صحيفة مدينة الحد الالكترونية
السبت 20 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

26-03-14 04:15

في يوم 20 مارس/ آذار ذهب الشاعر حسين السيد لزيارة والدته بمناسبة عيد الأم، وقد كانت تسكن بالدور الخامس من عمارة في حي إمبابة الشعبي، وبعد أن وصل الدور اكتشف أنه نسي شراء هدية لأمه بهذه المناسبة.

وكان من الصعب عليه نزول السلم مرة أخرى، فأخرج ورقة وكتب أبيات شعر مطلعها (ست الحبايب يا حبيبة يا أغلا من روحي ودمي)، ثم دق الباب ففتحت أمه وقبّل يدها وبدأ يقرأ لها الشعر ففرحت بالأبيات، فوعدها أن تسمعها في الإذاعة، واتصل بالموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب وأعطاه الكلمات على الهاتف، فأعجب بها ولحنها في ساعة، وطلب على الفور من الفنانة فايزة أحمد أن تقابله في استديو الإذاعة ليدربها وتذاع بصوتها صباح يوم 21 مارس في ذكرى عيد الأم، ليفي بوعده لأمه، ولتصبح أشهر أغنية للأم منذ 50 عاماً لصدق الإحساس.

صدق الاحساس يخرج من القلب ويدخل القلوب، وما أعظم صدق الإحساس بين الأم وبنيها، فلا أحد في الدنيا يمكن أن تتحملهم كتحمّلها لهم، ولا أحد يستطيع تقديم الغالي والنفيس كما تستطيعه الأم.

هي كريمة في مشاعرها وعطائها، ونحن نبخل عليها بأقل القليل، وأقل القليل قد يكون ربع ساعة نسمع لها ونحادثها من دون تدخّل أمور أخرى، كالهاتف والشبكات الاجتماعية أو حتى التلفاز، وغريب أمرها، فهي تصغي وتنظر من دون أن يشغلها شيء عنّا.

عظيمةٌ هي الأم بما تقوم به، تُربينا ونحن صغار ونعجز عن رعايتها ونحن كبار، وإن كنّا نقوم بالواجب فهو لأنّه واجب وبدافع البر وبمقابل، أما هي فقد قامت بواجبها نحونا بدافع العطف، ورعتنا بواجب الحب الكبير الذي نمى في أحشائها.

تفرح لفرحنا، وتحزن لحزننا، وتلوم من يلومنا، ولا تتوقّف عن العطاء ولا عن التضحية، ويدفعها بداخلها تلك العلاقة التي بنتها منذ أن كنّا في بطنها. ما أعظمها هذه الأم، وما أروع حكمتها، تتعب لنرتاح، وتعطش لنرتوي، وتجوع لنشبع، ولا ترى في الدنيا إلاّ نحن، ونحن نرى الكثير وننسى صغار ما تريد!

ما أن يرى الناس أحدهم بمعيّة أمّه أو أبيه في كبرهم، حتى يفخر ببرّه لهم، وينسى برّهم وحبّهم وعطفهم لهذا الابن، فنحن يجب ألاّ نفخر ببر الوالدين، لأنّه دَيْنٌ نقوم به عند كبرهم، ولكننا نفخر بشقائهم ومعاناتهم وتضحياتهم من أجلنا.

أمّي العجوز حفظها الله مازالت تسقيني وتطعمني، وتدعو لي وتدعو على من ظلمني، وكذلك باقي الأمّهات، هنّ يدعين لأبنائهم بالخير ورفعة الشأن، ولا يتعبن من الدعاء حتى وإن تعبنا نحن منه، فالاستمرار في الدعاء من أصعب الأمور، لأنّنا بشر يضيق صبرنا سريعاً، ولكن الأم لا يضيق صبرها أبداً.

وإن انقطع دعاء الأم عند مماتها فاعلموا بأنّها ماتت وهي تدعو لنا بالخير، فهي تموت بجسدها ولكن تبقى ذاكرتنا في ذكراها وذكر أصغر الأمور التي قامت بها من أجلنا، ولو صب شاي الحليب في كأس قبل خروجنا إلى أعمالنا.

ست الحبايب... شكراً لك ألف شكر على ما صنعتِهِ، ست الحبايب أغنية فصّلت تفصيلاً لنا جميعاً لتعبّر عنّا وتنطق بلساننا، ست الحبايب أنتِ ولا سواكِ، ست الحبايب لا أحد يتنافس على حبّكِ، ست الحبايب إليكِ أُهدي هذه الكلمات وأنا المقصّرة بحقك دائماً.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 953



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
5.00/10 (1 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى