صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 29 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
اخبار مدينة الحد
الحد مدينة الابتسامة والحميمية والأطلال
الحد مدينة الابتسامة والحميمية والأطلال
15-05-16 02:22
الحد - محمد العلوي

إلى الحد، بجزرها وعيونها وسواحلها، كانت وجهة ثاني تقارير «الوسط»، الساعية لاستكشاف وتوثيق مقومات السياحة الداخلية لقرى ومدن ومناطق مملكة البحرين.

وتقف الحد التي تحولت بعد الدفان لمنطقة مترامية الأطراف، على مقومات متنوعة، اندثر بعضها كما هو الحال مع المساجد والبيوت القديمة التي أزيلت ليحل محلها الطوب الحديث، فيما تم طمس العيون كما هو الحال مع عين «هيا» التي تحولت لشارع بعد أن كانت قبلة الأهالي للسباحة، ومد الجزر بالمنطقة القديمة كما هو الحال مع جزيرتي «أم الشجر» و «العزل».

مدينة الابتسامة والحميمية والأطلال

على هذا النحو، كان الشقيقان وابنا الحد، ثابت ومريم الشروقي، رفيقي درب لـ «الوسط» وهي تسوح في المنطقة التي تشتهر كثيراً بـ «قباقبها»، قبل أن «يأتي عليها الدفان الذي قلص سواحل المنطقة لمستويات تصل إلى ربع المساحة السابقة»، يقول الشروقي.

وقبيل الانطلاق، اختار الشروقي الأخ، الوقوف على أطلال «سيف» يمتد حتى الثمانينيات ليضرب بأمواجه بيوت الأهالي المحاذية لدار يوكو للوالدين.

يعلق مستحضراً شيئاً من أيام الصبا: «هنا، كانت تدب الحياة. حياة بحرينية خالصة، وكانت البيوت جميعها تحاور البحر بلا موانع، واليوم اختفى كل شيء».

ووفقاً لحديث الأهالي، فإن الحد، التي يحدها البحر من كل حدب وصوب في سنوات خلت، ومن هذا اكتسبت اسمها، كان الصيد والغوص مصدر رزق وحيداً لأبنائها، حتى كانت تضم نحو 500 سفينة غوص قبل اكتشاف النفط في ثلاثينيات القرن الماضي، لتتبقى لهم اليوم مهنة صيد السمك، ومهنة بيع السمك (الجزافة) التي لاتزال مستمرة وتنعقد عصر كل يوم.

إلى جزيرتي «أم الشجر» و«العزل»

في الطرف الجنوبي للحد القديمة، كانت المنطقة تضم جزيرة محدودة المساحة، يطلق عليها أبناء الحد مسمى جزيرة «أم الشجر».

وبحسب حديث الأخوين الشروقي، فإن الجزيرة التي تحولت اليوم لمنطقة متصلة بالحد القديمة، اكتسبت اسمها من كثافة ما كانت تشتمل عليه من أشجار، لايزال مسجد «أم الشجر» وما تحيط به من بضع شجيرات، شاهداً على ذلك.

يعود الشروقي بذاكرته للخلف سنوات وسنوات، فيقول: «عمر المسجد يتجاوز الـ 250 عاماً، وقد هدم ليبنى بطرازه الحديث في العام 2006، أما الجزيرة فكانت سكناً لمجموعة من العوائل، وكانت على رغم صغرها، جاذبة لنا للاستمتاع بجمالها والاسترخاء تحت ظل أشجارها»، مضيفاً «في السابق كان البحرينيون يستمتعون بالسياحة الداخلية، في ظل توافر المقومات المتنوعة التي لو كانت في بلد آخر، لاستثمرت سياحياً».

وإلى الأمام باتجاه المنطقة الصناعية، كانت جزيرة «العزل» تستريح بعرشانها على مساحة جغرافية أقل من شقيقتها «أم الشجر»، قبل أن تبنى عليها اليوم مصانع الأسمنت.

تقول الأخت الشروقي: «في ظل هذه المقومات كانت حياة البحرينيين أكثر هدوءاً، ولعل اختفاءها يفسر اختفاء هذا الهدوء أو تراجعه»، وأردفت أن «الجزر التي كانت مصدراً لتعزيز الصحة، أضحت مصدراً للأمراض»، في إشارة منها للمصانع وما تنفثه على المنطقة من مواد ضارة.

إلى ساحل الحوض الجاف

وبعيداً عن اليابسة، يممت «الوسط» وجهها ناحية ساحل الحوض الجاف، الساحل الذي كان ملجأ للبحرينيين للاستجمام من داخل الحد وخارجها قبل أن تغزوه المصانع وتخنقه، لتتقلص على إثر ذلك مساحته الممتدة من بداية الحد لنهايتها، حتى الربع.

ولم تحل المعاينة المباشرة للساحل والتي أظهرت حاجته الماسة للتنظيف والعناية، لم تحل من دون استمرار جاذبيته للمواطنين والأجانب على حد سواء.

يتحدث المواطن حافظ الحدي، لحظة تواجده في الساحل ليقول: «على رغم الفارق بين ما كان عليه سابقاً وما هو عليه حالياً إلا أن الساحل لايزال قادراً على اجتذاب الناس حيث يمتلئ بزواره في موسم الصيف، وهو في حاجة للاهتمام من بلدية المحرق والمجلس البلدي».

«جوجب» محظور و«قصار» مطموس

وبعيداً عن ساحل الحوض الجاف، الموقع الذي تصفه الشروقي بـ «المجهول، والوحيد المتبقي للحديين للصيد والاستجمام»، استذكرت ابنة الحد، مريم الشروقي «جوجب أم السوالي»، الموقع الذي تحيطه الأسلاك في منطقة محظورة، والذي كان محطة يقصدها الأهالي بعد أن يحملوا «السالية» وهي أداة صيد، بغرض غسل الأسماك.

قريباً من ذلك، كان البحار عبداللطيف بورشيد، منهمكاً مع محاراته التي باع إحدى لؤلؤاتها بـ 8 آلاف دينار، من دون أن يمانع الحديث عن اليابسة المعروفة باسم «قصار بوشاهين»، والتي اختفت بفعل أعمال الدفان المستمرة في موقع المدينة الإسكانية في شرق الحد.

يقول بورشيد وعيناه ترمقان موقع «القصار» الزائل: «حين يصبح ماء البحر «قراح» كنا نسير على أقدامنا للقصار. هناك كانت ذكريات لا تنسى، وهناك كانت نذورنا».

بيوت أزيلت وأخرى شامخة

في وقت سابق، كانت الحد تضم بيوتاً تراثية تمتاز بفنها المعماري الخاص وبمساحتها الكبيرة التي كانت تضم عيوناً، من بين ذلك بيت اليوشع، بيت السادة، بيت الصباح، بيت الشروقي، وبيت البوفلاسة.

واليوم، أضحت غالبية هذه البيوت «أرشيفاً» في ذاكرة الأهالي بعد أن هدمت وأعيد بناؤها بالطراز الحديث، لتتبقى بيوت قليلة من بينها بيت المسلم الذي لايزال شامخاً في وسط المنطقة القديمة، ويجاوره مجلس العائلة، في مشهد تراثي ينتظر التأهيل.

الحد... حيث المنتديات والفن

وفي الحديث عن مجالس الحد، وفنها، اختارت جولة «الوسط»، أن تحط رحالها، فيما الشروقي يقول: «مجالس الحد هي علامة أخرى من علامات المنطقة المرتبطة بتاريخها وامتدادها. تفتح غالبيتها بصورة يومية ليناقش فيها الأهالي قضاياهم المجتمعية حتى يمكن القول إننا أمام منتديات في هيئة مجالس».

ولا يخفي الحديون اعتزازهم بما يسمونه «شخصيتهم الخاصة»، في إشارة لتمايزهم من حيث بعض الخصال واللهجة عن مدينة المحرق، مصحوباً ذلك بالحديث عن فن أبناء الحد ممثلاً في «العرضة» وفنون «الفجري»، وهو ما يعلق عليه عبداللطيف بورشيد بالقول: «عرضة أهل الحد «غير». تمتاز بها فرقة شباب الحد وتقدمها في المناسبات وتصل بها لدول الخليج».

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 4528


خدمات المحتوى



تقييم
9.02/10 (12 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى