جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
13-02-15 05:52
البسيتين - عادل الشيخ
دعا رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود الشباب إلى التركيز على الإيجابيات الموجودة في الوطن وترك السلبيات، وذلك لتعزيز الانتماء للوطن، فالتركيز على الإيجابيات يُشعِر الفرد بقيمة المكان الذي هو فيه.
كما دعا إلى القراءة، موضحاً أنّ ما نفتقده - للأسف الشديد - في أن نكون شعباً قارئاً، فالشعب القارئ شعب يستطيع أن يُعالج مشكلاته.
واعتبر المحمود أن المشكلة تكمن في «أننا لا نُحسن التوفيق بين الانتماءات»، مشيراً إلى «وجود قضايا خلافية بين الناس على أمور وموضوعات تتعلق بالعبادة وقضايا تاريخية وقضايا مستقبلية، وجميع تلك القضايا يحكم فيها الله عز وجل لا الإنسان، وأنه عندما نُبسِّط الأمور لعامة الناس فإنّ ذلك يُجنبنا الوقوع في المشكلات، لكنّ الضعف العلمي يُثير مشكلات كثيرة، ونتعادى لا لمصلحة الإسلام ولا المذهب وإنما لمجرد مشاعر خاصة بنا».
وأوضح أنه «إذا ما وجِدت هذه القضايا واستُخدمت في السياسية، صارت حربٌ ضروس. والصحيح أنّ الجميع مواطنين والكل يعمل من أجل الوطن».
جاء ذلك في ندوةٍ عن الانتماء للوطن نظمتها جمعية تجمع الوحدة الوطنية مساء أمس الأول (الأربعاء) بمقرها في منطقة البسيتين بالمحرق، وتحدث خلالها رئيس تجمع الوحدة الشيخ عبداللطيف المحمود.
إلى ذلك، فقد أكد المحمود أن «كل الأديان جاءت رحمةً للعالمين، وما يجعل الدين نقمة هم البشر الذين يستخدمون الدين ضد الآخرين، وكمسلمين يجب أن نؤكد على قضايا معينة، فنحن غير مسئولين عن أشخاص يعتنقون أدياناً أخرى».
لافتاً إلى أنه «كلما ارتفع المستوى الثقافي للإنسان وصل للخير، وكلما أصبح الدين مجرد تقاليد ليس وراءها أي حقائق ندخل في مشكلات، وهذا الأمر موجودٌ في العالم كله».
واستهل المحمود الندوة بتبيان التعريفات اللغوية والنفسية للانتماء، موضحاً أنّ «الانتماء في اللغة العربية يعني الانتساب، كما له معنى آخر وهو الصعود والارتفاع».
وأشار المحمود إلى «تعددية الانتماءات لدى الفرد الواحد، إذ يتبيّن من التعريفات اللغوية والنفسية أنّ للفرد أكثر من انتماء، فهناك انتماءٌ للأسرة وللتوجهات وللدين، ولا يوجد تضاربٌ بين هذه الانتماءات، فالإنسان ينتمي إلى أبيه وإلى قريته ودينه ووطنه».
مستدركاً: «لكن أحياناً يحدث نوع من التضارب، وهذا عادةً يكون في الأمور التي تتعلّق بالدين والقضية التاريخية والقضية العصبية، فهي أمور أكثر ما يكون بينها تضاربٌ واحتكامٌ وشدّة».
مُفيداً في هذا الصدد: «فمثلاً نرى بعض الدول مثل اليمن، نجد أنّ الانتماء يتعدّد ما بين الدولة والقبيلة، فأيّ يمني ينتمي للقبيلة وإلى اليمن، ولكن هل هما سواء؟ قد يكون بالنسبة لأحدٍ منهم القبيلة أهم من الوطن لوضعٍ معين. وكذلك في أفغانستان فهي دولةٌ قبليّة حتى النخاع والصومال أيضاً، تجد أشخاصاً يعملون من أجل قبيلتهم أكثر من الوطن».
وتابع «وعادةً فإنّ الأشخاص الذين لديهم دين أو تاريخ أو عصبيّة هم الذين يقعون في التضارب بين الانتماءات، فيقع في الاستفهام هل يُقدّم أحكام دينه أو يُقدّم أحكام تاريخه؟».
وأسهب المحمود في توضيح تعدد الانتماءات وتضاربها، قائلاً: «من الدول التي أثر فيها التاريخ كثيراً، الشام والعراق ومصر، لهم تاريخٌ طويل، لكن تمسك الناس بهذا التاريخ واعتزازهم به تجده في دولتين مثلاً في تركيا وإيران، فهاتان الدولتان لديهما تمسك بتاريخهم الماضي، وهو تمسك كبير جداً، بحيث لا يستشعره فقط المفكرون أو الساسة منهم، إنما تقريباً كل شخص يتمسك بماضيه وتاريخه، ولذلك التاريخ الإسلامي حدث بالنسبة للفرس لما دخل إليهم الإسلام دخل بما يُسمى الحركة الشعوبية أي الاعتزاز بالفارسية، وهنا يقع الفرد في الازدواجية أيُهما يُقدم دينه أو مذهبه أو تاريخه أو عصبيته أو قبيلته؟».
