صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 28 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

08-05-14 04:52

أتسمعون صوت الحرية؟! انه غالٍ جدا! ولا يسمعه إلا الأحرار الذين لا يرضون بالعبودية، فصوت الحرية له ثمن باهظ، من خلال التعذيب والترويع والسجن والايذاء والتشهير والتهميش والمغريات، وفي نهاية المطاف ثمنه قد يكون زهق أرواح الأحرار!

أحدهم يقول انه حر، وما هي الا مجرد حرفين يضعهما على لسانه، اذ تجد تصرفاته وكتاباته تدل على العبودية بجميع أشكالها، وهذا ينتقص من شأنه وشأن محبيه ومن يصدقونه، وبالتالي لا يسمو ذاك المجتمع الذي يغني فيه العبد بالحرية، ويعلم بأنه بعيد أبعد الحدود عنها.

ماذا أصاب بعض الناس في تنازلهم عن الحرية؟! هل من أجل الفتات؟! أم من أجل الشهرة؟! أم بسبب الخوف؟! أم ماذا؟! لأن من يضع الحرية فوق رأسه ويجعلها ميدانا في حياته، لابد أنه يعرف الثمن الذي سيبلعه في المقابل.

والحرية ليست لذواتنا فقط، بل هي أبعد من ذلك، فعندما نناضل في سبيل الحرية، فاننا نتكلم عن شعوب وأمم، لا نتحدث عن شخص أو شخصين، وربما شخص واحد يفقد حريته من أجل حرية الآخرين، ولنا في التاريخ مثال، لأن نيلسون مانديلا سُجن 27 سنة من أجل حرية شعبه ورفعة شأنهم، الى أن نال ما أراده.

قد تكون في ذاك السجن وتعيش حرا أبيا شامخا، وقد تكون حرا طليقا ولكنك مسجون من خلال تذللك وعبوديتك وصمتك عن الفساد والحق، وبين هذين الاثنين نعلم بأن التاريخ ينصف المسجون الحر لا الحر المسجون، لأن الأول لم يرضخ للطغيان ولم يرضَ بالذل، وأما الثاني فانه خنوع مطأطئ الرأس، لا حول له ولا قوة، ولا يصنع التاريخ، حتى ولو بين المجد في أفكاره وحركاته لمن حوله، اذ يبقى هو في الدون، أما طالب الحرية فانه يرفرف في أفق العزة والكرامة.

هذه الكرامة لا يعرفها الفاسد ولا المتسلق ولا المتمصلح، بل جل ما يعرف عن الكرامة اسمها، لأنه لا يستشعرها ولا يفهم معناها، فهو غارقٌ في العبودية وفي الخيرات التي تأتي من ورائها.

يا قارئ هذه السطور هل أنت حر أم عبد؟! هل قرارك بيدك أم بيد الآخر؟! هل يتم توجيهك كما تُوجه الأنعام، أم لك فكر حر ورأي طليق لا تقيده القيود؟! مع من أنت، مع الحرية أم مع العبودية؟! اختر لنفسك حياة تعيشها أنت وأبناؤك وأحفادك، من دون أن يقال عنك انك عشتَ عبدا ذليلا، وسيعيش أبناؤك وأحفادك من بعدك هذه العيشة!

يقول عنتر بن شداد وهو جاهلي وكافر حتى النخاع قبل 1400:

لا تسقني ماءَ الحياةِ بذلةٍ بل

فاسقني بالعزِ كأس الحنظلِ

ماءُ الحياةِ بذلةٍ كجهنمٍ

وجهنمٌ بالعز أطيب منزلِ

ما أكثر من يدعي العروبة ويتفاخر بها بتنكيس «العقال» أو التفاخر بقول الشعر، ولكننا نعلم بأن العروبة هي تلك الكلمات البسيطة لعنتر بن شداد عن الحرية والعزة والكرامة، فما أحوجنا الى أن نتفاخر بعروبتنا من دون تصنع، وبحرياتنا من دون سلب. الحرية لا توهب ولا تُعطى بل هي تُنتزع انتزاعا بأغلى ما يملكه الانسان.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 849



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى