صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 19 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

05-11-14 01:45

قرأنا بالأمس عن قصّة طالبة في المرحلة الابتدائية بالصف الثالث لم يتجاوز عمرها تسعة أعوام، تعيش وسط بيئة عائلية منحرفة تقوم بأفعال مخلة بالآداب في السلوك والتصرفات، علاوةً على تعرضها للضرب والإهمال! وإننا إذ نقرأ أو نشاهد بأم أعيننا هذه الإساءات لأطفال البحرين، فإنّنا نتعجّب ونشمئز من وجود حالات الاضطراب وسوء المعاملة يبدران من أهل البحرين، والحصيلة أمّ “سيّئة” وطفولة “ضائعة”!

للأسف هناك أمّهات وآباء يعيشون حياتهم السيّئة ولكأنّ الأبناء لا يفهمون ما يقومون به، والدلائل كثيرة، فلقد شاهدنا في يومٍ ما عائلة في سيّارة ومعها ابنهما ذو الخمسة أعوام، وقد اصطدما بنا، وعندما خرجنا كانت حالتهما سيّئة جدّاً، ورائحتهما تفوح بالقاذورات، ولكن الأب ذكر لنا بأنّ زوجته مريضة سكلر وأعطانا ورقة طبّية تدل على ذلك، وأخبرنا الأخوة في إدارة المرور بعد الاتصال بهم التوجّه إلى أقرب مركز لكتابة التقرير، وإفساح المجال للأب حتى ينقل زوجته إلى المستشفى، وما هي إلاّ لحظات ونحن في السيّارة، حتى شاهدنا حادثاً مرورياً مروعاً فتوقّفنا عنده، وكانت الصدمة أنّ السيارة التي صدمتنا هي نفسها التي صدمت المركبة الكبيرة، فتحدّثنا مع المسعف وأخبرناه بتعرّضنا للاصطدام من قبل هذا الرجل الذي أخبرنا قصّته، ولكن المسعف قال لنا بأنّ الرجل والمرأة يتعاطيان المخدّرات من خلال الفحص الأوّلي! أوليس هذا الأمر يقشعّر منه البدن؟ والطفل معهما! وحتى لو لم يكن معهما فما هذه الصورة لأبوين بحرينيين أباً عن جد؟ أهذه أخلاقنا وتصرّفاتنا أمام أبنائنا؟ ما هذه التوجّهات الغريبة التي نراها كلّ يوم وتصدر من لدن من نعهد عنهم التربية الصالحة؟ نعتقد بأنّه آخر الزمان، إذ انقلبت الموازين، وأصبحنا لا نهتم بالأبناء بقدر اهتمامنا بذواتنا، فنسيناهم في لذّة لم تتجاوز الثواني!

هذه القصّة إحدى القصص التي نشهد عليها، وهناك قصص أخرى، فهناك أمّهات بلا قلب ولا رحمة، غير الضرب الذي يتجرّعه الصغير نشاهدها تحرقه أو تعذّبه باسم التأديب، وهناك أمّهات على عكس ذلك بليدات لا يعرفن عن أبنائهم شيئاً، لاهيات بالهاتف النقّال والصديقات، وحينما تحضر ابنها في الصباح الباكر هي في أكمل صورة من الجمال الشكلي، وابنها وابنتها في أسوأ صورة من عدم النظافة والترتيب، فهي لا ترى الأمور الصغيرة، بل لا تدري إن كان الطفل أكل وجبته الصباحية أم تغدّى بعد المدرسة، وإن كان قد نام في الوقت المناسب أو تعشّى جيّداً، وهذا كلّه نوع من أنواع الإساءة للأطفال!

هناك أيضاً آباء لا يدرون عن دخول وخروج أبنائهم شيئاً، فالابن أو الابنة خارج المنزل حتى ساعات متأخّرة من الليل، والأب والأم في عالم آخر، وعندما تحدث الاعتداءات يلوم الأبوان الطفل وينسيان لوم أنفسهما، فالطفل في القانون عديم فكر، وهما البالغان اللذان يجب أن يحافظا على أبنائهم من شر الحياة الصعبة.

أيّتها الأم المهملة، أيّها الأب القاسي، أيّتها الأم المعنّفة، أيّها الأب البليد المهمل الذي لا يعلم عن أبنائه شيئاً، أطفالكم أمانة في أعناقكم وأنتما محاسبان على ما تقومان به، فإن صلحتما صلح الجيل القادم، وإن انشغلتما وقسوتما وأهملتما، فإنّ هذا دَيْنٌ مردودٌ لكما في يوم من الأيام، والله لا ينسى وأنتم الناسون. وجمعة مباركة في وقفة عرفة المباركة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 886



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى