خطف فريق الحد ممثل الكرة البحرينية في بطولة الأندية العربية لكرة القدم بطاقة التأهل للدور ثمن النهائي (الـ16) بصعوبة بالغة إثر تعادله إياباً مع فريق شباب الأردن الأردني بدون أهداف في المباراة التي أٌقيمت على ستاد نادي المحرق بعراد، مستفيداً من تسجيله هدفاً خارج أرضه لقاء الذهاب الذي أقيم بالأردن وانتهى بهدف لكلا الفريقين.
ورغم عدم تقديمه لمستواه الحقيقي، إلا أن الحد يُحسب له حسم التأهل لصالحه في أول مشاركة خارجية له.
وسينتظر الحد مصيره في المرحلة المقبلة من خلال القرعة التي ستقام في الأردن يوم بعد غدٍ (السبت)، وستقام المرحلة المقبلة بنفس النظام، إذ ستقام المباراة الأولى يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني والإياب في 5 ديسمبر/ كانون الأول.
أفضلية أردنية
الشوط الأول من المباراة كان مُملاً بين الجانبين، إذ لم يظهر الفريقان بصورتهما الحقيقية وكانت هنالك تمريرات مقطوعة كثيرة وغير مُركزة من الجانبين، ولكن بشكل عام فإن الفريق الأردني كان هو الأفضل والأخطر والأكثر وصولاً للمرمى، والأقرب للتسجيل لكنه لم يستثمر هذه الأفضلية، والحد كان محظوظاً بالخروج من هذا الشوط وشباكه نظيفة.
وعاب على الفريق الحداوي عدم وجود التفاهم بين لاعبي خط الوسط أحياناً من جهة، وخط الوسط والمهاجم البرازيلي فاغنر من جهة أخرى، وهذا الأمر جعل التمريرات المقطوعة كثيرة، وربما عدم الاستقرار على تشكيلة واحدة مابين لقاء الذهاب ولقاء البحرين بالدوري المحلي ومباراة الأمس ساهم في ذلك، ولجأ المدرب عدنان إبراهيم لتغيير مركزي طرفي الوسط إبراهيم أحمد حبيب وعبدالوهاب المالود أكثر من مرة، إذ يتحول الأول للوسط الأيسر والثاني للأيمن، ثم بعدها لعب المالود كصانع ألعاب مع تحول محمود العجيمي للوسط الأيسر، وكل هذه التغييرات لم تفد في تغيير حال وواقع الفريق ولذلك ظل الحارس الأردني معتز ياسين مرتاحاً في مرماه، فيما كان فريقه يعتمد في الغالب على تحركات الثنائي الهجومي كابلنغو ومحمد الشيشاني غير الموفق، وكانت الكرات تصلهما غالباً من الطرفين، وتأثر أداء الفريق باللعب البطيئ وبالذات في عمق الوسط، إذ لم يكن التحول سريعاً من الدفاع للهجوم، وهو ماسهل من مهمة لاعبي الارتكاز في الحد عبدالله الهزاع والأفغاني جلال الدين.
فرص الشوط
كانت فرص الشوط جميعها للأردنيين وبدأت في الدقيقة 8 حينما واجه كابلنجو الحارس عباس أحمد لكنه سددها سهلة في يده، وفي الدقيقة 24 سدد كابلنجو نفسه كرة من داخل منطقة الجزاء فلتت من الحارس عباس ووصلت للشيشاني الذي كان يهم في تسديدها للمرمى لكن المدافع حبيب نصيف تدخل في الوقت المناسب وأنقذ الموقف قبل أن ينفرد الشيشاني جانبياً بمرمى الحد ويسدد كرة أرضية تألق في إبعادها الحارس (33)، وقبل نهاية الشوط بثلاث دقائق أخطأ جوليانو في إبعاد كرة عالية لتتهيأ للشيشاني الذي حاول استغلال تقدم الحارس عباس أحمد ولعب الكرة ساقطة من فوقه لكنه مرت بجوار القائم الأيمن لينتهي الشوط بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني
لم يتغير الوضع مع بداية الشوط الثاني، إذ ظل الفريق الأردني أكثر سيطرة على الكرة، مع تراجع حداوي، ولجأ مدرب شباب الأردن إلى تحويل لاعبه رائد النواطير لمركز الوسط الأيمن وماهر جدع للأيسر، لكنه لم يعتمد عليهما كثيراً في هجماته، فيما كاد لاعبه أحمد الحاج أن يفتتح التسجيل عند الدقيقة الثالثة حينما سدد كرة أرضية مُباغتة من على مشارف منطقة الجزاء حاول الحارس عباس أحمد إبعادها لكنها اتجهت للقائم الأيسر بعد ملامسته لها ثم أمسك بها مرة أخرى، وجاءت الفرصة الحداوية الأولى باللقاء عند الدقيقة 10 بعد كرة عرضية من إبراهيم أحمد حبيب لعبها فاغنر برأسه بجوار القائم الأيمن الأردني، وتحسن أداء الحد بعض الشيء بعدها وأضاع المالود فرصة خطيرة جداً حينما الدفاع وواجه الحارس ياسين وبدلاً من تسديدها مباشرة راوغه لتضيق عليه الزاوية وتمكن الدفاع من إبعاد الكرة (26)، وأزعجت تحركات بديل الحد عبدالحفيظ عبدالسلام الذي حل مكان فاغنر الدفاع الأردني قليلاً لكنه عانى من عدم وصول الكرات بشكل سليم إليه، فيما أنقذ الحارس عباس كرة سددها البديل عدي خضر من جهة اليسار، وحافظ الحد على النتيجة في الدقائق المتبقية وخصوصاً في ظل تألق نجم المباراة الحارس عباس أحمد بالذات في الكرات العرضية والدفاع أيضاً، فيما أضاع عبدالحفيظ كرة خطرة بالوقت الضائع وانتهت المباراة بدون أهداف.
حضور جماهيري كبير والمالود يحتفل مع والدته
حضرت جماهير بحرينية متميزة مباراة الأمس، واتحدت رابطة الحد بقيادة يونس بوسلمان مع رابطة الرفاع بقيادة إبراهيم بوعلي وكذلك حضر رئيس رابطة الأهلي حسين السماهيجي وصاحب الصرناي (بومبارك) وأعداد كبيرة من جماهير المحرق ولكن بدون الرابطة، وأدى الجميع دوره الوطني كما يجب، فلهم كل الشكر والتقدير.
- كان من كبار الحضور في المنصة الرئيسية السفير الأردني في المملكة الذي اكتفى بمتابعة الشوط الأول ثم غادر الملعب.
- تواجدت مجموعة من الجماهير الأردنية على يمين المنصة الرئيسية ولكنها ظلت صامتة طيلة المباراة.
- الروماني موتورك فلورين مدرب فريق شباب الأردن كان عصبياً منذ الدقيقة الأولى وبالتحديد على حكم المباراة بداعي وبدون داع.
- تضايق الحكم الرابع أحمد الكاف من موقعه فاضطر إلى حمل الطاولة المُخصصة وقربها من خط الملعب بعض الشيء، بالذات كون إحدى كاميرات تلفزيون البحرين كانت تؤثر على متابعته للمباراة.
- كان واضحاً ان أرضية الملعب تم (ترقيعها) من خلال وضع بعض قطع النجيل الطبيعي في الأماكن الرديئة، لكن بشكل عام الأرضية كانت سيئة كما هو معروف!.
- حضر الشوط الثاني من اللقاء نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة والقائم بأعمال أمين السر العام علي البوعينين، فيما حضره من البداية عضوا مجلس إدارة الاتحاد عبدالعزيز قمبر وعبدالعزيز اليحيى.
- لاعب الحد محمود العجيمي ظهر بصورة رائعة في لقاء الذهاب عندما تم إدخاله في الشوط الثاني، لكنه ظهر بصورة فنية ضعيفة وغريبة بالأمس وتم استبداله في الشوط الثاني.
- المباراة أقيمت في أجواء مثالية بعد انخفاض مستوى الرطوبة في المملكة أمس كثيراً عن الأيام السابقة.
- احتفل الحداويون بعد المباراة كثيراً مع جماهيرهم الوفية، فيما كان احتفال عبدالوهاب المالود بطريقته الخاصة، إذ خلع قميصه وأظهر القميص الداخلي مكتوباً عليه باللغة الانجليزية (أحبك يا أمي)!.
- أحد احتياطيي الحد بعد إطلاق الحكم صافرة النهاية قام برمي الحكم الرابع بكيس من الثلج مر بجانب وجهه والحمد لله لم يصبه!.
- أدار المباراة طاقم تحكيم عماني مكون من إبراهيم الحوسني، غانم البلوشي، علي الشكيري وأحمد الكاف.
المسلم: لهذا كنت قلقاً ومكافآت مجزية للاعبين
أكد رئيس نادي الحد أحمد المسلم أن مجلس الإدارة وعد اللاعبين بمكافآت مجزية في حالة تأهلهم لدور الستة عشر من البطولة العربية، وهذه المكافآت سيتسلمها اللاعبون إن شاء الله بعد مجهودهم الكبير الذي بذلوه في مباراة الأردن وكذلك مباراة الأمس والتحضير لهما أيضاً.
ورداً على سؤالنا بخصوص التوتر الذي كان عليه طيلة المباراة قال المسلم «المباراة كانت صعبة للغاية ونحن لدينا فريق لأول مرة يلعب في بطولة خارجية، وتحقيقنا لنتيجة إيجابية في الذهاب جعل الضغوطات على اللاعبين أكثر لتحقيق نتيجة التأهل في الإياب، ولذلك الفريق تأثر بهذه الضغوط ولم يكن في مستواه الحقيقي وهذا الوضع الذي جعل جميع من في خارج الملعب متوتراً، والحمد لله أن هذا التوتر والقلق انتهى الآن وتحول إلى فرح وأنا أشكر جميع اللاعبين والإداريين والجهاز الفني والجماهير على مابذلوه في المباراتين».
وأضاف المسلم «مباراة الأمس كانت رهان لنا على أننا قادرون على تحقيق نتائج إيجابية هذا الموسم بعد تدعيمه بعدة لاعبين، وقد أثبتنا تفوقنا وتأهلنا وهذا الأمر سيعطينا الدافع لتقديم المزيد في الدوري وكذلك المرحلة المقبلة من البطولة العربية».
فيما قال فلورين إن فريقه خسر التأهل من عمَّان... إبراهيم:
حققنا المطلوب والأهم أن شباكنا لم تهتز في المباراة
أكد مدرب فريق الحد عدنان إبراهيم خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة ان فريقه حقق المطلوب وهو الصعود للدور المُقبل من البطولة العربية بعد تعادله أمس إياباً أمام شباب الأردن، مشيراً إلى أنه أعطى تعليماته للاعبين قبل المباراة بضرورة المحافظة على الشباك نظيفة دون أن يلمسها الأردنيون وهذا ما حصل بالفعل.
وأضاف إبراهيم «لعبنا أمام فريق قوي للغاية والكل شاهد كيف أنه هاجم مرمى الحد بقوة، وحصلوا على العديد من الفرص تألق في إبعادها عباس بالذات، وجميع لاعبينا لعبوا بروح قتالية عالية وحققوا المطلوب».
وأشار القناص عدنان «حاولنا الوصول لمرمى الأردنيين بالذات في الشوط الثاني وحصلنا على بعض الفرص كذلك لكن لم نستغلها، ونحن لم نتأثر ببعض التغيير الذي حصل في تشكيلة خط الوسط بالذات عن المباراة الأولى، وأشركنا العجيمي منذ البداية للاستفادة من إمكاناته الهجومية ولكنه تأثر كثيراً بسوء أرضية الملعب هو وبقية اللاعبين، ولذلك شاهدنا اللمسة قبل الأخيرة سيئة لدينا، ونحن سعيدون الآن بهذا التأهل لأنه سيعطينا الدافع نحو تقديم الأفضل في البطولة المحلية وكذلك الأدوار المقبلة».
من جانبه، قال مدرب شباب الأردن فلورين إن فريقه ربما خسر التأهل والصعود منذ المباراة الأولى في عمَّان والتي لم يكن اللاعبون جادون فيها ولذلك نجح الفريق البحريني في الخروج بنتيجة إيجابية منها، مشيراً إلى أن فريقه استيقظ في مباراة الأمس وقدم أداءً جيداً لكنه لم يتمكن من وضع الكرة في الشباك البحرينية.
وأضاف فلورين «الآن سيكون تركيزنا منصباً على البطولة المحلية بعد هذا الخروج، وربما هذا الخروج يُفيد الفريق بعض الشيء في التركيز على الدوري الأردني، ونحن سنعمل جاهدين على تعديل أوضاعنا ونُبارك للحد هذا الصعود ونتمنى لهم مشواراً ناجحاً في البطولة».