جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
17-07-14 01:22
ليس جديداً علينا ما نسمعه من قذف في حق الطائفة الشيعية، فكلمة «كَفرة» سمعناها مراراً وتكراراً من قبل بعض النّاس المحسوبة على التديّن، والتي هي بعيدة كل البعد عن التديّن والدين، ففي يوم من الأيام كان أحدهم يخاطبنا عن فئة الرافضة واتّهمهم كما يتّهمهم بعض النّاس بالكفر والارتداد، وصوّرهم على أنّهم هم الخوارج الذين خرجوا عن ملّة محمد (ص)! وكبرنا وامتزجنا مع علماء مثقّفين أبعدوا هذا الفكر التكفيري عنّا، وحوّلوا أبصارنا إلى أهمّية الوحدة مع فئات المجتمع جمعاء، من دون الالتفاف إلى مذاهب النّاس وأديانهم، فهم بشرٌ حالنا كحالهم في النهاية!
ما لبثت أحداث 2011 أن تبدأ حتّى وجدنا الفكر التكفيري يقتحم بيوت كثير من الناس ويعود من جديد، فتارة تمّ نعتهم بالصفوية، وتارة أخرى بالرافضة، والبعض راح يتغنّى على أنّهم أذناب إيران، والقائمة تطول فوصلت إلى أتباع ولاية الفقيه وأبناء المتعة والفئة الضالة، ونحن لا نعلم ما هو النعت التالي، ولكن ما لا يعلمه الجميع بأنّ هذه كلمات تدمّر أوطان!
نعم يتم تدمير الأوطان بكلمات وشعارات من أجل التضليل والتقسيم، ففي اعتقاد البعض بأنّ هذه أسهل الطرق إلى بسط السيطرة وحفظ الأمن والأمان، جاهلين بالتاريخ الذي لا يرحم، ذلك التاريخ الذي تحدّث عن التقسيم والطائفية وجرح الناس وقذفهم، وبالتالي انهارت الشعوب لهذا السبب، «كلمات»! فقد لا نعي أثرها اليوم، ونفرح منها لأنّها تطعن في أصول ودين الفئة الأخرى، متناسين عظم الطعن والجرح، فهو له مرارة تخرّب ولا تعمّر!
نحن كلنا لم نختر أن نكون مسلمين بل وُلدنا مسلمين، ولم نختر طائفتنا، بل حُدّدت لنا وراثة بعد أهلينا، فالسنّي لم يختر أن يكون سنياً، هو جاء إلى الدنيا على الفطرة، وأبواه علّماه أصول الدين والعقيدة، وشرّباه المذهب وطريقة صلاته وقيامه، ولم يختر توجّهه ولا دينه كأولئك الذين يعتنقون الاسلام بعد حين من الدهر، وعليه فلماذا نطعن في أصول الفئات الإسلامية الأخرى وفي مذاهبهم وشعائرهم وهم لم يختاروا بل وصل إليهم من آبائهم؟ أيضاً مَنْ نحن لنكفّر النّاس وقد قال المصطفى (ص): «من قال لا إله إلا الله ومحمد رسول الله دخل الجنّة»؟ أوليس الأفضل الانشغال بذنوبنا التي تصل عنان السماوات والأرض عن الانشغال بقذف النّاس؟ ومن هو هذا الذي يتّهم الناس باطلاً ويطالبهم بالتوبة ويهدّدهم بالتصفية؟ أهو أفضل من الآخرين أم ستقوم النيابة العامة بإيقافه؟
لقد أكّد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، وولي عهدنا سلمان بن حمد آل خليفة، ورئيس الوزراء الوالد خليفة بن سلمان آل خليفة، على نبذ الطائفية البشعة، وهناك تصريحات على أنّ القانون سيردع كل من تسوّل له نفسه شق الصفوف ونشر الكراهية والحقد بين الطائفتين الكريمتين، وها هي اللحظة قد أتت من أجل نبذ التصرّفات الشخصية التي بدرت من أحدهم تطعن في نصف أبناء المجتمع البحريني، فهل نجد من يردع ذاك الذي يطعن في النّاس ويطالبهم بالتوبة ويهدّد علماءهم؟ خيرٌ لنا إيقافه قبل أن يهدّد هو السلم الأهلي الذي نطلبه، فلا خيار لنا إلا التعايش، وإلاّ فإننا جميعاً سننطحن في دوّامة الطائفية والقادم أعظم، وهو أكثر ما نخشاه، بسبب عقول متحجّرة متخلّفة، تريد ضرب أبناء البحرين ببعضهم البعض!
وسؤال أخير: هل نستطيع أن نكون مواطنين بحرينيين من دون الالتفات إلى العرق أو الإثنية أو الفئة؟ يا ليتنا نعيش هذه اللحظة في يوم ما!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|