جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
17-09-14 05:59
رسالة إلى سجناء جو الـ 15 المضربين عن الطعام، هل فقدتم الأمل في الله؟ أم أنّ الألم تملّككم ونحن الذين نعتقد بأنّكم صابرون! لماذا الإضراب عن الطعام لمدة 13 يوماً، ومعاقبة النفس التي أمر الله بصونها؟ ومن المستفيد من إضرابكم ومن المتضرّر؟
أخاطبكم باسم أسركم وجميع أهل البحرين، من كان ينظر إلى نفسه بأنّه بريء، فنبي الله يوسف دخل السجن 15 سنة وهو بريء، والقضاء حكم عليه بأقصى العقوبات، ولم يضرب عن الطعام ولم ييأس من رحمة الله لحظة، وفي اليوم الذي طلب من الساقي التوسّط لدى الحاكم، لبث في السجن بضع سنين، فعلِم بأنّ رب القلوب أعلم بما هو صالح له، وما دمتم على يقين بالبراءة فالله أعلم بها، والله عند حسن ظن العبد به!
لمَ الإضراب وعندكم رب قريب يُجيب دعوة الداعي إذا دعاه؟ هذا الرب ليس حكراً على فئة معيّنة دون فئة، ويستجيب لدعوة المظلومين أسرع من أي داعٍ، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حاجب كحجّاب أو مستشاري السلاطين، الذين يمنعون الحق والعدل من الوصول إلى الحاكم، فيصوّرون له كل من يطالب بحقّه على أنّه عدو لدود وهم أعدى أعداء الحاكم!
وأسألكم سؤالاً أجيبوا عليه وأنتم في سجنكم: هل يستطيع أحد حجب الشمس في وضح النّهار؟ وهل يستطيع أحد إخفاء الحقائق مهما طال الزمان أو قصر؟ إن كنتم تقولون بأنّكم دخلتم السجن ظلماً، فهناك ربٌّ يأخذ الحق لأهله، في الدنيا قبل الآخرة، وإن كنتم تستحقّون السجن من أجل المبادئ، فاصبروا واستعينوا بالله، فليس لكم اليوم إلاّ هو معيناً ومسانداً.
تذكّروا فترة التسعينيات وغيرها من الفترات، عندما طالب النّاس بالحرّية والديمقراطية وإرجاع المجلس الوطني، وما حدث خلال ذلك من أحداث مؤسفة كالسجن والتسفير والإذلال والتخوين، ففي تلك الفترة كانت شبكات التواصل الاجتماعية ضعيفة جدّاً، وطمس الحقائق كان أسهل مما هو عليه الآن، ولكن بعد الجراح والآلام التي لم نشارككم فيها ظنّاً منا بأنّكم خائنون، لوّح في الأفق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، من أجل التوافق الوطني، وأفرج عن المساجين وسمح برجوع المنفيين، وأعاد الحياة البرلمانية إلى الشارع البحريني، ولم يقصّر، ولكن شاءت الأقدار أن يتعطّل هذا المشروع، بسبب عدم وجود الصلاحية المطلقة للمجلس البرلماني الحالي، للدفاع عن حقوق الناس ومحاسبة المفسدين.
إن كنتم تؤمنون برسالتكم تذكّروا الشيخ عبدالأمير الجمري والفارس عبدالرحمن النعيمي رحمهما الله، فلقد عانيا الأمرّين من أجل رسالة وشرف وحقوق المواطن البحريني، ولنا فيهما أسوة حسنة في الصبر على الابتلاء وعدم اليأس من ظروف الحياة القاسية.
وكلمة حق تُهدى لوزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، فالمضربون عن الطعام في هذا السجن، أشادوا بحسن معاملة بعض منتسبي وزارة الداخلية معهم، وحثّهم على عدم الإضراب لأنه لا يخدم قضيّتهم، والتوضيح لهم بأنّهم جهة تنفيذية وليسوا سلطة قضائية.
لا نريد شيئاً منكم أيّها المضربون إلاّ شيء واحد فقط، وهو الثقة بالله والتوكّل عليه، فهو على كلّ شيء قدير، وارحموا أهلكم ولا تعذّبوهم أكثر مما هم معذّبون، والفرج قريب نراه أمامنا، مهما طبّل المطبلون، الذين يعتاشون على جراح وآلام المواطنين والوطن!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|