صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 18 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

13-06-14 05:00


تأخّرنا كثيراً في الكتابة عن الوالد إمام مسجد «الحويلة» راشد المطوّع، الذي فقدناه منذ جمعتين، وربّما يتساءل القارئ من هو راشد المطوّع الذي عاش حياته مخلصاً لوطنه ولأهالي منطقته، فمنذ شبابه وهو يقوم بتعليم أبناء الحد القرآن الكريم (قراءة وكتابة) لعشرات السنين، من دون مقابل أو أجر مادي يُحتسب له، وإنّما كان حسّه الوطني والديني أقوى من المادّيات التي نعيشها في وقتنا الحاضر.

ونعتقد بأنّ مسجد «الحويلة» بكى راشد المطوّع أكثر من أيٍّ كان، فلو كانت جدران المسجد تنطق لنطقت بألم الفراق، فعلاقة المطوّع بمسجده تقارب الخمسين سنة، لم يفارق أي صلاة ولم يبتعد عن هذا المسجد إلاّ في الشدائد. وكان المسجد ملاذه في كل حين، هو بيته وهو منزله وهو سيرة حياته، والكل يعلم بتعلّق المطوّع بهذا المسجد، الذي لم يفارقه إلاّ بسبب كبر السن والمرض في سنواته الأخيرة.

ويكفي حب أهل الحد لهذا الراشد، فلقد سبقته أخلاقه السمحة وابتسامته المريحة إلى قلوب الناس، وقد كان إنساناً بسيطاً لم يحمل همّاً إلاّ حب البحرين وأهلها، فنشر الحب بين أقرانه ومن علّمهم علوم القرآن الكريم عبر السنين.

لم ينشغل هذا الرجل بالسياسة ولم يشتغل بها، ولم يكن يوماً ممّن يحرّض أو يؤجّج من فوق المنبر، بل كان يدعو إلى الوحدة وإلى حب الوطن، والى جعل هذا الحب أولوية من دون غيرها، فهنيئاً له هذه السيرة البسيطة العطرة، ولقد فقدت الحد رجلاً من رجالاتها، وإماماً من أئمتها، ولكن هذه هي الحياة بخيرها وشرّها، ولابد من الفراق.

هكذا نتمنّى ترك الدنيا، بسيرة عطرة وحياة مليئة بالعطاء، لا حياة يشوبها الرياء ولا المصالح الشخصية التي تتغلب على المصالح العامّة، ولكن هكذا بعض البشر لا يتّعظ ولا يستفيد من الآخرين، ويُقدم مصلحته الشخصية على المصلحة العامّة، ويزداد حبّه لذاته على حب الآخرين، فيقل العطاء ويكثر الجشع!

وهناك أُناس لا يحبّون التحدّث عن المثالية، ويظنّون أنها فُقدت منذ زمن طويل، فتجدهم أحرص الناس على مصالح الدنيا، وأكثرهم تسويقاً لمصالحهم، ولا يلتفتون إلى من حولهم، ويأخذون من دون أن يعطوا، وهذا سبب من أسباب دمار الأمم.

وفي نهاية الحديث ما نقول إلا: راشد المطوّع... غفر الله لك، وأدخلك فسيح جنّاته، وجعل قبرك روضةً من رياض الجنّة، اللهم آمين. وجمعة مباركة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 982



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
10.00/10 (2 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى