فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي، أن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، توماس مالينوسكي، تلقى دعوةً لزيارة البحرين مجدداً، نفى وكيل وزارة الخارجية البحرينية عبدالله عبداللطيف توجيه الدعوة لمالينوسكي، مما يعني أن ما لفتت إليه المتحدثة الأميركية أنه يجري حالياً الترتيب للزيارة ربما يتغير بعد تضارب التصريحات.
لو كنت سأنصح حكومتي، فسأقول: إن زييارة مالينوسكي ستكون بادرة خير، لأنه لا أحد يستطيع نسيان اسم مالينوسكي، الذي تمّ طرده من أرضنا في خطوة جريئة لم تحدث من قبل، حيث كتبت صحيفة «الشرق الأوسط» آنذاك بأنّ السبب هو انزعاج رسمي من اللقاءات المكثفة التي أجراها المسئول الأميركي مع جمعية «الوفاق»، فيما أشارت مصادر أخرى أنه كان يحمل «وصفة حل» لأزمتنا، وقد عرضها على وزير الداخلية قبل أن يُتخذ قرار الطرد.
وكما كنّا نريد معرفة «وصفة الحل»، ولعلنا لا نحتاج إلى مالينوسكي لنعرفها. فنحن نحتاج إلى بوادر المصالحة والإصلاح، ومن ثمّ تكون هي خيط قوي من أجل تعدّي المأساة التي نعيشها، لننتقل إلى عهدٍ أفضل ممّا كنا نعيشه في السنوات التي مضت.
وصفة الحل لا نريدها أن تكون 50/50، بل نريدها أن تكون على أساس المواطنة وعدم التمييز بين أي مواطن لسبب إثني أو عرقي أو طائفي أو ديني أو سياسي أو...، بل نريدها أن تضع نصب العين إذابة الجميع في بوتقة المواطنة، وإن كانت هناك ملفّات لم تُغلق بعد، وستُغلق في يوم ما!
ملفّات كملفّات أملاك الدولة وأموال النفط وقضيّة «ألبا - ألكوا» وغيرها، هي ملفّات ساخنة لابد لنا من إغلاقها بصورة منصفة، حتى لا يشعر المواطن بالظلم ومن الطأفنة، وهذه كلّها تصب في مصلحة الدولة لا ضدّها إن تمّ غلقها بالصورة التي يوافق عليها الجميع.
نحن أبناء الوطن، ونحن له عضد وسند ومدافع، وحاجتنا لوصفة لحل الأزمة وحلحلتها نحو الإصلاح أمر نحتاج إليه ويمكننا أن نبادر إليه محلياً من دون تعقيدات. نأمل في أن الفترة القادمة تأتي بالخير والمصالحة، ونتمنى على الجميع ، ضبط النفس هذه المرّة، ووضع استراتيجية دقيقة نحو الحل، فلقد ابتلينا بسنوات عجاف وننتظر سنوات البركة لتحل مكانها، وهانحن نخسر كلّ يوم الكثير، سواءً المعارضة أو الموالاة أو الحكومة أو الذين يمسكون العصا من الوسط... فهل نبدأ بمصافحة الأيادي لتنعم البحرين بالاستقرار؟ وجمعة مباركة.