وبحسب رأي المحمود فإنّ «التناقض في الانتماء يكون خصوصاً عندما لا يكون الإنسان على درجةٍ من الثقافة، أو أن يكون الفرد يعيش من الجاهلية أو الأميّة، فهؤلاء هم أكثر الأفراد الذين يعانون من التضارب بين الانتماءات المتعددة».
مشيراً إلى أن «للانتماء الوطني ثلاثة مؤشرات؛ المؤشر الأول جانب روحي نفسي، فالمواطن البحريني مثلاً يسعد ويفرح بفوز منتخبه في كرة القدم مثلاً، ويحزن ويأسف لو حدثت خسارة في الفريق القومي. والجانب الروحي والنفسي هو الذي يربط الإنسان بوطنه فكراً و وجداناً ويؤثر في أحاسيسه ومشاعره».
مضيفاً أنّ «المؤشر الثاني هو الجانب العملي، وهو أن يعمل الإنسان على تقدم وطنه للأمام، ويبذل جهده للنجاح والابتكار والإبداع، ليكون جزءاً من حركة المجتمع إلى الأمام».
مردفاً أن «المؤشر الثالث جانب دفاعي، فإذا ما تعرّض الوطن للاعتداء العسكري أو السياسي فعلى الفرد أن يدافع عن وطنه. وإذا وجدت هذه المؤشرات نستطيع أن نقول بوجود الانتماء»، منوهاً إلى أن «حب الوطن فطرة إنسانية فطر الله الناس عليها، فالكل يشعر وفي كل الحضارات بأنّ الوطن حبيبه؛ ومن المُمكن أن يقنع الإنسان بوطنه وهو فقير متعب فيه، ولا أن يحصل على الأموال وهو في الغربة».
مستطرداً: «ولكن مع كون الانتماء إلى الوطن فطرة، إلا أنها أيضاً تحتاج إلى زيادة وهو شيء مكتسب، فالحب للوطن يزيد كلما توافرت بعض الأمور في البلد، وهذه أمورٌ مهمةٌ جداً ليزداد الانتماء للوطن، وبعضهم يفكر في المال فإذا وجد المال في وطنه بقي فيه، وإذا لم يجد المال في وطنه تركه وهاجر، وهذا ليس انتماء وطني. وحُب الوطن يكون لأمور كثيرة، فعندما تخرج للخارج تعرف تلك الأمور، منها العلاقات الاجتماعية والتعاون والطمأنينة وغيرها».
مستشهداً في ذلك بحادثة أنّ «بعض البحرينيين ذهبوا إلى دول خليجية، وحصل لبعضهم أن أحد أولاده توفي في حادث، ووجد أن أكثر من توجه لتعزيته ومواساته هم من أهل البحرين».
وأكّد الشيخ عبداللطيف المحمود أنّ «احترام القانون و القضاء، وتحقق الاكتفاء الذاتي، والعيش الكريم، ووجود الرعاية الطبية والاجتماعية والاقتصادية، وتطبيق القوانين، كلها أمور لها تأثيرها البالغ في الانتماء»، موضحاً أن «ما يؤثر في هذا كله التنشئة داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع. وإذا ما فكر الإنسان في السلبيات فإنه حتماً سيبتعد عن الانتماء، والعكس إذا فكر في الإيجابيات».
وقال: «في كل الدول التي تجد فيها المواطنين الذين يبتعدون عن الانتماء لوطنهم هم الذين يفكرون ويركزون على السلبيات. إن التركيز على الإيجابيات المتوافرة يجعلك ترتبط مع بلدك وجماعتك، أما السلبيات فتجعلك تبغض وطنك؛ وقد مررنا بهذه الأمور. كما أن الأقليات التي تعيش في أوطانها إذا شعرت بالمساواة أو إذا شعرت بالتمييز فإن ذلك يؤثر عليها».
وأفاد بهذا الخصوص: «عند تناول هذا الموضوع ينبغي أن نناقشه بطريقةٍ أخرى، فالسؤال هو هل هناك تضاربٌ بين الانتماء للوطن والانتماء للدين؟ الذين ليس لديهم وعي عن الدين يرونَ أن هناك تضارب، أما الآخرون ممن يملكون الوعي يقولون بعدم وجود التضارب، بل إنّ الدين يؤكد على الانتماء للوطن».
وتساءل: «كيف نستطيع أن نوفق بين الانتماءات المتعددة؟ وما هي تراتبية الانتماءات؟ فالانتماءات عبارة عن الحلقات التي يعيشها الإنسان حول نفسه ومجموعته و وطنه ودينه».
وتابع «بالسؤال عن تراتبية الانتماءات، فهل يُقدم الدين أو المذهب أو الوطن؟ إذا قُلنا يجب أن يكون الدين هو المركز الأول للانتماء، فهل للانتماء بين الدين والوطن تضارب؟».
وأجاب موضحاً: «هي قضية جدلية، والجدل يُوصل الناس إلى متاهات؛ ولكن نحن كمسلمين وفي كل الأديان عندما ينظر الشخص إلى الدين كقضية صغيرة من دون أن ينظر للمقاصد والمبادئ والقيم التي هي للدين، حينئذٍ يرى أن هناك تضارب، لكن لو نظر الفرد من ناحيةِ المقاصد والمبادئ، خصوصاً من الإسلام فلن تجد أن هناك تضارباً بين الانتماءات المتعددة، سواء انتماء ديني أو وطني».
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|