جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
04-09-14 07:00
لكم الله يا موظّفي الحكومة... فسنة يحصل بعضهم على الدرجة «باردة مبرّدة»، وبين السنة والسنة رتب «قد البحر»، والحمد لله ليس هناك فساد إداري ولا محسوبية ولا قرابة، بل هي الشفافية المطلقة الموجودة لدى مسئولي بعض الدوائر الحكومية! أمّا أنتَ يا موظّف الحكومة، فليس لك إلاّ الحسرة والقهر والشعر الأبيض سنين وسنين طويلة، حتى يتذكّرك المدير أو الوكيل وأنت «طايف»، ولربما يقوم السكرتير بتذكيره وهو الآمر الناهي، ما رأيكم يا موظّفي الحكومة؟
«ياركم الله»، وتحتجّون على القدر يا موظّفين، (على قولة المطاوعة)! فقدركم أنّكم لستم من تلك العائلة في تلك الدائرة، ولستم أخوة ذلك المسئول أو «الأرجوز» الذي يضحّك المسئول، ولستم من تلك الطبقة أو تلك القبيلة، بل أنتم من «ساير الناس»، واحمدوا ربّكم بحصولكم على العمل، تريدون أكثر من ذلك! وإذا «مو عاجبكم طقّوا راسكم في الطوفة»، أو «شربو من ماي البحر»، لأنّ المسئول يظن انّ الادارة أو الوزارة هي ملك له وتحت تصرّفه، ويعلم بأنّك مهما صارخت، فإنّ صراخك ومطالبك صامتة، ولا يهمّه «أنت»، إذ من أنت في نظره، أنت من الرعاع الذين يخدمون و«لازم ينجبّون»! لا تحتج ولا تطالب ولا تسأل ولا تستفسر ولا تحقّق، وابلع القهر الذي في قلبك، ولكن اعلم بأنّ هناك واحداً فقط لا ينسى قهرك وهو لا ينام ولا يغفل! هو الله الذي يعلم مدى الألم الذي تعانيه.
هذه الجمل الآنفة ما هي إلاّ تعبير لكثير من موظّفي الحكومة المتذمّرين من واسطة بعض الناس، فهناك من يقبع في درجته سنين طويلة، وهناك من يرتفع بها كل لحظة وحين، وهو لا يملك الخبرة ولا العمر الذي يناسب تلك الدرجة، وهذا الفساد بعينه، وهو دليل على انهيار المؤسسات بلا شك، فالتدرّج في المناصب والدرجات وعدم المحاصصة والتمييز بسبب العرق أو الطائفة أو اللون أو الدين أو الشكل أو العلاقة أو الصداقة، هي ما ستجعل المؤسسة ترتقي وتعلو، ولا تعلو بكثرة الدرجات و«الفخفخة» لجماعة تُعد على الأصابع، بل تعلو بالعمل الدؤوب والتميّز من أجل الحصول على هذه الدرجة. ولذلك نجد كثيرين من المواطنين خاملين كسالى، لأنّ الدرجات التي أُعطيت «لبعض قليل منهم» ليست بسبب وصولهم لنهاية المربوط، وليست بسبب كفاءتهم واستحقاقاتهم، بل وصلتهم سهلة من غير استحقاق، كما يقول الكثيرون!
أقبل أن تتّهموني بالكذب يا معشر الأحبّة، ولكن طلب واحد أطلبه من ديوان الرقابة المالية والإدارية، والطلب هو فتح ملف الترقيات والقيام بتحليل إحصائية الترقيات والمكافآت لمدّة 10 سنوات، ونأخذ العاملين في مكاتب الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدين والمدراء وخصوصاً مدراء الشئون الإدارية والمالية، حتى يتم تحويلي إلى النيابة العامّة بسبب القذف، أمّا إذا كنتُ صادقةً فأتمنى تعديل الوضع عن طريق تعديل درجات موظّفي الحكومة الباقين كل يوم، حتى يلحقوا بأولئك الموظّفين الذين «على راسهم ريشة»!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|