صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الإثنين 29 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

22-06-14 06:57

كلما اقترب شهر رمضان المبارك تشدني ذاكرتي إلى “رمضان لوّل” عندما كنا صغارا قبل أكثر من خمسين عاما، فقد كنا نحس باقتراب الشهر الفضيل من “الخرخشة” التي تحدث في البيت، فقد كان الوالد رحمه الله “يميّر” المنزل بمستلزمات الشهر الكريم من طحين “اللقيمات” و”الخنفروش” و”المحلبية” وحب “الهريس”، وكانت الوالدة رحمها الله تجهز مواعين و”جدور الهريس” التي تحتاج صنفرة باستدعاء “صفار الجدور” الذي يمر على الأحياء والفرجان، وهو ينادي “صفار جدور .. صفار جدور”، فقد كانت بعض الجدور من النحاس الذي تحتاج صنفرة جديدة كل عام.
وكلما جاء رمضان تذكرت طفولتنا ونحن صغار نجتمع أمام مسجد الحي قبل أذان المغرب في انتظار الأذان، فلم تكن حينذاك سماعات تكبر صوت المؤذن ولم تكن هناك تلفزيونات تصدح بالأذان، ولذلك فإننا نطلق سيقاننا للريح بمجرد أن يقول المؤذن “الله أكبر” ونحن نردد “أذن ..أذن يا المذن .. ترى الصيام يواعه” حتى نبلغ الأهل ببدء الإفطار.
وكلما جاء رمضان تذكرت خالي عبدالله محمد البنراشد الذي كان مؤذنا لمسجد المسلم، فقد كان يذهب إلى الساحل الغربي لمدينة الحد يتحرى هبوط الشمس ومغيبها ليأتي مسرعا إلى المسجد لإقامة الأذان، فلم تكن حينها توجد راديوهات صغيرة “ترانزستر” تعين المؤذن كما هو حاصل الآن.
وكلما جاء رمضان تذكرت ألعابنا في الليل ونحن صغار وأهمها لعبة “الصعكير” و”الخشيشة” الذي نظل نلعبهما حتى ساعات متأخرة من الليل. أما البنات، فلهن ألعابهن الخاصة بهن مثل لعبة “الخبصة” و”نط الحبل”، وغيرها من الألعاب.
وكلما جاء رمضان تذكرت تحلق الأسرة حول مائدة الإفطار التي عليها ما لذ وطاب من أطباق رمضان كالثريد والهريس واللقيمات والأرز مع اللحم والمحلبية والشربت، وكنا نردد مع أهلينا بمجرد الأذان: “اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، وبك آمنت، وعليك توكلت، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى”، ثم نصحو مرة أخرى على دقات طبل “المسحر” الذي يذرع الأزقة والفرجان وهو يردد : “لا إله إلا الله .. سحور يا عباد الله” لنأكل بعض الطعام ونشرب عليه الماء؛ استعدادا لصيام اليوم التالي.
ذكريات جميلة عن شهر رمضان مازالت عالقة في الذاكرة رغم مرور أكثر من نصف قرن عليها، وكل رمضان والمسلمين في كل مكان في خير وصحة وعافية.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 869



خدمات المحتوى


احمد زمان
احمد زمان

تقييم
4.88/10 (4 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى