جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
26-08-14 02:13
تبرّأ اخوان البحرين أمس الأوّل من تنظيم الأخوان المسلمين ومن المرشد العام لهم، كما تبرّأوا سابقاً من المجاهدين في أفغانستان، عندما دارت الأيّام عليهم فأصبحوا إرهابيين ومرتزقة لمجرّد أنّ بعض الدول باتت لا تساندهم، فوجد الأخوان أن مصالحهم تعارض تقبّلهم للمجاهدين! ونحن هنا نتكلّم عن تنظيم وليس عن أفراد، فالأفراد نعيش ونتعايش معهم، ومنهم الصالح والطالح، ولكن كان ومايزال التنظيم خبيثاً وإن حاول البعض تعديل صورتهم وتلميعها!
لا تستغربوا تبرّؤ الغالبية العظمى من الأخوان من التنظيم، لأنّ هذا ديدنهم على مر التاريخ، فلقد أثبتوا مدى تكيّفهم مع المراحل والظروف التي تناسب جيوبهم، فلربما تكون الدولة كافرةً في فكر الأخوان، ولكنّهم سيمدّون الأيادي لمصلحتهم ولحاجاتهم الشخصية التي تدعم التنظيم، وما الـ 12 سنة من تمثيلهم في مجلس النوّاب إلاّ شاهداً على دفاعهم عن السلطة التنفيذية وليس عن الشعب ومصالحه، ولم نجدهم يسترجعون أملاك الدولة ولا يناقشونها، أو على الأقل الخوض في قضايا الفساد التي طفحت وزادت في تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية، وحتى عندما طُرح موضوع مبلغ الـ 14 مليار الذي يخص مبالغ النفط، وجدناهم عمياً بكماً صماً لا يفقهون، فبكلمة واحدة من الوزير أخرست ألسنتهم! لأنّهم يعلمون تماماً كيف وصلوا إلى المجلس، ومع من تحالفوا.
إنّ تخلّي الأخوان عن التنظيم العالمي وعن الأخوان المسلمين في مصر، لقِمّةٌ في نكران الجميل، لأنّهم إن كانوا يؤمنون بالفكر الأخواني، فلماذا التنصّل والخوف من نسبهم إلى التنظيم؟ ومن ينكر ذلك إلاّ جاحد وغير مبصر؟ ومن صرّح عن التخلي والتبرّؤ ألا يعلم بأنّ شعب البحرين واعٍ لا يمكن التذاكي عليه؟ أم أنّه ينتظر التكريم على ما صرّح به؟
أما السلف فإنّهم لا يقلّون في التبرؤ من الأخوان، ودائماً تصب المصالح فوق أي مصالح أخرى، ويكفينا تنظيم «داعش» و«النصرة»، والجميع شهد سلف البحرين وهم ينصرون «داعش» و«النصرة»، وما هي إلاّ أشهر حتى جاءتنا الفتوى بأنّهم مارقون وخارجون عن القانون والدين! أيعقل ذلك؟ نعم، يُعقل من جماعة «السلف» البحرينية وغيرها، خصوصاً أننا عشنا معهم سنين عديدة، ونعلم بقضايا التحريم والتحليل التي تأتي بين ليلةٍ وضحاها، عندما تتضارب مصالحهم مع الدين! وقد شهدنا جميعاً تعديل الفتاوى من أجل مآرب أخرى، وأبسطها فتاوى حرمة الصورة والمسباح، ومرّت الليلة أو نزل وحيٌ عليهم من السماء، فوجدناهم يجوّزون المسابيح ويستبيحون الصور في الانتخابات الأولى من العام 2002!
واليوم فإنّنا نخشى من لعبهم الخطير، نخشى على الدولة وعلى الأفراد ما هم له صانعون! استغلال الدين بشكل بشع ومجاهرة (عيني عينك)، فإن انقلبوا على من ينتسبون له في الفكر والعقيدة، أليس سهلاً عليهم الانقلاب على الغير؟ إنّهم مثل الأفاعي يبدّلون جلودهم كل حين، وقد أثبتوا بأنّه ليس من أجل الدين ولكن من أجل ما يخدمهم ويصلح لهم!
لا ننسى رئيس مصر العظيمة محمد أنور السادات، الذي أطلق لهم العنان، وكانوا أوّل من اغتالوه، إذ وضعوا الأيادي مع الكارهين له، أهؤلاء نأمن لهم ونسلّم الدولة في أيديهم؟
عندما تتبدّل الدول فنحن على يقين بأنّ الأخوان والسلف أوّل من سيساند التبدّل والتغيير، ولن نجدهم مساندين لقادتهم أو دولهم. إنّهما وجهان لعملة واحدة، فمن يتنصّل ويتنكّر لفكره وعقيدته، سهلٌ عليه التنكّر لعشيرته ووطنه! وانظروا في التاريخ الذي فسّر تنظيم الأخوان المسلمين على مدى السنين.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|