صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الأربعاء 24 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
مجد الوطن
جميل وفا يتحدث عن الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان ال خليفة رحمه الله
جميل وفا يتحدث عن الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان ال خليفة رحمه الله
11-06-14 04:59
الايام - جميل أمين وفا :

في مثل هذا التاريخ منذ أربعين عاما أي في 14 يونيو 1974، توفي المرحوم الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة عن عمر لم يتجاوز الـ 23 عاما في بالو ألتو – كاليفورنيا.
وبهذه المناسبة الحزينة، أردت ان أخطّ بعض الكلمات النابعة عن كل المحبة والاحترام والامتنان الصادق لذلك الأمير الراحل طيّب الله ثراه.
كان لي الشرف بالتعرف على المرحوم في أواخر الستينات حيث كنت اعمل في بيروت بصفة مدير مبيعات للخطوط الجوية البريطانية «BOAC» حين زارني المرحوم في مكتبي برفقة الاخ حسين احمد جناحي، طالبين مني انجاز معاملة خاصة بسيارة المرحوم حيث وصلت بطائرة شحن من البحرين وبدون أوراق شحن رسمية. وقد أنجزت المهمة في خلال 24 ساعة بعد الاتصال بالسفير البريطاني Sir Derek Richie ومدير التشريفات في وزارة الخارجية اللبنانية السيد عزت خورشيد لعمل التسهيلات اللازمة.
في كل يوم كان المرحوم برفقة الاخ حسين جناحي يزوراني في مكتبي ليشربا «الجّلاب اللبناني» المليء بالصنوبر. وكذلك التقينا مراراً على الغداء في المطاعم اللبنانية الشهيرة. لم أكن أدري بأن المرحوم كان يزور أشهر اطباء لبنان الدكتور «سمير عزّام».
وبقينا على اتصال بعد عودته إلى البحرين. من ثم دعاني رسمياً لزيارة البحرين التي كنت زرتها مسبقاً في عام 1958 حين كنت اعمل في دولة الكويت. وكانت سفرتي آنذاك إلى البحرين عبوراً «ترانزيت» لليلة واحدة قضيتها في فندق «سبيد بيرد»، ومن ثم تابعت رحلتي إلى هونغ كونغ في اليوم الثاني.
كان اللقاء مع المرحوم شيقاً حيث والحقّ يقال بان المرحوم كان متحدثاً لبقا، وذا نظرة ثاقبة تبعث الامل الكبير بأن يقود هذا الشاب الأمير دفّة الاقتصاد في البحرين حال تخرجه من الجامعة في «لوس انجيلوس».
وبعد انتقالي إلى البحرين مع الخطوط الجوية البريطانية «BOCA» في عام 1972، زارني المرحوم برفقة الاخ حسين جناحي مقدماً عرضاً بان نؤسس شركة تعمل مع الشركات العالمية التي لم يكن لها تمثيل مسبق في البحرين وتشجيع شركات الطيران للهبوط في مطار البحرين، كما كان قد أشار لي بهذا الشأن حين طلب مني أثناء زيارته إلى بيروت بان يزور مطار بيروت الدولي حيث شهد بعينيه حركة المطار التي كانت تغص بطائرات البان امريكان، والـBOAC، والـKLM والطيران الفرنسي، والاسباني، والهندي، واليوناني ومع اكثر من 45 شركة طيران في تلك الفترة اي عام 1972.
اقترحت على سموه بان نباشر في تأسيس الشركة وتسجيلها حال تخرجه من الجامعة. وكانت آخر رحلة سفر للمرحوم من البحرين في عام 1973 حين غادر إلى أمريكا عن طريق لندن بالخطوط الجوية البريطانية. وللأسف الشديد اشتد عليه المرض، ومن ثم طلب مني مقابلته في لوس أنجيلوس في مستشفى «Good Samartion Hospital» إلى ان ازداد المرض به وطلب مني الدكتور المباشر على علاجه «د. دونالد هاريسون» نقله بطائرة اسعاف إلى «بالو ألتو» في كاليفورنيا لمواصلة علاجه في المستشفى العالمي «ستانفورد».
وأود أن أبين رئيس جامعة University of Southern California زار المرحوم الشيخ محمد بالمستشفى بتاريخ 5 يونيو 1974 وبرفقته اساتذته من الجامعة لتقديم شهادة تخرجه بامتياز وذلك لعدم استطاعة الشيخ محمد حضور الحفل الرسمي للتخرج مع بقية الطلبة الخريجين في تلك الفترة، وذلك بسبب مرضه.
بعد عودتنا إلى البحرين برفقة والدته وشقيقته الشيخة لولوة وشقيقه الشيخ سلمان، اشتد المرض على المرحوم وحينها طلب مني شخصياً سمو الشيخ خليفة مرافقته إلى امريكا وبصحبته الدكتور «هانويل» رئيس مستشفى عوالي، ومحمد زباري، ومبارك كانو. للاسف الشديد توفى المرحوم بعد خمسة أيام من وصولنا إلى «بالو ألتو» أي يوم الجمعة 14 يونيو 1974 في تمام الساعة 8:30 صباحاً أي 6:30 مساءً بتوقيت البحرين.
وعلى الفور بدأت بعمل الترتيبات لاستخراج الوثائق الرسمية من وزارة الخارجية الامريكية في واشنطن لتسهيل استلام الجثمان ومرافقته إلى البحرين، وكذلك تأمين رحلة طيران من لندن إلى البحرين حتى لا نتأخر في لندن. وصلنا البحرين مع الجثمان صباح يوم الاثنين 17 يونيو 1974 الساعة 6:30 وكان على رأس المستقبلين سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، مع أكثر من ألفي شخص في المطار.
وللأمانة يجب ان أذكر بأن سمو الأمير الراحل كان معجباً كثيراً بالمرحوم الشيخ محمد وذلك لدماثة خلقه وتواضعه وحسن تعامله مع الكبير والصغير ممن يتعاملون معه وبعده عن العنجهية والكبرياء والغرور. ويجب الشهادة على ذلك بأنه حين قمت بوداع الشيخ محمد وبرفقته حسين جناحي من بيروت إلى البحرين، أردت فتح صالون الشرف له في مطار بيروت إلا انه رفض، وحين سألته لماذا لم يكن في حيازته جواز سفر دبلوماسي أو خاص، فأجابني وبكل تواضع: يا أخ جميل انني لم أقم بأي مهمة رسمية للبحرين لصغر عمري وان شاء الله حين أقوم بذلك فسيشرفني حيازة جواز السفر الدبلوماسي.
وتنفيذاً لرؤية المرحوم قمنا في أول عمل بالشركة في تنمية مطار البحرين الدولي من خلال الشركات التي دعيناها لتهبط في مطار البحرين الدولي منها الطيران الفرنسي وطيران الكاثي باسيفيك والطيران الفلبيني وطيران بريتش كاليدونيان إذ أن وجود هذه الشركات في مطار البحرين الدولي شجّع شركات طيران دولية أخرى مثل KLM واللوفتهانزا بتسيير رحلاتها إلى البحرين، وأود ان أؤكد بأننا واجهنا صعاباً كبيرة جداً لتنفيذ خطة التوسعة حيث كان المسؤولون في الطيران المدني في البحرين غير مهتمين بهذه التوسعة حفاظاً على مصلحة طيران الخليج «الناقل الوطني».
أرسلت في تلك الفترة رسالة إلى رئاسة مجلس الوزراء أبيّن فيها بأنه إذا لم يسمحوا لهذه الشركات بالهبوط في مطار البحرين، فإن الدولة سوف تخسر الكثير وخاصة إنها تكلفت حوالي عشرين مليون دينار لبناء مطار البحرين الحالي، قبل تجديده المستمر حالياً، بينما تستفيد الدولة بمعدل 25% من طيران الخليج. طبعاً، ربحنا الجولة لمصلحة البحرين، وابتدأت الشركات تستعمل مطار البحرين الدولي.
ونتيجة ذلك احتاجت هذه الشركات لمائة غرفة يومياً إلى ملاحي الطائرات والذي كان من الصعب الحصول عليها في فندق واحد، مما دعاني الاقتراح إلى اصحاب العقار الهام في منتصف المنامة لتطوير وإنشاء فندق جديد ذات الخمس نجوم لحساب ملاكي العقار. والفندق تديره حالياً مجموعة انتركونتيننتال العالمية. وهذا مما زاد عدد المسافرين والزائرين إلى البحرين بأعداد هائلة، حسب الاحصائيات الموجودة لدى الفندق.
ومن هنا لابد ان أنوه بأن المرحوم كان له الفضل الأول والأكبر في تطوير حياتي، إذ انه كان شعلة تأسيس الشركة من خلال رؤيته الصائبة. وكان يقول لي دوماً يا أخ جميل اريد تطوير البحرين ليس فقط محلياً، بل ودولياً، عندنا العقول البحرينية التي تستوعب اي عمل طالما تقوم الدولة بتدريبهم، وكذلك أريد ان تقوم الدولة بالتبادل التجاري مع دول عديدة وليس فقط مع بريطانيا التي كانت تحوز دوماً على جميع الاعمال في دولة البحرين. ومن هذا المنطلق، قامت الشركة بمشاريع مع فرنسا، وألمانيا، واليونان، ولبنان، واليابان، وكوريا ومع دول أخرى وهذا طبعا ساعد في نمو الاقتصاد في البحرين، والاهم من ذلك توظيف عدد كبير من أهل البلاد.
أنني وللشهادة افتقدت ذلك الامير والذي للاسف الشديد لم يعش ليرى تطور مجموعة شركات «يونيتاك» الذي كان هو الراعي الاساسي لفكرة تأسيسها والتي قامت على نجاحات عديدة وهامة بالرغم من أنها لم تنشأ على أسس واعمدة الآباء والاجداد.
ومن هذا المنطلق، فإنني مدين إلى الأبد للمرحوم الشاب وعزائي الدائم لعائلة آل خليفة الكرام.
وللمعلومية، فان مجموعة «يونيتاك» سوف تبلغ عامها الاربعين في 17 اغسطس 2014.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 2020


خدمات المحتوى



تقييم
2.04/10 (7 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى