جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
26-08-14 02:15
برزت في الآونة الأخيرة النعرات الطائفية المقسّمة للوطن، وكانت ومازالت هذه النعرات تنخر في كيان الوطن إلى يومنا هذا، وما توجيه عاهل البلاد حمد بن عيسى آل خليفة للتصدّي للنعرات الطائفية إلاّ دليلاً حيّاً على زيادتها وخطورتها الواضحة على المجتمع البحريني والنسيج الاجتماعي، ولكن كيف يمكن إيقافها والتصدّي لها؟ وأيضاً هل فات الفوت أم مازلنا نستطيع التصدّي لهذه النعرات؟
لا نعلم إن فات الفوت حقيقةً، ولكننا نعلم بأنّ هذه النعرات التي تقوم على أساس مذهبي وإقصاء من خلال التجنيس، إنّما هي مطالبات تفوّهت بها شخصيات لا تقدّر الأثر الشنيع للإقصاء، لأنّ أثر التجنيس في العام 2030 سيكون له سلبيات كبرى، أوّلها أنّ المواطنين الأصليين سيكونون أقلّية، سواء هم من الطائفة الشيعية أو السنّية! فأجيالنا القادمة (أبناؤنا وأحفادنا) لن يكون لهم صوت لا في برلمان ولا تنظيم ولا هم يحزنون، لأنّ التركيبة الديموغرافية التي سعت إليها بعض الجمعيات السياسية المتأسلمة وأيّدتها بشدّة، سترتد على الجميع وستؤثّر في الجميع، بصورة سلبية مقيتة طبعاً.
لا نقول بأنّ النعرات جميعها حول الإقصاء، فنحن نتحدّث عن التهميش كذلك، إذ هناك أمور واضحة للعيان في مجال البعثات والأعمال والوظائف وغيرها، وما هذه النعرات إلاّ خلل للقائم على التوزيع، وبالطبع لا أحد يستطيع توجيه اللوم له، فنحن نتكلّم عن توزيع المناصب بمعايير لا علاقة لها بالكفاءة، وذلك ما يدمّر الأوطان عندما يتم اختيار من ليس لديه خبرة ولا كفاءة، وجلّ «نيشانه» المتميّز به هو ما ذكرناه سابقاً. لقد باتت بعض مؤسّسات الدولة حكراً على أقارب، فالأب والابن والحفيد في نفس المكان!
ناهيك عن التسلّط وسوء استخدام السلطة، والتفريط والقسوة في المعاملة. إنها كلها نعرات طائفية تظهر كل يوم، ونحن لا نتكلم عن «سنّة وشيعة فقط»، بل تعدّى الأمر ذلك بكثير، وأصبحنا منقسمين على بعضنا البعض، أكثر ممّا كنا عليه في السابق، ففي السابق كان الجميع يحاول التجمّل، ولكنّ اليوم أصبحت الأمور واضحة وضوح الشمس!
نعم.. يمكننا إيقاف النعرات الطائفية، بالعدالة وعدم التمييز والمساواة واحترام أسس الكفاءة والمواطنة، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، واختيار من عُهد عنه الأمانة والإخلاص من دون طلب الزيادة ولا التعصّب، وإبعاد المتسلّقين المتمصلحين الداعين إلى التقسيم والتفريق، وتقريب دعاة الخير والإصلاح والمصالحة والوحدة. إنّهم من سيصهرون الوطن ويجعلونه أفضل من حاله السقيم هذه الأيام.
ولنا في رجب طيّب أردوغان رئيس تركيا الحالي عبرة، فلقد تولّى منصب رئاسة الوزراء في 2003، وكانت تركيا تعاني اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وكان دَيْنُها العام يقدّر بالمليارات، وبعد خطّته الاقتصادية وفتح السوق والتعامل الصحيح مع الجوار، أصبح هناك فائض في ميزانية الدولة ولا دَيْن يقوّضها بعد ذلك! وحين سُئل أردوغان عن سر النجاح وانصهار الأتراك آنذاك، وعن انقلاب الوضع من دولة مدِينةٍ بالمليارات إلى دولة تفيض ميزانيّتها بالمليارات، أجاب بكلمتين بسيطتين نتمنّى على من له قلب وضمير قراءتهما بتمعّن: «لم أسرق»!
بعد هذا كلّه نقول: يمكننا إيقاف النعرات الطائفية، ويمكننا النهوض من جديد، ولكن لا يصح إلاّ الصحيح إن كنا نريد هذا الطريق.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|