جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
22-08-14 07:00
إنها رسالة نحملها على عاتقنا في الرد على بعض ما وصلنا حول هجرة العوائل البحرينية إلى دولة قطر الشقيقة، ونحن لا نريد من وراء هذه الرسالة إلاّ التوضيح والتأكيد والتفسير، ونقول كلمة حق للتاريخ قد يضيق بها صدر البعض.
إنّ هناك من أرجع سبب هجرة العوائل البحرينية الأصيلة إلى أحداث 2011، وهناك من لوّح وصرّح بأن السبب هو تهميش أبناء العوائل دون غيرها، وأيضاً هناك من فسّر سبب الهجرة بعدم اهتمام الدولة وتهميشها لمن وقف في الفاتح ذلك اليوم!
اسمحوا لي بالرد، فنحن لا نوافق على تلك الاتهامات التي وُجّهت حول هجرة العوائل، ونعلم بأنّ الكلام لن يتوقّف، ولكن الأيام ستثبت ما نكتبه اليوم. هناك من سأل ما حصيلة وقوف أهل الفاتح مع الحكومة؟ ونذكر لهم غيضاً من فيض عن الحصيلة، فأوّلها عدم نسيان الحكومة لمن وقف معها ومن وقف ضدّها ومن كان حيادياً بين هذا وذاك، وقد كرّمت الدولة بعضهم بالمناصب، ووظّفت بعضهم في قطاعات ما كانوا يتوقّعون توظيفهم فيها، ولم تتنازل عنهم كما قيل، ودليل صغير هو توظيف المتطوّعين في قطاع التعليم!
وأمّا مسألة التنويه عن ذهاب الجناة من دون قصاص، فإننا شهدنا الكثير من السجالات حول القصاص الذي اتّخذته الدولة ضد من قتل وفجّر، بل تعدّت ذلك إلى فصل المتظاهرين وتحويلهم إلى لجان تحقيق في كل وزارة وشركة، وإلى الآن ملف المفصولين يتداول بين منظّمات حقوق الإنسان، والشواهد كثيرة!
أمّا عن مسألة تطبيق القانون، فلقد شهدنا تطبيق القانون وبشدّة على من تظاهر ومن أضرب عن العمل، وإن كنّا نختلف في طريقة تطبيق القانون وحلّ الأزمة سياسياً وليس أمنياً، فقد وجدنا الدولة تطبّق قوانينها وبصرامة، ويكفي ما ذكرته الأمانة العامّة للتظلّمات عن اكتظاظ السجون وغيرها، وكذلك شيء بسيط لمن كان في خط الوسط كأمثالنا، خسرنا الحوافز والدرجات والدراسة، وكلما نطالب بها لا نجد من يرد علينا برد كتابي، بل ردود شفوية حول معاقبتنا على توجّهاتنا!
أيضاً من قال بأنّ الدولة تفتقر إلى «الهيبة والعدالة الاجتماعية»، فإنّه وجب التمعّن فيما يقوله أو يكتبه، إذ أنّ هناك من فرح بفصل المتظاهرين، وهناك من سعد بالتقسيم وممارسة التمييز الفاضح ضد المواطنين، وهم كذلك أنفسهم من حاولوا التقرّب إلى السلطة من أجل زيادة العطايا، واليوم نجدهم مستائين ومتذمّرين من عمل الدولة، وينتقدون هيبتها!
كنّا نعتقد بأنّ من وقف في الفاتح ذلك اليوم إنّما وقف من أجل قضيّةٍ آمن بها، وها نحن نقرأ ونسمع من يريد مكافأته على الوقوف وعلى المساندة، فهل هناك مساندة ومكافأة من قبل المعارضة لمن وقف معها في مطالبها بتعديل الأوضاع وتحسين المعيشة؟ إنّما وقف الجميع ذلك اليوم من أجل قضيّةٍ آمنوا بها وما زالوا، ونحن لسنا مع أو ضد، ولكننا نؤكّد أهمّية عدم المطالبة بالمردود «المادي» بعد الوقوف من أجل قضيةٍ يؤمن بها الفرد!
وقد حلّل بعضهم هجرة العوائل البحرينية بكثرة هدر المال العام والفساد والسرقات، ونحن نستغرب من تلك التحليلات، فلطالما حاولت العوائل البحرينية الأصيلة الهجرة من البحرين، والشواهد كثيرة، والجميع لا ينسى هجرة بعض العوائل إلى دولة الإمارات الشقيقة منذ سنوات طويلة مضت، قبل أن ينكشف الغطاء عن قضية أملاك الدولة، وفساد ألبا/ ألكوا، وأموال النفط الضائعة، فهل يصح القول بأنّ الفساد هو من هجّر العوائل؟ نشك في ذلك!
وهناك من حوّل موضوع هجرة العوائل إلى التجنيس السياسي، ونحن كنا ومازلنا نكتب منتقدين التجنيس السياسي البشع، الذي يعلم الجميع مضاره على المدى القريب والبعيد، والذي جلب لنا أموراً كنّا قد أغلقناها، كالأمّية والجريمة والأمراض الوبائية، ولكن أيُعقل أن نهجر أوطاننا بسبب عدم رضانا عن التجنيس؟ إنّ الأمر يفوق التجنيس يا إخوتي ويتعدّاه إلى أمور أخرى أعقد من ذلك بكثير!
الغريب في الأمر أنّ من هاجر ليس من المعارضة وليس من عموم الشعب، ولكن من الأسر المقرّبة، تلك الأسر التي لها امتيازات لا تحصل عليها أسر أخرى، فالأسباب التي ذُكرت آنفاً ليست هي التي دعت إلى الهجرة، بل أسباب أخرى يعلمها الجميع! ونحن مع من دعا إلى أهمّية التحقيق في الأمر ومعرفة الأسباب التي دعت إلى الهجرة، فنحن لا نريد إلاّ أبناء الوطن للوطن، ولا نقبل بغيرهم بديلاً!
واليوم نجد شيوخ العوائل يتهافتون لتقديم الولاء، وليس أفضل من تقديم الولاء من دون محاباة ولا نفاق، فنحن لا نريد إلاّ آل خليفة حكّاماً لنا، وما المطالب التي دعت إليها المعارضة إلاّ جزءًا من الولاء، إذ أنّك في وطنك وفوق ترابه تدافع وتطالب، وإن كانت المطالب ثقيلة، وهذا ليس جرماً، بل إنّ أهل البحرين معروفون منذ القدم بالوعي السياسي والنضج الفكري، وهذا دليل على تقدّم الدولة، فاعطونا دولةً متقدّمةً لا يتظاهر فيها الناس ولا يطالبون!
إننا كبحرينيين لن نخرج من وطننا، ولا نريد وطناً آخر يحتوينا، ونعذر من خرج من أبنائنا، فهم لهم أسبابهم وأرض الله واسعة، ولكننا لا نقبل على أمّنا البحرين بأن يُقال عنها كلامٌ لا صدق فيه، فهذه البحرين ربّت وعلّمت وأعطت الكثير، وعارٌ علينا ألاّ نقول غير ذلك أبداً! والله من وراء القصد!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|