي المسجد من جهة الغرب والشمال، أما بيت النوخذة سالم الشروقي فمنزله أمام المسجد من جهة الغرب الجنوبي وكذلك يوجد مجلس للنواخذة سنان بن جمعة الشروقي ويسمى مجلس ولد سنان، ولكل نوخذة من آل الشروقي قصص وحكايات تُروى حتى يومنا هذا. خوارق السردال سالم بن جمعة كما ذكرنا آنفاً بأن للسردال سالم الشروقي تميز عن أقرانه وأصحابه وزملائه في مهنة البحارة وقيادة سفن الغوص بالكثير من المهارات التي ساهمت في “اندياح” شهرته بين الناس في كافة دول مجلس التعاون الخليجي وبشكل خاص لدى الذين عملوا في البحر، وللسردال خوارق عجيبة وغريبة في ذات الوقت يستغرب المرء وهو يسمع عنها لأول مرة، وعندما نقول خوارق نعني الظواهر الغريبة على بني الإنسان والتي يُمكن أن نقول عنها خارجة عن المألوف وعن الطاقة التي وهبها المولى سبحانه وتعالى لبني الإنسان. القصة الأولى “هير الضائع” عندما يرفع السردال سالم بن جمعة العلم الأبيض للإعلان عن بداية الرحلة يتهيَّأ البحارة التابعون له للإبحار خلفه وهو صاحب الخبرة الكبيرة في أماكن الهيرات ومغاصات اللؤلؤ الصعبة التي لا يستطيع أحد أن يعرفها إلا إذا كانت له خوارق، والتوفيق من الله بطبيعة الحال. يقول الراوي إبراهيم (عليه رحمة الله): عندما كنا في وسط البحر فإذا بسفينة صغيرة ضالة وبها بعض من البحارة الإيرانيين، فقام بحارتنا داخل السفينة بإعلام السردال بأمرها، فقال لهم آتوني بهم فإذا هم بحارة من الهولة ويتحدثون اللغة العربية وأكدوا بأنهم ضلوا الطريق الذي يرجعهم إلى السواحل الإيرانية وكان هناك محار كثير لا يحصى وحجمه كبير ونحن لا نعرف من قبل هذا المكان فعندما “تعبّت” السفينة من المحار حاولنا معرفة الطريق ولكن لم نستطع ذلك. فسألهم السردال من أي منطقة أنتم وأي نجم أخذتم وكم يوماً أخذتم حتى وصلتم إلى هذه الهير الذي تحدثتم عنه؟.... ومن خلال إجاباتهم حول النجم.. وعدد الأيام.. وسُرعة السفينة اكتشف السردال أن الموقع هو هير الضائع، فشرح لنوخذة السفينة الصغيرة الطريقة التي تُوصلهم للمكان الذي يريدون. وفي هذه الأثناء طلب السردال سالم بن جمعة من ابنه النوخذة سعد الإبحار في الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل إلى الهير (هير الضائع)، وأمره باستخدام إحدى النجوم للوصول للمكان المطلوب، وشدّد عليه بأن لا يخبر أحداً بذلك حتى اليوم الثاني، فأطفأ النوخذة سالم الفوانيس وجعل “السنمبوك” يتحرك دون أن يشعر به باقي النواخذة في السُفن الأخرى حتى وصلوا إلى “هير الضائع”، وهناك وجدوا المحار في انتظارهم، فطلب السردال من البحار في السفينة الإسراع بالنزول للمغاص، فوجدوا كميات كبيرة للغاية من المحار الكبير المتحرك، منبهاً إياهم قائلاً: “أمامنا يومان أو ثلاثة وسيرحل هذا المحار من مكانه إلى مكان آخر، فعليكم رفع ما تستطيعون منه خلال يومين حتى يمتلئ السنمبوك”، وبالفعل تم إنزال الغاصة من السفينة التابعة للسردال وعمل الجميع بهمة حتى امتلأت، وفي تلك الأثناء كان النواخذة في السفن الأخرى يبحثون عن مكان النوخذة سالم بن جمعة لعلمهم بخبرته الطويلة في معرفة أماكن الهيرات فتم التعرف على مكانه عن طريق أحد “الطواشين”. ولذلك تم تسمية هذا الهير بـ(هير الضايع)، لا يعرفه حتى يومنا هذا إلا النوخذة السردال سالم بن جمعة الشروقي رحمه الله وأسكنه جنات النعيم اللهم آمين. «الاصطدام بالجبل» يقول الراوي إبراهيم بن رحمة نايم بن خميس: في مرة من المرات أبحر السردال سالم بن جمعة في رحلة لمغاصات اللؤلؤ حيث تم رصد النجم والطريق إلى الهيرات في وسط البحر، فطلب من النوخذة الذي يقود السفينة أن ينتبه لقيادة الدفة، وألا يبعد عنها، وفي هذه الأثناء ذهب السردال ليخلد قليلاً للراحة بأخذ غفوة قصيرة، لكن صاحب الدفة من شدة التعب نام ولم يعمل بوصية السردال فترك الدفة والسفينة تبحر بلا قيد فمالت السفينة عن الطريق المقصود، وفجأة قام السردال من غفوته وقد تأكد له بأن السفينة خرجت عن المسار المطلوب. فصرخ قائلاً: خرجنا عن الطريق الذي نقصده. فسأله البحارة.. وكيف عرفت ذلك..؟؟. رد السردال سالم الشروقي: كان الهواء يأتي من أمام وجهي وعندما اختلف المسار وأتاني بالجانب الأيمن، فعرفت أن السفينة قد انحرفت عن الطريق الصحيح. وبعدها قام السردال بضبط النجم مرة أخرى طالباً من البحار قائد الدفة أخذ الحيطة والحذر من النوم، لكنه نام أيضاً هذه المرة، في ذات اللحظة التي كان فيها السردال يغط في النوم، وقد خرجت السفينة مرة أخرى عن المسار. وفجأة استيقظ السردال جمعة الشروقي من النوم وهو يصرخ: أكسِر الدفة أمامنا جبل أقصى اليمين. فإذا بالسفينة تصطدم بهذا الجبل في آخرها، واستطاع السردال إدراك الموقف وتصليح ما تلف من “السنمبوك” الكبير، فسأل البحارة السردال عن كيفية معرفته بمواجهة السفينة للجبل وهو نائم..؟!. فقال لهم: لقد سمعت صوت سمكة السلس وهذا النوع لا يأتي إلا في مكان “رق” -أي أنه مكان ليس بالعميق- ويعتبرارتفاع البحر قليلاً على الفشت، فتخرج هذه السمكة من الماء وتعمل صوتاً فوق سطح البحر فعرفت أن هناك فشتاً أوجبلاً بحرياً أمامنا..!!. القصة الثالثة «صارت مثلاً» «الطينة طينة ريا والهير هير اشتيا”..!!. يحكي التاريخ البحري الحديث في البحرين عن قصة المثل المشهور الطينة طينة ريا والهير هير شتيا، وهي قصة حدثت بالفعل للسردال سالم بن جمعة وثقتها الكثير من المصادر حتى أصبحت مثلاً من الأمثال السائدة في المجتمع البحريني؛ بأن السردال والنوخذة سالم كان يبحر بسفنه ولقد أراد بحارته أن يختبروه في إحدى الدشات من أجل أن يستبدلوا ذلك الموقع أو الهير الخطر بموقع آخر أقل خطورة منه، فجلبوا معهم طينة بحرية من منطقة عين ريا وهي منطقة بحرية قريبة من منطقة الدير وسماهيج، وما أن وصلت سفينة السردال والنوخذة سالم بن جمعة الشروقي إلى مغاص هير اشتيا طلب من بحارته التوقف والنزول لجلب محار اللؤلؤ، فاعترض البحارة جميعاً على ذلك بحجة أن المغاص ليس بهير اشتيا مما تشاكل الأمر عليه، فطلب حبلاً لقياس عمق الهير فقاسها النوخذة الضرير بذراعه فعلم بأن البحارة يحاولون خداعه فدخل معهم في جدل. وللتأكد من صواب كلامه وخطأ بحارته طلب من أحدهم بأن يأتي له بطينة من الرمل من أسفل قاع البحر، وعندها فرح البحارة وقد اتفقوا على أن يعطوه طينة جلبوها معهم فقاموا ببلها بالماء حتى تبدو وكأنها طينة قد أخرجت من قاع البحر للتو، فاخذها النوخذة الضرير وقربها من أنفه وشمها فعرف مصدرها بأنها من عين “ريا” وأما الموقع فهو هير اشتيا عندها قالها بأعلى صوته “ الطينة طينة ريا والهير هير اشتيا” وطلب منهم النزول للبحر جميعاً فنزلوا طائعين بعد أن انكشفت خديعتهم. وفي اليوم الذي تم فيه تعيين الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكماً للبحرين كانت سُفن سالم وخميس بن جمعة الشروقي قد وصلت قادمة من قطر على متنها ما تبقى من أُسرة آل خليفة ومن النساء والأتباع وباقي الأغراض التي كانت هناك، وقد حملت هذه السُفن أيضاً خيول آل خليفة الكرام التي يعتزون بها أيما اعتزاز، والثابت في تاريخ آل الشروقي أن السفن الخاصة بسالم بن جمعة كانت كبيرة وضخمة وتحمل على متنها 100 بحار وقد أكدت المرويات الموجودة بأنها كانت من أكبر سُفن منطقة الحد. كان السردال ضريراً لا يرى ولكنه كان يرى بعين قلبه الذي جعله الله له نوراً، وعين القلب أقوى بكثير من عين الحقيقة، وهناك الكثير من القصص التي كانت تحكى عن السردال سالم بن جمعة الشروقي عليه رحمة الله الواسعة، وفي الحلقة المقبلة نسيح في رحلة مع النوخذة سنان بن جمعة بن محمد الشروقي والنوخذة خميس بن جمعة الشروقي وهما المالكان لأشهر السنابك في ذلك الوقت ومنها السنبوك “سمحان” والسنبوك “معدي” والذين يعرفون هذه السنابيك يعرفون بكل تأكيد مكانة صاحبيهما الاجتماعية. والقراء الكرام على موعد مع كتاب سيصدر قريباً يجمع هذه القصص والحكايات مع تاريخ البحرين المعاصر.
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|