جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
بقلم : هشام الزياني
11-12-14 06:04
جاءت الانتخابات النيابية البحرينية الأخيرة في توقيت (يشبه الهدية) لاتحاد الكرة، فقد سرقت الأضواء من كارثة المنتخب، وتناسى الناس أن هناك أزمة كروية حدث لمنتخب البحرين (واحنا متعودين عليها) لذلك فإن على اتحاد الكرة أن يحمد الله أن بطولة كأس الخليج تزامنت مع الانتخابات هذه المرة.
لم أكن أتمنى أن تحدث هذه الانتكاسة (المتوقعة) للكرة البحرينية وأن تأتي في عهد الشيخ علي بن خليفة، ذلك أني أعرف أن هذا الرجل رجل أمين ومخلص ويملك الفكر والإرادة الوطنية، لكن الكارثة أتت في عهده، وأحسبها نتيجة تراكمات سابقة، حتى وإن كان الرئيس الحالي مسؤولاً عما حدث، إلا أن تبعات الإرث القديم لكرة القدم البحرينية جاءت في كأس الخليج الأخيرة.
كل ما سلف لا يبرئ مسؤولية اتحاد الكرة عما حدث ويحدث، وإن كان الشيخ علي قد قال في وقت سابق إن هناك من هم داخل اتحاد الكرة ويعملون ضده شخصياً «هكذا سمعت الصحافي الكويتي عبدالكريم الشمالي يقول وأنقل كلام الشيخ علي بحسب ما قاله الشمالي» إن كان ذلك فعلى الشيخ علي أن ينظف الاتحاد من الذين يعملون ضد الرئيس ويحاولون إفشاله عن طريق خيبات وهزائم المنتخب حتى يثور الشارع الرياضي ضده.
فمن يعمل من أجل ذلك ليس لديه من الوطنية شيء، لذلك يجب «تنظيف» اتحاد الكرة من الذي أشار إليهم الشيخ علي بن خليفة.
ما حصل لنا ليس بسبب مدرب فقط، صحيح الكابتن عدنان حمد لم تكن له بصمة في المنتخب، ولم نشاهد أي تطور حقيقي على الفريق بعد أن تولى القيادة وهي مدة قصيرة، إلا أن المشكلة ليست في عدنان حمد فقط.
اختزال المشكلة في عدنان حمد هو تسطيح لقضية أزمة الكرة البحرينية.
لدينا مشكلة منظومة كبيرة، لدينا أزمة دوري ضعيف، ولدينا أزمة أندية بميزانيات ضعيفة، ولدينا دوري من غير جمهور، ولدينا أزمة منتخبات سنية من الأشبال وحتى الأولمبي لا تلقى الاهتمام الحقيقي، ولدينا أزمة منشآت لبعض الأندية، ولدينا أزمة كوادر إدارية تعمل بحرفية وبشكل علمي، ولدينا أزمة رجال مخلصين يعملون للبحرين، وليس لمصالحهم الشخصية أو لصالح أنديتهم.
نقول للدولة وللمجلس الأعلى للشباب والرياضة إن كرة القدم في البحرين تحتاج إلى مشروع نهضوي كبير، لا تنفع (الرقع الجديدة على الثوب القديم) لا يجدي أن أجلب مدرباً براتب 30 ألف دينار، أو 18 ألف دينار شهرياً، بينما المنظومة بأسرها خاطئة تماماً وفاشلة.
ماذا سيفعل لك المدرب، وأنت كاتحاد لم تقدم له المنظومة الشاملة، يذهب المدرب للدوري ولا يشاهد لاعبين، ولا يشاهد مستوى، ولا يشاهد مواهب، ولا يشاهد جمهوراً، الشيء الوحيد الذي يراه ربما، هو مستوى التحكيم المأساوي الذي لدينا، وكانت مباراة المحرق والرفاع أكبر دليل على ذلك، لدينا حكام بمستوى محبط للغاية.
ماذا يفعل لكم المدرب وكل شيء خطأ، ولا يوجد بناء تراكمي لعمل سابق، هل سيعمل المدرب «سحر»؟
تخبطات في إعداد المنتخبات، كل عام استراتيجية جديدة، لكن هذه الاستراتيجية لا تقوم على الاستمرارية، وبالتالي نعود للنظام القديم (جمع اللاعبين قبل البطولة ومعسكر أسبوع، ويا لله شاركوا) هذا ليس نظام عمل.
لن نطالبكم بأن تصبحوا مثل قطر، أو الإمارات أو السعودية هذا مستحيل، لكن انظروا ما يفعل الإخوة في عمان، منتخب عمان في كأس الخليج هو البطل غير المتوج، قدم أفضل كرة قدم، ومعدل أعمار لاعبيه صغيرة، هكذا تفعل الدول، هكذا تفعل الاتحادات، خطة واستراتيجية ورجال مخلصون يقومون عليها.
يقول رئيس الاتحاد العماني إنه يحضر جميع تمارين المنتخب ويضع جائزة نقدية مجزية لأفضل لاعب بكل حصة تمرين، أين نحن من ذلك؟
إلى متى يبقى هذا حال كرة القدم بالبحرين، كل مرة نعود إلى نقطة الصفر، والطفرة التي حدثت سابقاً هي طفرة (صدفة) ولا أتوقع أنها تعود مع هذه المنظومة التي لن تقودنا إلا للفشل.
هناك من هم محترمون في اتحاد الكرة حتى وإن اختلفنا معهم، وهناك أسماء لا أعرف كيف أصبحت تقرر مصير كرة القدم بالبحرين، حتى إننا نسمع الناس تقول: «فلان هو مسؤول عن كذا وكذا.. أقول تطورنا»..!
وضع الأندية في تدهور، وهذا يقود إلى انحدار كرة القدم في البحرين، كتبت سابقا إننا نحتاج إلى أكاديميات متطورة لكرة القدم تقام في كل المحافظات، تستقطب اللاعبين الموهوبين في سن صغيرة وتصقلهم وتطورهم رياضياً ومعرفياً وعلمياً وغذائياً، ولياقياً، ثم تقدمهم للأندية.
المفترض أن يكون لكل ناد أكاديمية، لكن ستقولون لنا الميزانيات، لذلك نقترح أكاديمية لكل محافظه، وأن يجلب لها أطقم تدريبية متخصصة بهذه الأعمار من الدول المتقدمة سواء أوروبا، أو من أمريكا الجنوبية لدعم المهارات.
طرحت في مقالات سابقة (مع كل خيبة أمل للمنتخب) مقترحات كثيرة، وأقول إن مواهب كرة القدم وكل الألعاب تخرج من المدارس أولاً، لذلك ينبغي أن يكون لدينا طاقم مختص لاكتشاف مواهب كرة القدم في المدارس، ويجب تطوير دوري كرة القدم بين المدارس، شاهدت لاعبين صغار السن يلعبون بمهارة كبيرة، ويفعلون بالكرة ما يفعله رونالديينو البرازيلي، وقلت في نفسي هؤلاء شباب صغار موهوبون ومواطنون ولا أحد يدري عنهم، ولا أحد يعتني بهم، ولا أحد يرسلهم للخارج لصقل مواهبهم، فكيف نتطور؟
هناك كارثة كبيرة في منظومة العمل الرياضي، لذلك تأتي النتائج هكذا، منتخب يلعب 3 مباريات في كأس الخليج ولا يسجل حتى هدف واحد، فضيحة كبيرة للكرة البحرينية، ثم يأتي أحد الأشخاص بعد مباراة قطر ويقول هذا رد على المشككين..!
والله إنها مأساة كبيرة، أي مشككين بسلامتك؟ ليكون لعبنا بالنهائي وأنا ما ادري؟
بينما نحن مازلنا نردد «احنا أول ناس لعبنا كرة» يا أخي وبعدين يعني، خلونا من التاريخ نريد الحاضر والمستقبل».
منتخب دولة بأسرها لديه مشكلة (صانع ألعاب) ولديه مشكلة خط دفاع ولديه مشكلة تهديف، بالله عليكم إذن كيف يصبح لدينا منتخب؟
وهذا يعني أن الدوري والأندية لم تخرج لنا لاعبين، وهي مشكلة كبيرة مترسخة بالأندية، وهذا يدعو لفتح ملف الأندية وميزانياتها، وطرق عملها. اقترحت سابقاً أن يتم إرسال المنتخبات السنية الناشئين والشباب والأولمبي في الصيف إلى أوروبا لمدة شهر ونصف على أقل تقدير، من أجل الاحتكاك، ومن أجل أن نتعلم كيف نعلب كرة قدم صحيحة، لكن الرد سيأتي: الميزانيات ضعيفة، وأعتقد أن (تمكين) يجب أن تدعم اتحاد الكرة في هذا المشروع.
إن كانت هناك مشكلة في المواهب، فهناك حلول كثيرة، فمثلاً يقوم الآن سماسرة في السعودية بتصدير مواهب فذة في كرة القدم إلى الإمارات العربية الشقيقة وإلى قطر الشقيقة، هؤلاء اللاعبين الصغار لديهم مشكلة أنهم ولدوا بالسعودية ولا يحملون جنسيتها، أو أن أمهم سعودية والأب من جنسية أخرى، فلماذا لا نستقطبهم ونزج بهم في الأندية البحرينية إن كانت هناك مشكلة مواهب؟
أحد لاعبي المنتخب القطري الفائز بكأس الخليج قال وهو يحمل الكأس الخليج كنت أود أن احتفل بالكأس مع أهلي في مكة المكرمة، لكن هذا غير متاح وأنا أصبحت أحمل الجنسية القطرية الآن وسأحتفل بالكأس في قطر.
النتيجة أن قطر فازت بكأس الخليج.. هكذا تفعل الدول، هناك عمل، هناك تخطيط، هناك استراتيجيات بعيدة وقصيرة، يعمل عليها إخوتنا في قطر، والإمارات وعمان.
عموري اللاعب الإماراتي، كان من المواهب التي خرجت من السعودية، والآن يحقق الإنجازات للإمارات، هكذا يفعل من يريد أن ينهض بكرة القدم، يبحث عن كل شيء يساهم في خدمة وطنه.
أقول لاتحاد الكرة وللأندية البحرينية ابحثوا عن سماسرة اللاعبين غير المسجلين بالسعودية، اجلبوهم إن كانوا موهوبين، وسوف يعود ذلك على بالنفع الكبير على الأندية أولاً، وعلى المنتخب البحريني مستقبل، تجربة عبدالله عمر أمامكم.
لكن مشكلتنا أن لا أحد يفكر بطريقة صحيحة وباستراتيجية مستقبلية، من يريد إنقاذ كرة القدم البحرينية عليه أن يعمل ليل نهار، وأن يزيح الفكر المتحجر من اتحاد الكرة ومن يعملون ضد الكرة البحرينية. دعوة رئيس نادي الحد لجمعية عمومية لاتحاد الكرة كانت دعوة سليمة، فمن الذي يحاسب الاتحاد، ومن الذي يناقش رئيس وأعضاء الاتحاد؟
كل مرة تقولون لنا إنكم شكلتم لجنة للإخفاق (طول عمرنا نخفق) أجل وين راحت اللجان السابقة التي تشكلت، وماذا خرج عنها؟
اتحاد الكرة كان يريد أن يمتص غضب الناس وقال إن هناك لجنة ستجتمع لبحث انتكاسة المنتخب (وكأنك يا بوزيد ما غزيت) لجنة من ورق، ولا نتائج، وكل شيء يمشي بالبركة والمجاملات.
أحترم أعضاء اللجنة، لكن بصراحة ليس هؤلاء وحدهم من يستطيعون وضع أياديهم على الجرح، لجنة المجاملات ليس لها داع أبداً.
لجنتكم هذه تحتاج إلى لجنة، (والله هم يضحك وهم يبكي) على الشيخ علي بن خليفة ونحن نحترمه ونقدره كشاب يملك الطموح والفكر، أن يصحح كل الأخطاء، وأن يقصي من لا يجب أن يكون باتحاد الكرة، وإن كانت هناك أياد من خارج الاتحاد تعمل من أجل إفشال مشروع الشيخ علي فيجب أن يعرف الجميع ذلك، وأن يكشف الغطاء، ذلك أن من يريد إفشال أي رئيس اتحاد للكرة، إنما هو يقوم بإفشال البحرين وسمعة البحرين، وتاريخ البحرين.
إذا كانت كل منظومة العمل خاطئة، فلماذا نأتي بمدرب براتب خيالي، ونحن كل منظومتنا غير صحيحة؟
أقترح الاعتماد على المدرب الوطني خلال الفترة القادمة (عمرنا ما جبنا بطولة) على الأقل المدرب الوطني قد يبث الروح والإخلاص ويعرف نفسيات اللاعبين، سواء كان مرجان عيد، أو خليفة الزياني، أو عدنان إبراهيم، أو أحمد صالح، أو أي اسم وطني بارز لم يحضرني الآن.
أعطوا المدرب الوطني 4000 دينار وبيسوي العجب، بدل أن تجلبوا مدرباً كبيراً ويطلب 30 ألف راتب شهري، وبالنهاية تقيلونه، وتدفعون الشرط الجزائي.
هناك معادلات في كرة القدم لا يمكن تجاوزها، (شيء يساوي شيء) إن كان لديك دوري ضعيف، فلن يكون لديك منتخب قوي.
وإن كان لديك دوري ضعيف ستكون المواهب ضعيفة.
إن كانت الميزانيات ضعيفة، فلن تستطيع المنافسة مع آخرين لديهم ميزانيات وعدد سكان أكبر منا.
إن كنت فاشلاً في بناء المنتخبات السنية البناء التراكمي العلمي الصحيح، فلن يصبح لديك منتخب أول قوي.
إن لم تعتمد على أهل الاختصاص وأهل الخبرة والتجربة مع الجانب العلمي، فإنك ستحتاج إلى طريق طويل جدا لتتعلم من الأخطاء، وربما لن تصل.
إن لم يكن لديك كفاءات وطنية ورجال مخلصون يعملون ليل نهار حبا في وطنهم وإعلاء لاسمه، فلن يجدي كل ما سبق.
كرة القدم البحرينية تحتاج إلى مشروع كبير، تحتاج إلى مشروع دولة، هذا إذا قررنا أن نؤسس لمرحل قادمة بشكل صحيح، وإلا فإن أي مدرب عالمي لن يستطيع أن يعمل (كما يقول اخوتنا المصريين من الفسيخ شربات) ، ترى الأولين قالوا «الكحل في العين الرمدة حرام»..!
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|