جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
08-07-14 03:01
حديث شيّق دار بيننا وبين أحد الأقارب حول مشكلات هيئة تنظيم سوق العمل وغرفة وتجارة البحرين، وبينما كنّا نتناول هذه المشكلات قال أحد الحاضرين: «تبّون برلمان؟ هذا هو البرلمان»! ونعتقد بأنّه يقصد من وراء ذلك أنّ هذه المشكلات والتعقيدات لم ولن تكون لولا القوانين التي سنّها النوّاب على الشعب، كالـ 10 دنانير التي تُستقطع على التجّار مثلاً! وما أن هممنا بالرد عليه، حتى تحوّل إلى التحدّث مع آخرين، ونحن نعذره إن كان لا يريد الاستماع لإجابتنا أو أنه انشغل بحديث آخر شيّق أكثر، وفي كلتا الحالتين نود الإجابة على سؤاله.
نعم «نبّي برلمان»، ولكن ليس كبرلمان موديل 2002 إلى موديل 2014، فهذا البرلمان كان سقيماً عقيماً لا ينفع ولا يسمن، بل أضرّ الوطن وأهله كثيراً، فالتاريخ لن يغفر له زلاته، فهو برلمانٌ قام على استفادة أعضائه وزيادة أرصدتهم في البنوك. برلمان حمى الحكومة بدل أن يحمي مقدّرات الشعب. برلمان زاد فيه الفساد حتى فاحت رائحته، بالتأكيد هو ليس برلماناً وليس شبيهاً بالبرلمان كذلك!
يكفينا أنّ قبّة البرلمان تشهد على رئيسها جملة «ليست من شيم العرب»، في ردّه على لجنة التحقيق في أملاك الدولة عندما طالبت باسترجاع أملاك الدولة، وكذلك جملة «إذا بُليتم فاستتروا»، في ردّه على مداخلة أحد الأعضاء حول ضعف الاقتصاد البحريني. وهما جملتان لا ينكرهما وسيتذكّرهما طوال حياته وحياة أهل البحرين، فشرّ البليّة ما يُضحك!
هذا البرلمان الذي تنازل عن حقوق الشعب في الـ 16 ملياراً التي تحدّث عنها النائب محمد العمادي، ولم يستجوب وزير المالية بشأن إهدار أموال الشعب، أيُعد برلماناً؟ برلمان لا يتكلّم عن أموال النفط التي تحدّث عنها فضيلة الشيخ عادل المعاودة وهو على قبّة مسجده، ولم نجده يستأسد داخل قبّة برلمانه وهو النائب الأوّل ليسترجع هذه الأموال من أجل الشعب! أيُعد برلماناً؟
برلمانٌ حاول الاستئساد على وزيرة الثقافة مي آل خليفة، مع أنّنا نشهد عملها العظيم وعمل أعضاء البرلمان السقيم، فشتّان بين الثرى والثريا، وجلّ ما استطاعه هو الصراخ عليها مع أنّها آخر من وجب الصراخ عليه، أيُعد برلماناً؟ لقد صدقت ابنة البحرين عندما قالت جملتها الشهيرة في أعضائه بأنّهم ليسوا «رياييل»، فالرجولة ليست بالصراخ بل تُثبَت عند المواقف، وهؤلاء في كل موقف أثبتوا العكس!
ولو سردنا بعض ما قام به رئيس وأعضاء البرلمان من تقليص للصلاحيات التي هي أصلاً محدودة ومكبّلة بمجلس الشورى المعيّن، لشاب الرأس ولهرم الجسد من هول ما سيجده من تجاوزات! برلمانٌ زاد من تقاعده ومن سفرات أعضائه ومن رفاهيّته من أموال الشعب، وترك الشعب يعاني الأمرّين في حياته المعيشية! برلمانٌ لم نجده ينتقد الحكومة ولا يستجوب الوزراء في قضايا الفساد التي سجّلها ديوان الرقابة المالية والإدارية، أيُعد هذا برلماناً؟
لا يا ابن عمي! هذا البرلمان الساقط من عيون الشعب ليس برلماناً، إنه برلمانٌ حكوميٌ بتصرّف، برلمانٌ استمات في الدفاع عن الحكومة أكثر من الحكومة ذاتها، وجعل البحرين تستنزف وتغلي سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وهو سببٌ من أسباب ما حدث في 14 فبراير 2011!
نعم «نبّي برلمان»، وللأسف لم أستطع مواصلة جملتي معك بسبب انشغالك بكلام آخر، ولكن أود شرح البرلمان الذي «نبّيه ويبّيه» عموم الشعب. إنه البرلمان القوي الذي لديه صلاحياتٌ تمكنه من استرجاع أملاك الدولة وأموال النفط، وتستجوب الوزراء تحت قبّته، ولا تستثني كبيراً أو صغيراً، قبيلياً أو هولياً، سنّياً أو شيعياً، فالجميع سواسية تحته، برلمان مع الحقوق لا ضدّها، حقوق الشعب طبعاً ورفاهيّته!
أوتعلمون شيئاً؟ لو تم استرجاع أملاك الدولة المنهوبة وأموال النفط التي تحدّث عنها المعاودة فقط، لوجدنا أنّ الرفاهية التي يحلم بها كل مواطن ستكون فعلاً على أرض الواقع، ولن نحتاج لأولئك النوّاب الضعفاء الذين لم يستطيعوا مساعدة المواطن حتى في أقل القليل كزيادة الرواتب 10 %!
وبعد هذا كلّه... نجيب الأهل والأحباب والأصدقاء والأعداء (إن كان هناك أعداء)، وفئة المتمصلحين والفاسدين والمسترزقين على حساب الشعب، هذا هو البرلمان الذي نريده. برلمان مستقل له مطلق الصلاحيات، تكون فيه مصلحة الشعب والوطن قبل أية مصلحة شخصية، فهل وصلت الرسالة يا ابن العم؟
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|