صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 26 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

22-06-14 07:05

قبل فترة ليست بالبعيدة مزّق داعشي كان في يوم ما مواطناً بحرينياً، الجواز الأحمر، وهو يتوعّد الأسرة الحاكمة بقرب دخول «داعش» إلى أرض الجزيرة العربية وتحرير الخليج، وكنّا نتوجّس الخطر القادم ممّا قام به ذاك الشاب المغرّر به، وهاهي «داعش» كما شاهدناها في قنوات التواصل تحتل أجزاء من العراق وتقطّع الرؤوس، ووجدنا فرحة البعض العارمة، أولئك المطأفنين الذين ليس لهم بعدٌ سياسي ولا اجتماعي ولا ديني، فباركوا علناً ما يحدث في العراق الحبيب!

وبما أنّ لكل فعل ردّة فعل، فإنّ صدّام حسين بدأ حكمه بديكتاتورية وقتل بشع، وأفرز بعده أعداء من الطائفتين السنّية والشيعية، وعندما أزالته أميركا من خلال القواعد الخليجية وقوّاتها بمباركة حكّام الخليج، خرج لنا ديكتاتور آخر اسمه نوري المالكي، وقد واصل ما بدأه صدّام في العراق من قتل وطأفنة وتفريق، من خلال استخدام الدين، الذي يعتبر وسيلة دائماً من أجل الحكم والقتل والنهب وإذلال الشعوب، ودين محمّد (ص) بريء من هذا كلّه!

والسؤال: لماذا يستغرب البعض قطع الرؤوس؟ فالتاريخ الاسلامي منذ عهد الدولة الأموية إلى يومنا هذا، مليء بأحداث وقصص وسير عن قطع الرؤوس، واستخدام الدين من أجل التقسيم والاستفادة منه في الاستيلاء على مقدّرات الناس وثرواتهم.

«داعش» أو الدولة الاسلامية في العراق والشام، تقوم اليوم بقطع الرؤوس وتخويف الحكّام قبل الشعوب من أجل إقامة الدولة الاسلامية على ربوع الخليج والوطن العربي، ونعتقد بأنّ أنصار «داعش» اليوم، سيبكون غداً بكاءً مريراً، وإنّ غداً لناظره قريب، والسبب هو انّهم سيكونون الوليمة الأولى لـ «داعش»، فلا تنسوا مقولة: «قُتلتُ يوم قُتلَ الثور الأبيض». فمن يتغنّون بهذا الإرهاب هم في الأساس لا يتوافقون مع «داعش» في الفكر ولا العقيدة، وما ربطهم اليوم هو النزعة الطائفية البشعة، خصوصاً من أولئك الذين يدّعون التديّن ويتحدّثون باسم الدين والطائفة!

نتذكّر ذلك اليوم الذي وقف فيه فضيلة الشيخ عادل المعاودة، زعيم السلف في البحرين، وبارك لتلك الحركات وموّلهم بتجهيز غازي، وما هي إلاّ لحظات حتى انقلب عليهم وتبرّأ منهم، فأصبحت «داعش» حركة إرهابية و»مارقة» بالنسبة له ومن تبعه، ولا ندري موقفه اليوم إن كان مسانداً أم متبرّئاً مما يحدث في العراق من قبل الداعشيين! وننتظر منه مؤتمراً صحافياً يُطلع أتباعه على موقفه حتى يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود!

أما فضيلة الشيخ ناصر الفضالة، أحد زعماء الأخوان المسلمين في البحرين، فقد دعا إلى مساندة الثورة في العراق، ونسب ما يجري فيها إلى «داعش» بأنه تدليس وكذب، ومحاولة للي عنق الحقيقة، واستطرد قائلاً: «نحن نقف مع هذه الثورة التي صبرت طويلاً وطال انتظارها، لطرد هذا الظلم وهذا الخبث الذي تدعمه بلاد الفرس، من أجل إذلال بلاد الرشيد وبلاد العزّة والكرامة»! ونحن نود تذكير فضيلة الشيخ بأنّ «داعش» لا تنظر إلى العراق فقط لتنظيفها من الفرس، ولكنها تنظر إلى الخليج لتنظيفها من الحكّام والأميركان، ويستطيع الفضالة الرجوع إلى تصريحات الثوّار في سورية والعراق في تطهير أرض الجزيرة العربية!

مرحباً بـ «داعش» ومرحباً بانتصاراتها كما يردّدها بعض الجاهلين بالتاريخ وعبره وحقائقه، فنار الطائفية ستأكل الأخضر واليابس، وقد بدأت من العراق والشام، وأخشى ما نخشاه إن كانت ستصيبنا هذه النار، ويكفينا دليلاً على الخشية ممّا يجري في العراق والشام في تصريح وزارة العدل بتعميم لها أمس الأوّل (الأربعاء): «لابد على الأئمة والخطباء تنزيه المنبر الديني وصيانة مقامه عن التجاذب السياسي والطرح الطائفي، تأثراً بالأحداث الإقليمية والدولية، وعلى وجه الخصوص الابتعاد عن التعليق على الأحداث الجارية في العراق حالياً، وغيرها بما يعكر صفو الأخوة الإسلامية والوحدة الوطنية»! ولكن هل تنفع التوجيهات والتعميمات بعد فوات الأوان؟ وجمعة مباركة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 894



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
4.82/10 (5 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى