صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 19 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

27-05-14 05:38

بعد مطالعات وقراءات في التجربة الايرلندية، وبعد التحدّث مع سجين سابق يتبع الجيش الجمهوري الايرلندي (وهو عبارة عن منظمة شبه عسكرية وجيش مؤقت سعت لتحرير إيرلندا الشمالية من الحكم البريطاني وإعادة توحيدها مع الجمهورية الأيرلندية)، ذكر لنا بأنّ السجون في ايرلندا الشمالية توفّر الدراسة الجامعية، وأنّه طوال فترة 7 سنوات قضاها في السجن حصل على شهادتي بكالوريوس، وهاتان الشهادتان غيّرتا مجرى حياته ورؤيته للأمور، فبعد أن كان ضد الحكم البريطاني الملكي، أصبح هو أحد المؤيّدين وبشدّة للصلح واتّفاقية «بلفاست» التي غيّرت مجرى تاريخ ايرلندا الشمالية.

وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على أهمّية التعليم في أسس المصالحة الوطنية، فمهما وضعنا أحدهم في السجن، قد يبقى رأيه على ما هو عليه، ولكن ما أن يبدأ في التعلّم حتى تظهر بوادر أخرى جديدة في كيفية التفاوض والتعايش المجتمعي، وهذا ما يسعى إليه الجميع.

ألم نشبع من الانقسام في وطننا البحرين؟ أما آن الأوان للصلح؟ هل من الممكن أن نتّفق قبل أن تحدث حرب أهلية بيننا والعياذ بالله؟ كل هذه الأمور يتساءل عنها المواطن البحريني أيّاً كان موقعه في الدولة!

إنّ السجون امتلأت بالنّاس، ونعتقد بأنّنا لو حذونا حذو ايرلندا الشمالية في استفادة المساجين من التعليم، سنخلق جيلاً جديداً يسعى فعلاً إلى المصالحة الوطنية، وبالطبّع هذه المصالحة لن تتم من دون تضافر جميع مؤسسات المجتمع المدني.

عجباً منّا نحن العرب، نستفيد من التجارب في شيء، ونترك البقيّة من دون دراسة، ولو قمنا بدراسة وضع السجون لوجدنا العجب العجاب كما ذكرت الأمانة العامة في تقريرها، فلماذا لا تقوم وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين بمبادرة تعليم المساجين؟ إنّها فرصة حيّة من أجل طرح فكرة المصالحة والوئام، ونعلم بأنّ هذا قد لا يكون أوّل الحلول ولكنّه أحدها.

إنّ التعليم الجامعي مهمّ جداً بالنسبة للبشر، فهو يرقي الأمم ويعدّل السلوك ويرفع من شأن الناس، ولا يضر أحداً أبداً، ويصب في مصلحة الوطن لا ضدّه، وقد يؤدّي إلى تهدئة الوضع الحالي، وقد نشهد مستقبلاً جديداً من بعده.

ولكننا سمعنا بأنّ المساجين في البحرين لا يستطيعون مواصلة الدراسة، حتى المساجين الصغار ما دون 18 سنة، لا يستطيعون الحصول على حق تقديم الامتحانات، ولا ندري إن كانت هذه الأقاويل صحيحة أم لا، ولكننا نعلم بأنّ التعليم جزء من هويّة الوطن، وهو يعدّل ويغيّر ويبني ما لا يستطيع الآخرون بناءه!

لا نريد ردوداً لإسكات الرأي العام، ولا نريد من أحدهم الظن بأنّنا ننتقده، بل نريد ممّن لديه الخبرة وحسن المشورة دراسة سجون ايرلندا الشمالية وتأثير الدراسة داخل السجون على اتّفاقية بلفاست (الجمعة العظيمة/ 1998)، عندها سنقول بأنّنا استفدنا فعلاً من تجارب الآخرين، حتى نظهر بتجربة رائدة في شأن المصالحة الوطنية.

بلادي وصلت الأمور فيها إلى هوّة مظلمة، وهي الآن تعاني الأمرّين جرّاء المطالبات والاختلاف عليها، وكذلك أصبحنا نتوجّس المستقبل المظلم من دون بصيص أمل، فهل لنا أن نسعى ولو بالقليل من أجل هذه المصالحة المنتظرة؟

إنّها البحرين يا سادة، فلا تنسوا تاريخنا ولا تتناسوا أمجادنا، واعملوا من أجل رفعة شأننا وكفى.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 884



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى