جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
26-04-14 05:22
الوسط - نور عقيل
اشتكت المواطنة فاطمة البورشيد من تعرضها للإهمال الطبي في أحد المستشفيات الحكومية، ما أدخلها في رحلة طويلة من الألم بدأت منذ (31 يناير/ كانون الثاني 2014) عندما قصدت المستشفى للولادة، وانتهى بها المطاف إلى ما لم تكن تتوقعه وقلب ميزان حياتها رأساً على عقب.
بدأت حكايتها في ذلك اليوم عندما ذهبت للولادة، وبسبب معاناتها مع فقر الدم نُقل إليها دم خارجي أدى إلى إصابتها بردة فعل سلبية، وانخفاض شديد في ضغط الدم وارتفاع في مستوى نبض القلب والتهاب في الشعب الهوائية.
تقول فاطمة «مع أن حالتي كانت سيئة جداً أدخلت في اليوم الثاني لغرفة العمليات وأجريت لي عملية قيصرية على رغم أنني مازلت في بداية الشهر التاسع، ولم يمهلوا جسمي ليتعافى من مضاعفات نقل الدم».
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، تضيف «سمحوا لي بالخروج بعد يومين من خضوعي للعملية ولم تجرَ لي عملية تنظيف؛ لأنهم لا يستطيعون نقل دم لي في حال أصبت بالنزيف فقامت إحدى الطبيبات برش بخاخ يجلط الدم داخل الرحم واحتفظت ببقايا الحمل والمشيمة بداخلي».
وبألم تسرد معاناتها «بعد ثلاثة أسابيع من خروجي فوجئت بتعرُّضي لنزيف، فتم نقلي للمستشفى بالإسعاف وأجريت لي عملية تنظيف مستعجلة أدَّت إلى وصول دمي إلى مستواه الأدنى (4) تقريباً، ومع هذا تم السماح لي بالخروج بلا أية فحوصات تذكر».
وتكمل «مع استمرار نزيف الدم قصدت مستشفى خاصاً لإجراء الفحوصات، وهناك فوجئت بأن الرحم مازال محتفظاً ببقايا المشيمة وأوساخ ودم متجلط، عندها رجعت لطوارئ المستشفى نفسه، وهناك تم إعطائي أقراصاً تحريضية «طلق صناعي» مع إنني لم أكمل الثلاثة أسابيع من ولادتي القيصرية، ما يشكل خطراً على الجرح والرحم».
وتقول: «في ذلك اليوم أدخلت للعناية المشددة وقد شاهدت الموت بعيني».
وتضيف «قبل خروجي من المستشفى أجريت لي فحوصات الالترا ساوند، ما أكد وجود دم متجلط داخل الرحم، لكن الطبيبة المتابعة لحالتي أكدت أن جسمي سيتخلص منه تلقائياً، وكنت في داخلي أخشى أن يسبب لي تسمُّماً أو يلحق خطراً مستقبلياً برحمي، وخصوصاً أنني أجريت فحوصات في أحد المستشفيات الخاصة وحذرني الطبيب من خطورة تراكم الدم المتجلط طوال هذه الفترة».
وبمرارة تعلق بورشيد «لقد مررت بالتجربة الأصعب في حياتي، فمن ناحية كنت أقاسي آلام النزيف، والمستشفى يؤكد أنه مجرد دم النفاس، ومن ناحية أخرى كنت قلقة على ابني الذي لم أتذوق معه طعم الأمومة، فقد حرمني المرض من رعايته».
وعن عملية الاستئصال، تقول «عندما تفاقم وضعي الصحي، واستمر النزيف بمستوى متزايد وتمت مباشرة حالتي ولكن بعد فوات الأوان، فقد خيروني بين الحياة أو الحياة من دون رحم، وكأنهم يخيروني بين موتين، كل واحد منهما أمرّ من الآخر».
وتضيف «بعد توقيع زوجي على أوراق العملية، تم استئصال رحمي لإنقاذ حياتي، وكل هذا ونحن شاكرون لله على نعمه وللمستشفى على تداركهم للوضع، لكننا لم نكن نعلم بمدى التلاعب الذي تعرضنا له إلا حين طالبت بتقاريري الطبية لاستكمال علاجي وخصوصاً بعد ما لحق بي من أمراض بعد عملية الاستئصال، فلم يتوقف الأمر على ما تعرضت له من إهمال من قبل الأخصائية وترك حالتي إلى من هم دونها، على رغم أن حالتي حرجة وتستدعي المباشرة الدقيقة، وتعدَّى ذلك إلى حرماني من التقرير الطبي الذي يطالبني به أي مستشفى أقصده لاستكمال العلاج فلماذا هذا الظلم؟».
وتختم فاطمة قولها: «أنا لا أريد شيئاً؛ لأنكم غير قادرين على إرجاع فرحتي وأنوثتي التي انتهكت، وأنا لم أكمل السادسة والعشرين بعد، ولا أطالب بتعويض مادي أو علاجي، لكنني أطالب بتقاريري الطبية التي تتحفظ عليها طبيبتي لاستكمال علاجي فقد أنهكني المرض».
يذكر أن فاطمة البورشيد تعرضت لتهديدات ومضايقات في وسائل الاتصال الاجتماعي بعد أن قامت بنشر قضيتها للرأي العام عبر اليوتيوب وحظي الفيديو بمشاهدة أكثر من 26 ألف شخص، وبهذا الصدد ترد فاطمة بقولها: «أنا لجأت لوسائل الاتصال الاجتماعي؛ لأنني ضعيفة ولا أملك أية وسيلة أخرى تنصفني وتعيد لي حقي سوى هذه، ومن واجبي أن أحذر الناس كي لا يقعوا في مثل ما وقعت ضحية للإهمال الطبي، كما أنني رفعت دعوة قضائية منذ سنتين بلا جدوى ولا أملك سوى صوتي لأدافع عن قضيتي».
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|