جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
20-02-14 08:45
حضر عامل الكهرباء لقطع كهرباء بيتنا، وبعد مناقشات ومناوشات مع «فاتي» شغّالتنا وأختنا التي لم تقبل قطع الكهرباء، هدّدنا بقطع الكهرباء من الخارج، فما كان منها إلا الاتصال بأخي الذي تحدّث مع عامل الكهرباء، فأوصاه بقطع الكهرباء من الداخل، حتى لا نتكبّد دفع 700 دينار لكابل الكهرباء خارج البيت عند إرجاعها! الحمدلله... قطعوا كهرباء بيتنا أخيراً!
ونحن كمثل آلاف البيوت البحرينية التي توقّفت عن دفع فواتير الكهرباء، بعد تكريم أصحاب النفوذ و«الكبارية» الذين لا يدفعون الكهرباء، بإلغاء مستحقات الدولة من فواتير الكهرباء والتي تصل إلى عشرات الآلاف من الدنانير لبعض الأسر الكبيرة، ليست بالحجم وإنّما بالنفوذ والجاه و....!
أتريدون الصراحة؟ سعدتُ جداً بقطع الكهرباء، لأنّ هذه حقوق ويجب دفعها للدولة، وآن الأوان لتطبيقها، ولكني مع والدتي رفعتُ يدي إلى الله كذلك لأنّي شعرت بالظلم والإجحاف، فأمّي ربة البيت العجوز تدفع وندفع معها، وأصحاب النفوذ والأغنياء و... يتنعّمون بالخير من دون دفع الكهرباء ولا قلق القطع، فهل يُعقل ذلك؟ مع أنّ الدستور واضح وضوح الشمس بأنّ الشعب سواسيةٌ في الحقوق والواجبات، وقبل ذلك الدستور الإلهي واضح وضوح الشمس بأنّ البشر طبقة واحدة وليسوا طبقات كطبقات الأسياد والعبيد.
يا وزارة الكهرباء، لماذا أُخرست ألسنتكم بإجابة النائب الشريف شمطوط، عندما سألكم عن كشف حسابات المتأخّرين بأسمائهم ومبالغهم، ونحن نعلم عجزكم عن كشف الأسماء، والسبب لأنّكم تعرفون تلك الأسماء التي لا يجب أن تخرج إلى الشمس، فأخرجوها حتى لا نقول عنكم ضعفاء في تطبيق القانون!
حفظ الله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، عندما وجّه رئيس الوزراء في تنفيذ القانون أوّلاً على الوزراء وكبار الشخصيات والمسئولين في الدولة، بقطع الكهرباء عنهم قبل أي مواطن، هذا هو العدل إذا أردنا التحدّث عنه، وصدق سيدي عمر بن الخطاب (رض) الذي قال: «الضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحقّ منه»، ولكننا هنا العكس صحيح!
أوتعلمون... يصعب عليّ بكاء أمي وباقي أمّهات البحرين، إذ ما أن انقطعت الكهرباء حتى شرعت بالبكاء وتذكّرت الماضي، ذاك الماضي عندما كان أبي سيد قومه وأحكمهم وأقواهم وأغناهم، ودارت الأيام وأصبحت أمي تعتمد علينا في دفع فواتير الكهرباء!
المهم قمنا أنا وأخي بالذهاب إلى إدارة الكهرباء، ودفعنا جزءًا من المبلغ، وأخبرنا الموظّف بإرجاع الكهرباء بعد ساعة، ولكن حتى لحظة كتابة المقال في اليوم التالي ونحن بانتظار إرجاع الكهرباء، واتّصالات تمت بيننا وبين «الكول سنتر»، حيث أوضح الموظّف بأنّه ليس من صلاحية هذا المكان إرجاع الكهرباء، لأنّه يتلقى المكالمات الخاصة بطوارئ الكهرباء والماء، وأخبرناه بأنّنا دفعنا، وإننا طوارئ أيضاً، فأمّنا امرأة عجوزٌ مريضة، ولا تستطيع الانتظار، فقال لا أستطيع توجيه أحد لأنّ هذا ليس من صلاحياتنا، فسأله أخي عن سبب عدم حضور الموظّف الذي يجب عليه إرجاع الكهرباء، فقال ربّما انتهى وقت دوامه فانتظر إلى اليوم التالي! فسأله لو كان اليوم الخميس فهل يتعطّل المواطن يومين آخرين؟ فقال: اسمح لي، ليس من صلاحيّاتي!
وحيث أنّ المشكلة أصبحت مشكلة إدارة الكهرباء لأنّنا دفعنا أخيراً مُرغمين على ذلك، طلب أخي من «الكول سنتر» الاتصال بمدير الإدارة لحل المشكلة، فقال: ليس من صلاحياتي، وليس لدينا أرقام المدراء أو المسئولين! وما فتئ رئيس الهيئة الشيخ نوّاف آل خليفة وهو يتكلّم عن التميّز في عمل الهيئة، ويسعى إلى التميّز في جميع الإدارات، وأعتقد بأنّه نسي قضيّة التمييز بين المواطنين!
أيعقل هذا يا شعب البحرين؟ نُظلم في الدفع وغيرنا متنعّم بعدم الدفع، ونُظلم في عدم إرجاع الكهرباء، وغيرنا لا تنقطع عنه الكهرباء منذ مولده حتى مماته؟ إنّه العدل الضائع في قضية عدم دفع الكهرباء!
أميّ الحبيبة كانت ببساطتها قلقة على «رياييل المجلس» الذي يأتون بعد صلاة الفجر بمعيّة أخوتي لشرب القهوة والشاي ومناقشة أمور الحياة، عادة قديمة مازالت في جعبة والدتي، وبعد القلق وبعد ترتيب أمورنا لـ «رياييل المجلس»، التفتت إليّ وهي تقول بعفوية وحزن عميق: «وينهم عن قطر والإمارات، الله يرحم زايد مع شعبه». فآلمتني كلماتها عندما نظرتْ إلى دول الخليج وهي أمّية لا تعرف القراءة والكتابة، ولأوّل مرّة في حياتها كلّها لم تكن أمي تفخر بوطني ووطنها! وجمعة مباركة لكل من انقطعت عنه الكهرباء ولمن لم تنقطع عنه.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|