صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 29 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

23-05-14 11:42

لا نستطيع تصوّر لحظات موت الأطفال، فبعد تشييع جنازة تلك الطفلة البريئة «نوره» إلى مثواها الأخير، في صور هزّت جميع أنحاء البحرين، ها نحن نشاهد صوراً أخرى لطفل في 14 ربيعاً من عمره، وهو غارق في الدماء كذلك، متأثراً بإصابات بليغة بالشوزن! وبين فظاعة مقتل الطفلة والطفل، مَن نتّهم ومن نزج في السجن؟

وبين أقوال شهود العيان وبين أقوال وزارة الداخلية، لا نقول إلاّ... لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، فالمصاب عظيم، فقد طفلة وطفل في يومين، أمرٌ لا يرضاه أبٌ ولا أمٌّ ولا مجتمع، وسواء كان سبب الموت حادث دهس أو حادث شوزن، فإنّ الأطفال ذهبوا ضحيّة الكبار، وليس هناك أصعب من هذا الحال!

أوقفوا قتل الأطفال يرحمكم الله، لا... أوقفوا القتل بجميع قنواته، فهو لا يصنع الأمم بل يدمّرها شرّ تدمير. وكذلك لا يزيد الوئام بل يشعل الغضب، والغضب أوّل حالات الانهيار، انهيار المجتمع بقيمه ومعتقداته ومتانة لحمته الوطنية.

توفّيت الطفلة في الحال بعد حادث الدهس، وتوفّي الطفل في الحال بعد إطلاق الشوزن، وسيُفتح تحقيق للاثنين، وسواءً كانت القضية مع أو ضد، فالخسارة بسطت موقفها أمام الملأ، فلا تحقيق ينفع ولا قضيّة تُريح الضمير والبصيرة، ومع الأيام ينسى الناس ولكن لا ينسى ذوو هؤلاء الأطفال المصاب الذي حلّ بهم.

ما أصعب فراق الطفل، وما ألم الفراق بالشيء الذي هضمه، بل إنّه يبقى مع الإنسان طيلة حياته، مهما انشغل ومهما حاول الانشغال، فإنّ فلذّة الفؤاد يعصر القلوب ويُشيب الرؤوس. ونعم، ننهار لفترة، ونحاول استرجاع روتين حياتنا، ولكن كلّما تمر سنّة علينا، تبقى الذكرى وتبقى «لو» في حياتنا!

نعلم بأنّ من قتل الطفلين سيبقى ضميره غير متنعم بالراحة، وحتّى لو حاول إخفاء عدم الراحة، فبينه وبين نفسه لا يستطيع نسيان الموقف، ولا تذهب عنه تلك الذكرى الصعبة من حياته، وهي صعبة إن كان بريئاً ولم يقصد، وهي مؤلمةٌ جداً إن كان يقصد، ومن يقصد قتل الأطفال الأبرياء إلاّ من ليس له قلب ولا «نخوة».

ننتظر من وزارة الداخلية إفادتنا بما حدث بالأمس الأوّل والأمس الذي قبله، إذ لا يجوز أن نقف مكتوفي الأيدي، ونشاهد صوراً تلو الصور حول مقتل الأطفال، فهذا لا يرضاه الرب عزّ وجل، ولا يرضاه قانون البشر من بعد ذلك، وما هذه الحوادث المتكرّرة إلاّ عبرة لمن لا يعتبر في الدنيا.

اللهم ارحم الطفلين برحمتك الواسعة، اللهم إنّهما طيران من طيور الجنّة فصبّر ذويهما وامسح على قلوبهم جميعاً. اللهم إنّك أرحم منا على بلادنا، فاحفظها وارحم شعبها وقيادتها من شر الفتن، اللهم آمين. وجمعة مباركة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 912



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى