صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 29 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
هموم اهل مدينة الحد
الحزن يخنق أهالي الحد حسرة على البحر المنزوع من قلوبهم
15-08-12 11:29
قصة حبّ أزلية بين «الحدّ» والبحر... هل ينهيها «شارع»؟

الحزن يخنق أهالي الحد حسرة على البحر المنزوع من قلوبهم



الحد - سعيد محمد، زينب التاجر


يذكرني بالحد قوم فقيرهم غني
وأغناهم بسيط وآفق
متى لاح من ساحل الحد بارق
تداعت بأفكاري العهود السوابق
وجاشت بنفسي الذكريات وعربدت
ظنوني، وظن بذكر الأهل صادق
تلك أبيات من روائع ما كتبه المرحوم الشاعر خليفة حسن قاسم، وهو واحد من كبار شعراء البحرين ممن أولدتهم مدينة الحد... الوصف قد يفوق الخيال، لكنه خيال شاعر تاه في كل قطعة التصقت بقلبه والتصق قلبه بها.
«مدينة الحدّ أضحت بلا بحر».. هذا ليس عنوانا لرواية بل هي الحقيقة، فقد جلس أبناء الحدّ صباح أحد الأيام وقد وجدوا أن البحر الذي كان ينداح على بيوتهم ردحا طويلا من الزمان صار متواريا عن الأنظار وراء سدود وحواجز وشوارع، بعد أن تمّ الانتهاء من مدّ الشارع المؤدي إلى جزر أمواج، ليقطع مدينة الحدّ عن البحر، ويُنهي بذلك أجمل قصّة حب عرفتها المنطقة بين أهالي الحدّ والبحر.
المسألة بدأت منذ أن تمّ بناء جزر أمواج، وقد استبشر الأهالي خيرا بهذا المشروع السياحي الكبير الذي من المنتظر أن يدرّ على المملكة الأموال، ويجلب السياح، ويستقطب الفئات المترفة التي تهوى الجلوس في المطاعم الفارهة و»الكوفي شوبز» الراقية، ولكنهم لم يتوقعوا أن يساهم هذا المشروع في قطع علاقة الحدّ بالبحر.
ذهبنا إلى الساحل (أو بالأحرى إلى ما كان في السابق ساحلا)، ودخلنا إحدى «صنادق» البحارة ومرتادي الساحل، وقد كان المنظر أشبه بمجلس العزاء، وجوه مكفهرة، وعيون يملأها السأم، وألسن لا تلهج إلا بذكر البحر والساحل وابتعادهما عنهم.
جدار طبقي!
توسط جلسة الصندقة عبد الكريم أحمد عبد النور، وقد غمره السخط على الشارع الذي قطع علاقتهم بالبحر، يتكلم عن بدايات تكوين الشارع: أولا جرى دفان الساحل، وابتعد الساحل عنّا، وقد دمّر هذا الدفان كثيرا من الحظور، كما دمّر البيئة البحرية في المنطقة بالكامل، أمام عين الهيئة العام للثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية، الأمر الذي اضطر الكثير من مرتادي البحر إلى السير بكلّ ما يحملونه من متعلقات البحر مسافة طويلة.
ويضيف: تفاجأنا بأعمال إنشاء شوارع عريضة موازية لشارع الحوض الجاف، وكانت صدمتنا كبيرة حينما رأينا الحواجز الحديدية الممتدة على طول الشارع التي قطعت صلة مدينة الحد بالبحر.
ويتساءل: هل من المنطقي حجب البحر عن مدينة عريقة كمدينة الحدّ بسبب مشروع سياحي لن يستفيد منه إلا فئة قليلة من الناس وهي الفئة المترفة؟ هل هو جدار فصل طبقي بين الطبقة الغنية والطبقة المتوسطة والفقيرة؟ هل يمكن حجب البحر عن مدينة الحدّ بسبب أنّ الطبقة المترفة لا تريد أن توقفها أيّ إشارة ولا تريد أن تزعجها انحناءات الشارع؟ ألم يكن شارع الحوض الجاف مؤديا للغرض، حيث لا يفصل بين الشارع وبين جزر أمواج سوى إشارتين ضوئيتين؟
البحر أم الموت الزؤام
لم يكن المواطن أحمد سيف أقلّ غيظا من عبد الكريم، فهو يقضي كلّ يوم من الساعتين إلى الأربع الساعات يوميا بالصندقة على الساحل، واليوم هو يجلس في الصندقة، ولكنه حين يطلّ من نافذتها لا يجد البحر، وإنما يجد العمال الذين يستكملون وضع الحواجز التي تقطع عنهم البحر. يقول عبد الله: صار لزاما على قاصد بحر الحدّ أن يعبر أربعة حواجز حديدية قاسية، وستة مسارات سريعة للوصول إلى ساحل البحر، ولك أن تتخيّل مدى خطورة عبور هذه الحواجز، ولا يدري العابر أن كان ينتظره البحر في نهاية الشارع أم الموت الزؤام.
ويضيف: نحن تربينا على البحر، كنا نصبّح على البحر يوميا قبل ذهابنا للمدرسة ولأعمالنا ونمسّي عليه بعد رجوعنا، ثم ابتعد الساحل، وصرنا نطوي المسافات للوصول إليه، وكنا نعذر الحكومة في الدفان من أجل إنشاء شارع الحوض الجاف، وإنشاء المنطقة الصناعية، ولكن وضع الحواجز الممتدة التي قطعت كلّ صلتنا بالبحر أمر مجحف.
الخطة تغيرت!
جاء الى الصندقة متأخرا، وما إن رآنا جالسين نستطلع أمر الشارع الممتد لجزر أمواج حتى بادرنا المواطن محمد السيد قائلا: أنا كنت متابعا مع المهندسين القائمين على إنشاء الشارع، وقد سألتهم عن الحواجز، فقالوا إن الخطّة الموضوعة تنص على ألا يقطع الشارع الطريق على مرتادي البحر من أهل الحدّ، ثمّ تفاجأنا بأنّ الخطة قد تغيرت، وصار الشارع يقطع طريق مرتادي البحر، وتمّ وضع هذه الحواجز الحديدية، ورفع المهندسون أيدهم قائلين: والله نحن نعمل بناء على الأوامر، وهذا قرار الشركة.
ويضيف.. خاطبنا السيد سمير خادم ممثلنا في المجلس البلدي بمنطقة المحرّق، وقام بعمل عريضة قام فيها بجمع تواقيع بحارة الحدّ من أجل عمل منفذ لهم للبحر، وهذا جهد طيب إلا أنّ هذا ما يتعلق بالبحارة، ولكننا نحن مرتادو البحر باستمرار ما ذنبنا إذا تمّ قطع صلتنا بالبحر بهذه الطريقة، وتأمين منفذ صغير في آخر الشارع لدخول سيارات البحارة، وما ذنب الذي لا يمتلك سيارة.
متنفسنا الوحيد
كان عيسى بن أحمد يحدثنا ويلوّح بيديه الغليظتين اللتين بدت عليهما آثار الغزول وخيوط الميادير وحبال القراقير، قائلا: البحر هو المتنفس الوحيد لأهل الحدّ، فغالبية سكان الحدّ هم من الطبقة المتوسطة والبسيطة، وليسوا من أولئك الذين يذهبون للشاليهات والمنتجعات والمطاعم الباهضة الثمن، فالبحر هو المنتجع بالنسبة لهم وهو الكوفي شوب، وهو الشاليه، فالشارع الجديد الممتد لجزر أمواج قطع عنهم هذا المتنفس.
وضع إشارات
ويرتبط محمد أبو العلا ارتباطا وثيقا بالصندقة منذ صغره، كان يوزع الشاي على الحضور وهو يقول: نحن لا نطالب بإلغاء الشارع، فالشارع تمّ رصفه وإتمامه، ونحن لا نريد إلحاق الضرر بأحد، رغم أنّ الشارع ظلمنا وحجب عنا البحر، ولكننا نطلب أن توضع عدة فتحات وإشارات على طول الشارع، حتى يتمكن أيّ ساكن من سكان الحدّ من الارتباط بالبحر.
ويضيف: نحن لن نكون من مرتادي أمواج، فنحن أناس بسيطون, نحبّ البساطة، وساحل الحدّ يوفّر لنا كلّ ما نحتاجه من الراحة والسكينة والاستجمام والمتعة، فنرجو من المسئولين ألا يحجبوا عنا متعتنا الوحيدة في المنطقة.
بحثا عن الحل الجذري
الإجابة الآن في يد المسئولين، فهل يستجيب المسئولون لنداء أهالي الحدّ المرتبطين ارتباطا وثيقا بالبحر، لإنقاذ منفذهم الوحيد إلى الساحل؟ أم سيصمت المسئولون، وتنتهي قصة الحب العذرية بين مدينة الحدّ والبحر، بسبب ما أسموه بجدار الفصل الطبقي؟!
واستكمالا للموضوع، يقترح ممثل الدائرة الثامنة في المجلس البلدي لمنطقة المحرق سمير خادم إنشاء نفق أو معبر أو جسر لحل أزمة شارع جزر أمواج، رافعا توصيته في زيارة لوزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر مؤخرا منوها فيها إلى ضرورة إيجاد حل جذري يراعي فيه مصلحة الأهالي والمنطقة لا جزر أمواج ومرتاديها من الـ vip فقط.
و إلى ذلك، يذكر أن ذكر المجلس سيسعى لرفع تصور لتخطيط المنطقة إن تطلب الأمر يهدف التركيز على تخطيط الشارع على غرار شارع الملك فيصل، مضمنا فيه توصيات بوضع إشارة مرورية أو تدشين جسر يرتفع عن الشارع للمشاة والسيارات على حد السواء إن تعذر إنشاء نفق.
وفي السياق ذاته نقل خادم شكاوي أهالي الدائرة والتي تشير إلى تعذر الوصول لمرفأ الحد إلا بالوصول لشارع سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة فضلا عن تسميتهم للشارع بالشارع العنصري.
وينوه خادم إلى عدم علم الوزير خلال زيارتهم له بإنشاء الشارع بهذه الطريقة واعدا إياهم بإيجاد حل في الأيام القليلة المقبلة من شأنه أن يرضي أهالي المنطقة فضلا عن عدم الإضرار بتخطيط جزر أمواج.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1436


خدمات المحتوى



تقييم
8.97/10 (17 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى