صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 18 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

16-05-14 11:17

لا يمضي على أهل البحرين هذا اليوم إلاّ والحال متعسّر، إنّه 15 من الشهر، أصعب أيّام تمر بعد هذا التاريخ بالذّات، فحتّى تزويد السيّارة بالبنزين لم يسلم من هذا اليوم، إذ نسمع سيّارة هناك «تصب» بـ 500 فلس وأخرى أقل من هذا المبلغ الزهيد. وتقل القوّة الشرائية، وتصبح الحياة المعيشية في مأزق، فرب الأسرة يهرب إلى القهوة الشعبية التي تنتظر راتبه على أحر من الجمر من أجل دفع فاتورته، وبالطبع تلك الفاتورة لا تتعدّى 4 أو 5 دنانير!

هكذا أصبح حال أغلب الشعب، جائع حتّى النخاع، ولسنا نتحدّث عن جوع البطن، ولكننا نتحدّث عن جوع الحياة المعيشية، فالمواطن يشقى منذ استلام الراتب في تفكيكه إلى الفواتير، ومن ثمّ إلى شراء أغراض البيت، وبعد ذلك يصرفه مرّتين تقريباً في «طلعة» جميلة إمّا مع الأهل أو مع الأصدقاء، ويذهب الباقي إلى السيّارة! وبين هذا كلّه تجده مهموماً متأزّماً بسبب ضغوط الحياة السياسية كذلك، فما العمل؟

هل نُرجع 15 من الشهر إلى مستوى الدخل المعيشي المتدنّي في مقابله غلاء الأسعار؟ هل نتّهم الحكومة بالتقصير في رفع مستوى المعيشة لدى المواطن؟ هل نلوم مجلس النوّاب على ضعفه وتمريره الميزانية وسلب حقوق الشعب في رفع الراتب على الأقل؟ على من نلقي مشكلة ما يحدث كلّ شهر لدى الأسر البحرينية؟

وبينما تقوم وزارة الكهرباء بتحصيل الفواتير المتأخّرة، يقوم أحدهم بنشر فاتورة نائب من النوّاب، ولا نستطيع قراءة العدد من كبره، فهو 37 ألف دينار، أي أضعاف مضاعفة من المبالغ التي تحصّلها الوزارة من الناس، ونحن لا نتّهم الوزارة ولا وزيرها، فهم يؤدّون واجبهم على أكمل وجه، ولكن لا يُعقل أن يتكبّد مواطن دفع مبلغه في حين لا يدفع آخرون مثل هذا النائب، على الرغم من التفاوت الطبقي والمعاشي بين المواطن العادي وبين من تزيد أرقام الراتب في جيبه!

نعلم أنّ الجميع بدأ بالدفع، والجميع يحاول عدم التأخّر في أقساط الكهرباء، وهو دين علينا للدولة، ولكن أين دين الدولة لنا في تعديل وضعنا المعيشي؟ إلى اليوم وحتى هذه اللحظة المطالبات زادت من دون ردود، إلاّ رد واحد من قبل وزير المالية بابتسامة ساخرة على مجلس النوّاب قبل الشعب عن الـ 16 مليار!

يتكرّر موقف 15 من الشهر بألم كبير، ويزداد غضب الناس عندما يشاهدون بأم أعينهم فواتير «لِكْبارِيّة» بتلك الأرقام الخيالية التي لا نعرف قراءتها، ولا نشاهد أحداً يفز ويتسلّط عليهم من أجل الدفع، وصدّقونا إن هم دفعوا سنجد المواطن يدفع من دون كلام ولا ثرثرات، ولكن كالمعتاد كلّما زاد المال شحّ الدفع، وكلما قصر المال زاد الدفع، وفي النهاية أنتم يا أيّها البسطاء تأكلونها ولا أحد غيركم!

وزير الكهرباء عبدالحسين ميرزا كفّيت ووفّيت، ونعلم بأنّ لك حدوداً لا تستطيع تجاوزها، ولكنها رسالة للجميع، عندما نريد محاسبة أحد، فعلينا أوّلاً أن نحاسب الكبار، حتى يكونوا عبرةً للآخرين، لا أن نبدأ بأولئك الذين لا حول لهم ولا قوّة، ونجبرهم على الدفع بسلطة القانون. هذا القانون أولى أن يبدأ بمن كشف رصيده عن قدرته التامّة على دفع فاتورة الكهرباء، وهنيئاً لنا جميعاً 15 من الشهر! احلموا يا شعب البحرين، فقد تتحقّق الأحلام ذات يوم!

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 868



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى